مجدى العفىفى لا أقسم بالجيش المصري وما فعل، عبر أمجاده العسكرية في الزمان والمكان والإنسان، ولا أقسم بصبر رجال المجلس العسكري وحنكتهم السياسية وعنفوانهم الفدائي، ولا أقسم بما سطروه للبلد ووالد وما ولد، حتي لا نظل في كبد كدحا لملاقاة الحقيقة المخبوءة، أكتب هذه الرسالة الثانية العاجلة هذه المرة الي اللواء حسن الرويني، بعد الرسالة الأولي في الأسبوع الماضي الي اللواء عمر سليمان، وقد وصلت، وكانت لها أصداؤها هنا وهناك: نعلم أنكم مهمومون بما لا يحتمله إلا رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه، ما في ذلك شك لدي حجر، لكن ألاحظ أنكم في خطابكم السياسي تحرصون علي استخدام التعبير النبيل (الشعب العظيم) نعم هو عظيم بذاته وحاضره وحضارته، وبقواته المسلحة بالعلم والإيمان والروح الإنساني والعنفوان، مثلما هو عظيم بكل ما فيه ومن فيه، وتأسيسا علي ذلك فإن هذا الشعب يريد أن تضعوا النقط علي الحروف، فلم يعد لدينا الوقت ولا الجهد ولا الصبر علي التأجيل،هذا الشعب العظيم هو الذي اخترع مثله الشعبي "اقطع عرق وسيح دم" فقلها يا رجل، إنه لا يخاف لدينا العسكريون، وستخرج شهادتك بيضاء من غير سوء، قل الحق وصولا إلي الحقيقة، اتركوا ذكري حية تسعي بنورها ونارها بين الأجيال، قلها يا رجل فالكشف للإكتشاف، وكم نحتاج ومضة سافرة قاهرة باهرة، بدون ضوضاء لونية، فإما أبيض وإما أسود. قلها أيها اللواء، فإن لم تقلها الآن والآن فقط، فلا جدوي من قولها بعد(وفاة الأوان) فإن كانت إشاراتكم المثبتة صوتا وصورة مجرد مناوشات وفض مجالس وإثبات مواقف، خشية إثارة الفتنة فإن الصمت أكثر فتنة، والصمت هو النهاية القاتلة للأشياء، لا صمت الآن أيها اللواء، فالوقت معدود، والعمر لحظة، وصندوق الانتخابات ينتظر وأود أن لا نكون من "المنظرين". أأنت قلت للناس إن الإخوان هم من دبروا ما يسمي بموقعة الجمل ؟رأيناك وقد نزلت ميدان التحرير في اليوم التالي لموقعة الجمل والتقيت بالمتظاهرين ودار حوار بينكم جري عرضه صوتا وصورة علي مواقع الإنترنت، تتهم بشكل مباشر الإخوان وعددا من قياداتها منهم محمد البلتاجي بأنهم وراءها، وأن التخطيط لها جري في شقة تطل علي ميدان طلعت حرب جمعت بين كل من قيادي بجماعة الإخوان وعضوين من الجمعية الوطنية للتغيير وهما من قاما بالتخطيط لأحداث الفوضي وموقعة الجمل.. هل ثمة استغلال لاسمك؟" وقلت لأحد السلفيين وبعض شباب الاخوان: هاتوا العيال اللي انتم حطينهم فوق الأسطح وعمالين يرموا علي الناس مولوتوف وقنابل مسيلة، انتوا بتقولوا إن البلطجية هم اللي طلعوا في العمارات يوم موقعة الجمل وقاموا بالقاء المولوتوف والرصاص الحي، كيف تمكن البلطجية من الصعود فوق ظهر العمارات وسط الاف المتظاهرين، اطلعوا نزلوا الإخوان إللي فوق العمارات كل حاجة متصورة عندي وعندي سي دي بيها والطائرة الي فوق دي مصورة كل حاجة، واللي فوق شوية إرهابيين، فرد الشباب الإخواني قائلا: احنا مش ارهابيين، فقلت :خلاص اطلعوا فوق هاتوهم وأنا هحميكم واقبض عليهم لو ما كانوش منكم، فلم يتحرك أحد منهم، علشان تعرفوا ان اللي فوق أسطح العمارات هما الإخوان والإرهابيين.. هذا جزء من كل، فماذا أنت قائل؟ وهنا لا يمكن للشياطين أن تكمن في التفاصيل، خاصة أن كشفكم للحقيقة المنتظرة ستكون مؤشرا ودليلا للحائرين : ننتخب من؟ إن عصبة الإخوان لا يكفون في ال 24 ساعة عن قذف الفريق شفيق بأنه مدير الموقعة ؟ فهل هم صادقون؟ أيها اللواء الجسور..أعلن الحقيقة المدعمة بالبراهين علي نهج "هاتوا برهانكم" وإن لم تكشفوها الآن والآن فقط فلا لكم حبة خردل من صبر الناس الذين يشبه صبرهم صبر الجمال تقاسي حتي تحين اللحظة، ولن تقربوا منهم مثقال ذرة من هدوء مجتمعي ولا سكينة مرجوة.اكشف الغطاء عما لديك من أسرار، فنحن علي شفا حفرة من نار الانفجار الأكبر، فإن تسعرت فلن تخمد إلا بعد عمر طويل، انتزع الأقنعة في هذه اللحظة الحرجة. أيها اللواء بالتأكيد أنت تدرك أننا في محنة، وصحيح (المحنة منحة) بلغة الصوفية، لكنك توقن أننا في فتنة و(الفتنة أشد من القتل) بلغة القرآن العظيم، فتنة تستحضر الفتنة الكبري أيام الخليفة عثمان بن عفان، لكننا الآن في أجواء "الفتنة الأكبر" بلغة السياسة، التي هي فن تحريك الجبال، إلا أنها صارت "أكل عيش" لكل من هب ودب، وما أكثر من يهب ويدب ويمشي علي أربع، وأحيانا ستة وثمانية .. ألق نظاراتيك أيها اللواء حسن الرويني، فما أنتم بحاجة إليهما، فنحن في زمن كل شئ فيه يتكشف حتي مابين المرء وزوجه، لم نعد نحتاج إلا الحقيقة بدون طبطبة.. أليس كذلك؟