كنت أتصور أن »أمراض القلب« تعني الروماتيزم وتلف الصمامات وضيق الشرايين وما شابه ذلك والعياذ بالله.. ولكن عرفت ان امراض القلب الحقيقية والتي تورد صاحبها موارد التهلكة اخطر من ذلك بكثير واهمها الكبر والحسد والعُجب والكره وسوء الظن والحقد.. هذه الامراض مصائب كبري يهون بجانبها ضيق الشرايين وتلف الصمامات والمسألة مش كلام وانما حقيقة.. وبوسعك ان تكشف بدون طبيب علي قلبك وتتأكد هل انت مريض أم معافي! فلو شعرت مثلا انك افضل من غيرك وانك اطول منه قامة وأعلي منه مقاما وان ذلك تم بجهدك وذكائك ومثابرتك فانت في مشكلة كبري لان ما انت فيه هو من الله فهو الذي مكنك واعطاك وبوأك ليضعك في اختبار أتشكر أم تكفر.. واول مظاهر هذا الكفر ان تشعر انك بما وهبك الله افضل من غيرك الذين حرموا من النعم التي ترفل انت فيها. وهذا المرض لابد ان تعالجه في الدنيا وتتخلص منه بسرعة لانك لو مت به لا تدخل الجنة أبدا. وانظر إلي حديث الحبيب الذي يقول: »لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر«.. وابحث عن مقدار »مثقال ذرة« يحجب صاحبه عن دخول الجنة ولو كان مصليا ومزكيا وحاجا عشرين مرة!!.. وكذلك العجب.. كأن تعجب بشكلك أو تعجب بطاعتك وعبادتك.. وكان النبي يقول لاصحابه لن يدخل الجنة احد بعمله فسألوه: ولا انت يا رسول الله.. فقال: ولا انا إلا ان يتغمدني الله برحمته. فإذا كان النبي وهو أفضل من عبد الله.. وهو الذي كان يقف للصلاة حتي تتشقق قدماه يقول ذلك عن نفسه خائفا طامعا في رحمة الله.. فكيف بك لانك ختمت القرآن مرة أو اقمت الليل مرات تظن باعجابك عن نفسك انك نلت الرضا.. بدلا من ان ترجوه وتدعو الله بالقبول.. أما الحسد فاذا اردت ان تختبر قلبك فانظر إلي نفسك اذا وقع احد خصومك في مصيبة.. ماذا تشعر؟! لو جاءك احساس بالرضا والارتياح والشماتة.. لان خصمك مبتلي فانت في مشكلة بل مصيبة.. لأنك سعيد بشقائه وفرح بابتلائه.. والله الذي ابتلاه قادر ان يعافيه ويبتليك.. فارجع إلي قلبك لاصلاحه.