للمرة الثانية يتم استبعاد المثقفين من اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور، أو تحديدا يتم استبعاد الكتاب والأدباء والمبدعين، والمؤسسات الثقافية من المشاركة في صياغة الدستور، وهو ما اعتبره اتحاد الكتاب (تشكيل بلا عقل) فالأدباء والمبدعون هم عقل الأمة وضميرها، فكيف يمكن صياغة دستور دونهم ؟ وأضاف بيان اتحاد الكتاب، أن الاتحاد يحتفظ بحقه في اللجوء الي القضاء، لإعادة النظر في تشكيل اللجنة التأسيسية..!! أستبعاد الكتاب والمبدعين، كشف عن حجم العداوة، وفقدان الثقة بين المثقف وبين القوي السياسية، والرغبة الشديدة من هذه القوي في تهميش المثقف، وإخراجه من المشهد، ومن المشاركة السياسية، ومن المشاركة في صياغه الدستور تحديدا.. هذا الاصرار علي استبعاد المثقفين والمبدعين من لجنة الدستور، هو اصرار بالتأكيد من القوي السياسية علي الهيمنة والاستحواذ، واحتكار الدستور لصالحهم وأغراضهم.. كشفت الصراعات القائمة حاليا بين القوي السياسية المختلفة، عن غيبة المثقف ومحدودية دوره، وعدم الاعتداد به، من قبل كل التيارات السياسية، وهو ما يتسق مع البرامج السياسية لكل مرشحي الرئاسة، والبرامج السياسية أيضا للأحزاب، التي خلت في الأغلب من الاستراتيجيات الثقافية، ومن البرامج والخطط الموضوعة لتطوير الثقافة في المجتمع.. غيبة المبدعين والكتاب عن تأسيسية الدستور، وتكرار ذلك، يتحمله المبدع أيضا، من حيث لعبت النخبة بالتأكيد دورا في هذا التهميش لدورها، والاستبعاد لحضورها، مرة بعزلتها وانعزالها عن الواقع ومشكلاته، ومرة بتعاليها وانشغالها بحواراتها الخاصة، أو منولوجها الداخلي.