لماذا تأخر التغيير الحكومي كل هذا الوقت؟ معيار اختيار الأكفأ لتحقيق الرضا الشعبي وتخفيف الأعباء عن المواطن وحركة شاملة للمحافظين    أوروجواي يطيح بالولايات المتحدة صاحب الأرض من كوبا أمريكا    طلاب الثانوية العامة بالجيزة يتوافدون لأداء امتحان اللغة الأجنبية الأولى    شديد الحرارة.. تعرف على حالة الطقس اليوم الثلثاء    مهرجان العلمين.. «الترفيه» والطريق إلى الإنسانية    مستشار سابق بالبنتاجون: العالم كله سئم منا وأمريكا ستفقد الهيمنة على العالم (فيديو)    كوريا الشمالية تختبر صاروخا بالستيا ضخما بوزن 4.5 طن    تقرير عبري: نصر الله غير مكانه بعد تلقيه تحذيرا من المخابرات الإيرانية بأن إسرائيل تنوي تصفيته    حدث ليلا.. ارتفاع عدد قتلى وجرحى الاحتلال إلى أكثر من 4 آلاف ووباء يهدد مليار شخص    واشنطن: حادثة طعن في إحدى محطات المترو    وزارة العمل تعلن عن 120 وظيفة بشرم الشيخ ورأس سدر والطور    بيراميدز يقرر رفع دعوى قضائية ضد ثروت سويلم المتحدث باسم رابطة الأندية    حملات مكثفة لمتابعة تطبيق غلق المحال التجارية بالإسماعيلية    أسعار اللحوم والأسماك اليوم 2 يوليو 2024    مصرع شخصين وإصابة 10 في انقلاب ميكروباص بطريق مصر الفيوم    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهمين بقتل «طفل شبرا الخيمة»    الثانوية العامة 2024| اليوم.. طلاب بني سويف يؤدون امتحان مادة اللغة الإنجليزية    ألقى بنفسه من على السلم.. انتحار روبوت في كوريا الجنوبية    خالد داوود: جمال مبارك كان يعقد لقاءات في البيت الأبيض    أبطال فيلم «عصابة الماكس» يحضرون عرض مسرحية «ملك والشاطر»    أمين الفتوى: وثيقة التأمين على الحياة ليست حراما وتتوافق مع الشرع    ملف يلا كورة.. موقف ثنائي الأهلي من الأولمبياد.. رحيل لاعب الزمالك.. وأزمة بيراميدز    مفاوضات مع جورج كلوني للانضمام إلى عالم مارفل    فودة يفتتح أول مطعم أسيوي بممشي السلام في شرم الشيخ    طرح شقق الأوقاف 2024.. المستندات المطلوبة وشروط الحجز    نتنياهو: المرحلة الرئيسية من الحرب ضد "حماس" ستنتهي قريبا    كوبا أمريكا.. أوروجواي 0-0 أمريكا.. بنما 0-0 بوليفيا    رئيس حزب «الغد»: يجب على الحكومة الجديدة إعطاء الأولوية لملفي الصحة والتعليم    أحمد حجازي يحسم مصيره مع اتحاد جدة.. ويكشف تفاصيل عرض نيوم السعودي    أرملة عزت أبو عوف تحيى ذكري وفاته بكلمات مؤثرة    خلال أيام.. البترول تعلن مفاجأة بشأن إلغاء تخفيف الأحمال نهائيا في فصل الصيف (تفاصيل)    «الإفتاء» توضح حكم تغيير اتجاه القبلة عند الانتقال إلى سكن جديد    الأزهر يعلن صرف الإعانة الشهرية لمستحقي الدعم الشهري اليوم    مخاطر الأجواء الحارة على مرضى الصحة النفسية.. انتكاسة العقل    3 مشروبات عليك تجنبها إذا كنت تعاني من مرض القلب.. أبرزها العصائر المعلبة    حيل ونصائح تساعد على التخلص من النمل في المنزل بفصل الصيف    متى تنتهي أزمة نقص الدواء في مصر؟..البرلمان يجيب    الزمالك يتقدم بشكوى رسمية لرابطة الأندية ضد ثروت سويلم    «نيبينزيا» يعطي تلميحا بإمكانية رفع العقوبات عن طالبان    قضايا الدولة تهنئ المستشار عبد الراضي بتعيينه رئيسًا لنيابة الإدارية    جامعة الأزهر تعلن تسخير جميع الإمكانات لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد جنوده وإصابة آخر في انفجار قنبلة بالضفة الغربية    موعد الإعلان عن الحكومة الجديدة وأداء اليمين الدستورية.. أحمد موسي يكشف (فيديو)    عبدالله جورج: الزمالك سيحصل على الرخصة الإفريقية    دولتان تتصدران مشتريات خام الأورال الروسي في يونيو    خالد داوود: أمريكا قررت دعم الإخوان بعد أحداث 11 سبتمبر (فيديو)    تهانينا للنجاح في امتحانات الدبلومات الفنية لعام 2024    ناقد فني: شيرين تعاني من أزمة نفسية وخبر خطبتها "مفبرك"    فى ذكرى ميلاده ال«80».. وحيد حامد الذى «كشف المستور»    العالم علمين| عمرو الفقي: المهرجانات محرك أساسي لتنشيط السياحة وترويج المدن الجديدة.. وتخصيص 60% من أرباح مهرجان العلمين لفلسطين    استخراج الجثة السابعة لفتاة إثر انهيار منزل بأسيوط    ميدو: الكرة المصرية تستند على لوائح جار عليها الزمن    تنسيق الثانوية 2024.. تعرف على أقسام وطبيعة الدراسة بكلية التربية الموسيقية حلوان    تعرف على توقعات برج الثور اليوم 2 يوليو 2024    برلماني: المكالمات المزعجة للترويج العقاري أصبحت فجة ونحتاج تنظيمها (فيديو)    انطلاق فعاليات المسح الميداني بقرى الدقهلية لاكتشاف حالات الإصابة بالبلهارسيا    أمين الفتوى عن الهدايا بعد فسخ الخطوبة: «لا ترد إلا الذهب»    غدا.. "بيت الزكاة والصدقات" يبدء صرف إعانة يوليو للمستحقين بالجمهورية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكاتب الكبير سعد هجرس يتحدث ل»الأخبار« عن أول انتخابات رئاسية حقيقية:
الرئيس القادم لن يستمر طويلا وهذه هي الأسباب
نشر في الأخبار يوم 04 - 06 - 2012


سعد هجرس اثناء حواره مع »الأخبار«
ظهور صباحي گزعيم أهم مگاسب القوي الثورية
نعم .. تم شراء أصوات الناخبين وهناك شواهد كثيرة
يجب أن تتفق القوي الوطنية علي مطالب موحدة من الرئيس
بعد انتهاء المرحلة الأولي من الانتخابات الرئاسية واعلان اللجنة العليا للانتخابات رفض الطعون المقدمة من بعض المرشحين حول بعض الانتهاكات التي شابت العملية الانتخابية.. تصورنا كمصريين أن وصول اثنين من المرشحين للرئاسة الي مرحلة الاعادة سوف يهديء من مشاعر القلق السائد بين الناس، لكن ماحدث هو العكس فصندوق الانتخابات الذي احتكمنا جميعا اليه جاء الينا بنتيجة غير متوقعة بفوز رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي وآخر رئيس وزراء في عهد مبارك الفريق أحمد شفيق، وما بين الخوف من سيطرة التيار الديني وبين محاولة استنساخ عهد مبارك من جديد وجد المصريون أنفسهم في حيرة ويأس خاصة مع صعود نجم المرشح الشعبي حمدين صباحي الذي نافس بقوة علي المركز الثالث واعتبره الكثيرون زعيما يمكن أن تلتف حوله القوي الوطنية. الكاتب الصحفي الكبير سعد هجرس قام معنا بتحليل المرحلة الأولي للانتخابات الرئاسية وأكد أن الفائز الحقيقي هو حمدين صباحي كزعيم شعبي أفرزته الانتخابات،وأن الطرفين الداخلين في الاعادة مجموع أصواتهم أقل كثيرا عن مجموع أصوات باقي المرشحين مع ملاحظة أن أكثر من نصف الناخبين لم يذهبوا للتصويت، وبالتالي فإن معظم الناخبين لم يصوتوا ضد الثورة ويؤكد أن الثورة ما زالت مستمرة وأن الصراع بين الدولة الدينية والدولة المدنية سيبقي ممتدا، ويطالب القوي الوطنية أن تتحد علي مجموعة مطالب يلتزم بها المرشح قبل انتخابه بشرط أن تكون مكتوبة وعلنية وبعيدة عن الغرف المغلقة.
وفرضت الأحداث نفسها علي بداية الحوار فبعد ظهور مؤشرات الجولة الأولي من انتخابات رئاسة الجمهورية ونتائجها غير المتوقعة سألت الكاتب الكبير سعد هجرس كيف تري الواقع المصري الآن؟
للوهلة الأولي ومن فوق السطح يبدو المشهد محبطا لأن نتائج الانتخابات تبدو من النظرة السطحية أنها لم تترك لنا خيارا إلا بين اثنين إما أن نختار الطاعون أونختار الكوليرا وهذا صحيح جزئيا لأن نتيجة الانتخابات أدت إلي أن الفائز الأول هو الدكتور محمد مرسي ممثل الاخوان المسلمين ومن الناحية الأخري الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد حسني مبارك ولكن لو تأملنا في الصورة لن نجدها بهذا الشكل نجد أولا أن الطرفين الداخلين في الاعادة هم الأقلية وليسوا الأكثرية فلو حسبنا مجموع أصوات من يمكن أن نسميهم مرشحي الثورة مثل : حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح وأبو العز الحريري وخالد علي وإذا أضيف إليهم عمرو موسي وسليم العوا نجد أن مجموع أصواتهم أكثر من الاثنين الداخلين الإعادة وهذا معناه انه ليس صحيحا أن غالبية الناخبين صوتت ضد الثورة، ومن الناحية الأخري لا يستطيع الإخوان المسلمون أن يزعموا أنهم حققوا أي انتصار بالعكس لأن النتيجة تمثل تراجعا شديدا في شعبيتهم والمقياس في ذلك واضح فلو قارنا الاصوات التي حصلوا عليها في الجولة الرئاسية الأولي بالأصوات التي حصلوا عليها في آخر انتخابات برلمانية التي حصلوا فيها علي 18.5 مليون صوت أما لو جمعنا أصوات محمد مرسي مع أصوات أبو الفتوح باعتباره منتميا للتيار الاسلامي سنجدهم معا 9.5 مليون صوت أي تقريبا نصف عدد الأصوات التي حصلوا عليها في الانتخابات البرلمانية هذا معناه أن الإخوان فقدوا نصف قدرتهم التصويتية خلال بضعة شهور ولهذا لست محبطا من النتيجة وأري أننا لا نستطيع أن نثبت المشهد المصري عند لقطة الجولة الأولي لأنها تأتي في إطار مشهد فيه أبعاد كثيرة منها أن الثورة مازالت مستمرة والصراع السياسي بين الثورة والثورة المضادة مستمر الصراع بين أنصار الدولة المدنية والدولة الدينية مستمر حتي أن الطرفين الداخلين في الإعادة سيضطرون لتقديم تنازلات تفرضها القوي الثورية.
هل تعتقد أن القوي الثورية كسبت من معركة الانتخابات الرئاسية؟
بالتأكيد إن القوي الثورية لم تخرج خالية الوفاض بل بالعكس خرجت بمكاسب كبري ليست فقط في نسب التصويت الهائل والتي حصل عليها حمدين صباحي والآخرون وإنما المكسب الكبير هو الزعيم الجديد الذي ولد في هذه الانتخابات وهو حمدين صباحي ومصر كانت في احتياج لهذه الزعامة وهذه إحدي ثمار الثورة، في الماضي عندما كان حسني مبارك يريد أن يبرر استماتته في التشبث بالكرسي وليبرر عدم اختياره لنائب له فكان يقول لا يوجد قيادات، بينما في المعركة الرئاسية كان هناك 13 مرشحا ظهر منهم 5 مرشحين كان الناس يتحدثون عنهم من بين هؤلاء كان الفائز فيها حمدين صباحي حتي لو لم يدخل الاعادة وإنما خرج كزعيم شعبي.
اعتقد الناس أن مرحلة الطعون القانونية التي تنظرها اللجنة العليا للانتخابات يمكن أن تغير النتيجة؟
اعتقد أن الطعون القانونية بها مسائل جدية علي الأقل من زاويتين ينبغي الاهتمام بهما من أجل المستقبل الأولي :جداول الانتخابات وهي ما زالت كارثية ولدينا قضية بمجلس الدولة رفعها نائب محترم لم يحكم فيها بعد وهناك وثائق عن أصوات مكررة ولهم بطاقات رقم قومي وإذا صح ذلك فهي كارثة وهذا يمكن أن يبطل الانتخابات لأن ما بني علي باطل فهو باطل، وإذا صح ما قيل عن اشتراك 900 ألف جندي من الأمن المركزي في التصويت في الانتخابات فهذه جريمة كبري ونضيف الي ذلك المال السياسي وكيف استخدم. لن يصدق الشعب المصري أن المرشحين للاعادة التزما بالقانون فمن حجم مشاهدتنا للدعاية الانتخابية لكل منهما نعرف أن هناك مليارات دفعت وليست العشرة ملايين جنيه التي تمثل سقف الانفاق فقط ! وأرجو من اللجنة العليا للانتخابات أن تتخذ موقفا شجاعا من هذه المسألة، وهناك عملية شراء الأصوات التي يعلمها جميع المصريين وكانت هناك شواهد كثيرة عليها ولكن سيكون مصيرها مثل مصير القبض علي صبيان تجار المخدرات لأن الامساك سيتم للذيول فقط لا للرءوس الذين سيبعدون عن المحاسبة القانونية حتي لو لم ينظر في كل هذه الطعون واعتقد أنه سيكون خطأ كبيرا !
ولو افترضنا نجاح أحدهما سواء مرسي اوشفيق في المرحلة الثانية فكيف سيتقبل الشعب أيا منهما؟
لو أسفرت الإعادة عن نجاح أي منهما ودخوله القصر الجمهوري هل يؤدي له رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة التحية العسكرية؟ في سياق المشهد وفي تتابع الضغوط التي نراها فليس لدي ضمان أن الرجل الذي سيجلس علي مقعد رئيس الجمهورية سيستمر عليه طويلا وربما لن يبقي عاما واحدا وبعدها تتكرر الأزمة.
الاعتراف بالهزيمة
وكيف سيترك الرئيس مقعده هل تتصور حدوث إنقلاب مثلا ضده؟
لنفترض أولا أن من نجح في الانتخابات هو الفريق أحمد شفيق وقد أعلن الاخوان المسلمون عدم اعترافهم به وانهم سينزلون الشوارع والميادين إذن فالمتوقع أن الاخوان سيقومون بتمرد ولن يقتصر عليهم وانما سينضم اليهم الثوار أيضا والمتوقع أن يحدث شكل من أشكال الفوضي في البلاد وربما تكون هذه الفوضي عنيفة فيتحول من يهتفون (يسقط حكم العسكر) الي مطالبين بعودة حكم العسكرلانقاذ مصر من حمامات الدماء وإعادة النظام فنحن لم نعرف بعد ثقافة إعتراف المهزوم بهزيمته خاصة أن نزاهة الانتخابات عليها علامات استفهام متعددة مع التسليم بأنها أفضل انتخابات نسبيا تمت في تاريخ مصر.
نعود لنفترض السيناريو الثاني وهو نجاح محمد مرسي فماذا يمكن أن يحدث؟
هناك تحديات خطيرة مثل كيف ستكون علاقتهم بالمؤسسة العسكرية بعد سيطرتهم علي الرئاسة ومجلس الشعب وتشكيلهم للحكومة هل سيقبل الجيش أن الرئيس المنتخب سيختار وزير الدفاع ويتدخل في شئون الجيش أو يغير في عقيدته العسكرية؟ وهناك علاقته بالمسيحيين المصريين،ثم هناك موقف القوي التي تدافع عن القوي المدنية في هذه الحالة ستكون المسائل ملغومة أيضا بحيث أن الانقلاب العسكري يمكن أن يكون مطلبا شعبيا أيضا ! وأنا أرجو ألا تصل الأمور لهذا الحد وأن يتم تدارك الموقف بحكمة لأن الخاسر في هذه الحالة ليس مرسي وليس شفيق وإنما الخاسر الأكبر هو الشعب المصري الذي تعب كثيرا وأرهق كثيرا منذ قيام ثورة 25 يناير.
وما الحل إذن؟
الحل يبدأ من الآن فالمرشحان الداخلان لمعسكر الإعادة عليها أن يدركا أنهما ليسا وحدهما في الساحة وأن هناك عدم رضا واسع النطاق تعبر عنه أرقام الأصوات المخالفة لهما لأنها أكثر كثيرا مما حصل عليه الأثنان مجتمعين وأن القلق الشعبي مبرر في حالة تولي كل منهما السلطة ولهذا أرجو من القوي الوطنية الحريصة علي هذا الوطن أن تتحد حول قائمة مطالب وبالأحري شروط للاثنين المرشحين في حالة وصول أي منهما للسلطة، سيقول البعض كيف نتفاوض مع شفيق المسئول عن مذبحة الجمل وأرد عليهم بأن عدم التفاوض مع شفيق معناه أننا أعطينا شيكا علي بياض للاخوان المسلمين لأنني استبعدت المنافس له وأيدته فلماذا يتفاوض معك طالما عرف أن الطرف الثاني خارج المفاوضات؟ ولكن إذا عرف أن عدم تقديمه للضمانات المطلوبة ستذهب الكرة للملعب الآخر. لهذا فإن من يبدو ظاهريا وكانهم خسروا المعركة سيكونون في الموقع الأقوي حسب قدرتهم علي التفاوض مع كلا الطرفين وسيضطر كل منهم لتقديم تنازلات. المهم ألا تكون صفقات في غرف مغلقة ولكن تكون علنية.
لن يختطفوا مصر
وما تصورك للمطالب التي يمكن أن تطرحها القوي الوطنية علي كلا المرشحين للإعادة؟
تختلف قائمة المطالب بالنسبة للاثنين : بالنسبة لمحمد مرسي تبدأ المطالب بتقديم نقد ذاتي عن الاخطاء والممارسات السلبية والاقصائية والتكويشية التي مارسها الاخوان منذ حصولهم علي أغلبية البرلمان ويقدمون نقدا ذاتيا لتخليهم عن الثورة في أحداث محمد محمود وغيره لسعيهم وراء الانتخابات لأنهم قفزوا من قطار الثورة مبكرا، وأن يقدموا للشعب المصري اعتذارا عن هذا التخلي وأن يقدموا رسائل طمأنة للمجتمع كله خاصة بهوية الدولة لأن الدولة المصرية أكبر من المصريين ومن الليبراليين ومن اليساريين والناصريين، مصر أسبق من ذلك جميعا. بالطبع هناك خوف حقيقي من أن الاخوان سيحاولون العبث بالدولة من أجل أسلمتها وحتي يضعوا حجابا علي رأس مصربشرط أن تكون هذه الاتفاقات علنية ومكتوبة وموقعا عليها من جميع الأطراف وإذا تخلي عن هذه التعهدات فميادين التحرير موجودة والثورة ستعود.وأرجو أن يكون الجميع قد أدرك الآن أن مصر أكبر من أي فصيل وأنها في مرحلة تأسيس جمهورية جديدة وهذا يحتاج الي البحث عن القواسم المشتركة بين كل الجماعات السياسية بدون ذلك ستكون البلد في مهب الريح ولن يستطيع أحد أن يختطف مصر.
ننتقل للمطالب الوطنية من الفريق أحمد شفيق في حالة فوزه بالرئاسة؟
مطلوب منه نقد ذاتي عن أمرين الأول: أنه كان أحد المسئولين في نظام حسني مبارك فعلي الأقل يقدم نقدا ذاتيا عن جرائم ارتكبت في عهد حسني مبارك حتي لو لم يكن شريكا فيها فلا أحد يستطيع أن يدعي أنه لم يكن يعلم بالفساد والاستبداد وكانت المحصلة النهائية بعد ثلاثين عاما أن حسني مبارك ترك مصر و40٪ من شعبها أمي و70٪ فقير وأسوأ نظام تعليمي في العالم وعاطل في كل بيت ومكانة مصر الاقليمية منحدرة حتي أن قطر وايران وتركيا أصبح نفوذها أكبر من نفوذ مصر هذه هي جريمة مبارك الكبري وليست سرقة فيلتين في شرم الشيخ ! فعليه أن يقدم إعتذارا عن صمته لا أن يتباهي بأن مبارك مثله الأعلي وأن يقدم تعهدا بعدم اصدار قرار بالعفو عن مبارك وابنائه ويقدم اعتذارا للثورة والثوار عن محاولة اغتيالها.
وماذا عن المطالب المشتركة التي تطلبها القوي الوطنية من كل منهما؟
مطالب متعلقة بمؤسسة الرئاسة في شكل تعهدات واضحة والشعب غير مضطر لهم بل العكس هو الصحيح فالسياسة هي فن الممكن ويمكن أن نتحالف مع الشيطان كما تحالف الاخوان من قبل يوم 29 يناير عندما كان الثوار بالميدان وكانوا هم يتفاوضون مع عمر سليمان، فالوطنيون يمكن أن يتحالفوا مع الطرف الذي يتعهد بتحقيق مطالب الشعب ولا تكفي تغيير لغة خطابهم لأن الأهم هو الاتفاق المكتوب وأن يقدم كل منهم تصوره عن الفصل بين السلطات والدستور والجمعية التأسيسية وكيف تتشكل والمباديء الحاكمة حتي لا تعود ريما لعادتها القديمة بعد أن يستقر الرئيس،لأن هذا شعب ذكي لأنه علي الأرض وبالأرقام الشعب هو الأقوي والمعارضون لكلا الطرفين هما الأكثر، وبالتالي فالتنازل مطلوب من الاثنين ومطلوب من القوي الواعية أن يجعلوا كلا المرشحين يتنافسان لكسب رضا الناس بحيث نحقق أكبر قدر من أهداف الثورة من خلال عنصرين ليس لهما علاقة بالثورة واحد يمثل الديكتاتورية السياسية وواحد يمثل الفاشية الدينية.ولن نقبل بتسليم البلد لأي قوة منهما.
وإذا فشلت القوي السياسية في انتزاع هذه المطالب؟
سيكون الشعار الأساسي مقاطعة هذه الانتخابات وتبدأ موجة جديدة للثورة وبالتالي أرجو من القوي السياسية ألا لا تهرول لهذا الطرف أوذاك وأمامنا مستويان مستوي ثوري شهداء دمهم في رقابنا جميعا وهذه الثورة لم يتحقق من اهدافها شيء حتي الآن ولكن لدينا إرادة لاستكمال هذه الثورة، ومستوي سياسي ما دمنا نتكلم عن صناديق اقتراع وهنا نضع شروط أن الشعب الذي قام بهذه الثورة له شروط لو فشل كلا المرشحان في تلبيتها بصورة قطعية وعلنية وبضمانات مكتوبة سيكون الخيار الوحيد المطروح أمام الملايين التي أعطت أصواتها لحمدين صباحي وابو الفتوح وعمرو موسي وغيرهم أن تقاطع هذه الانتخابات والبديل موجة جديدة من الثورة.
وهل ستكون مقاطعة انتخابات الجولة الثانية بمثابة سحب اعتراف من نتائج الجولة الاولي؟
سيكون معناها أن العملية النتخابية لا تعكس الإرادة الشعبية لأن أغلبية الأصوات الممنوحة لخصوم شفيق ومرسي أكثر من الأصوات التي أخذوها فهذا معناه أن الشعب يسحب ثقته من الاثنين ويطالب بانتخابات جديدة.
الناخبون الممتنعون
من الظواهر اللافتة للنظر أن نصف الناخبين فقط هم من قاموا بالتصويت في انتخابات الرئاسة رغم أهميتها مقارنة بالانتخابات البرلمانية أو استفتاء التعديلات الدستورية الذي لاقي إقبالا جماهيريا، ما تفسيرك لهذا الأمر؟
بالتأكيد هي ظاهرة تحتاج إلي تفسير ومعها ظواهر أخري فمثلا لدينا 10 ملايين مصري بالخارج ولم يشا رك في الانتخاب إلا 300 ألف فقط والمسجلون منهم 500 ألف مواطن لأن نظام الانتخاب غبي جدا ويشترط وجود بطاقة الرقم القومي رغم أن جواز السفر يثبت الجنسية ولم يسمح به الا مؤخرا واشترط التسجيل في أي قنصلية أو سفارة بينما يقيم الكثيرون في أماكن بعيدة والسفر مشقة عليهم،لهذا لابد من معالجة تخلف النظام الانتخابي وقانون انتخابات الرئاسة وقانون مباشرة الحقوق السياسية واللجنة العليا الرئاسية منزوعة الصلاحيات وتشكيلها محل تساؤلات والمادة 28 مادة بالغة التخلف
الشعب لن يهرول
وهل تستطيع القوي الوطنية الاتفاق علي مطالب موحدة ليلزموا بها الرئيس القادم ؟
علي القوي الوطنية والثورية أن تتوحد حول مطالب محددة وبرنامج موحد تتقدم به للضغط علي المرشحين وبالمناسبة نحن لن نذهب للمرشحين وإنما هم من سيأتون إلينا وهم الذين يحتاجون أصواتنا وأرجو من القوي الوطنية ألا تهرول للمرشحين ولا تقدم مواقف متسرعة ولا تقبل بالقليل وهي عادة المصري أن يرضي بقليله،وأن نضع برنامجا للتفاوض حوله وأعتقد أن برنامج حمدين صباحي هو الحد الأدني الذي يمكن التفاوض عليه بالاضافة للنقد الذاتي الذي يجب أن يقوم به الرئيس وتحديد شروط الحد الأقصي والأدني التي لا يمكن التنازل عنها مع الاثنين، فأنا ضد من يقول أن شفيق لن نتعامل معه لأنه من الفلول فأنا أعلم أنه رجل حسني مبارك وليس صديقا للثورة بل معاد لها لكن الظروف تحتم علي أن أتعامل معه ولا أقدم نفسي علي طبق من فضة إلي محمد مرسي ليفعل بنا ما يشاء
غريب تفاؤلك مع أن معظم المصريين يشعرون بالاحباط واليأس منذ إعلان نتيجة المرحلة الاولي من الانتخابات الرئاسية؟
هذا نتيجة للقراءة السطحية للمشهد ونتيجة لعدم وصول مرشح ثوري للإعادة ولكن تظل قوي الثورة هي الفائزة في هذه الانتخابات وليس العكس ولا ننسي أن وصول شفيق ومرسي للاعادة نتيجة لأخطاء في معسكر الثورة مثل تفتيت الأصوات فلو نزل ابو الفتوح وحمدين في قائمة واحدة أحدهما رئيس والثاني نائب لتغيرت النتيجة،ولكن لابد من دراسة الاخطاء وهناك أسباب لابد أن تجعلنا نتفاءل ونقاوم هذا وقت الفاعلية وليس لطم الخدود وشق الجيوب،ولنتعلم من اخطائنا بدلا من ان يذهب كل منا الي بيته ويزرع حدائقه الخلفية أو نسلم ذقوننا للديكتاتورية السياسية أو الفاشية الدينية ولنتذكر دائما أن دماء الشهداء لم تجف ولا نستطيع أن نغمض أعيننا عنهم وليس من حقنا أن نفرط فيها وليتذكر مرسي بالذات أنه لولا تضحيات هؤلاء الشهداء لما استطاع أن يرشح نفسه لا لرئاسة الجمهورية بل ولا حتي لمنصب عمدة لاحدي القري بالشرقية.هذه الدماء لم تكن اخوانية فقط وانما هي دماء مصرية من جميع الفصائل ويضاعف من أهمية المسئولية الملقاة علي مرسي أن جانبا من الجماعة ما زالت تتحدث عن أنهم جماعة ربانية وأن انتخاب محمد مرسي فريضة دينية وكأنها مذكورة بالقرآن وطلعت فتاوي سخيفة تقول من لن ينتخب مرسي ستظل الثعابين تقرصه في القبر لمدة أربع سنوات وهي مدة الرئاسة، لابد من الاعتذار عن هذه الفتاوي وأن يقال نحن لسنا جماعة ربانية وانما نحن جماعة سياسية تصيب وتخطيء وأن الديموقراطية هي الحل، وهم حتي يستخدمون كلمة البيعة ونحن لا يمكن ان نسلم مصر كلها لمن أعطي البيعة للمرشد وكذلك بالنسبة لشفيق فليس له حصانة لأنه من أبناء القوات المسلحة لأنه الآن شخص مدني والقوات المسلحة لن تعمل في السياسة والمفروض أن الرئيس سيقدم كشف حساب ويحاسب من الشعب وهذا ما ينبغي أن نتمسك به ومازلت أؤكد أن الشعب في الكفة الأرجح وعندما يتقدم بهذه المطالب فهو لا يتسولها من مرسي ولا من شفيق وانما يطلبها من موقع القوة بحكم الانتخابات الأخيرة وليس فقط بمنطق ثورة 25 يناير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.