ظهرت نتيجة انتخابات رئاسة الجمهورية بالاعادة بين اثنين هما د.محمد مرسي عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للاخوان المسلمين والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق، وكانت النتيجة مخيبة للآمال أصابت غالبية المصريين الشرفاء بالحزن والاكتئاب وأصيبت أيضا القوي الثورية والنخبة بالاحباط. والحقيقة أن د.محمد مرسي نجح في الانتخابات لأن وراءه تنظيم قوي عمره أكثر من 80 عاما.. وكان مهمشا ومطاردا ومحظورا طوال هذه السنوات.. والكل "متخوف" ولهم الحق في أن المرشح د.مرسي لو فاز برئاسة الجمهورية، سيقيم دولة دينية إسلامية في مصر.. وهذا ما ترفضه كل القوي الثورية، وكذلك غالبية الشعب المصري. وأكبر شريحة في المجتمع المصري متوجسة وخائقة من حكم الإسلاميين هم المسيحيون ولهم الحق كل الحق وذلك بسبب التصريحات المستفزة والمعادية للمسيحيين من خلال بعض الدعاة والإسلاميين المتشددين. واذا كانت أصوات المسيحيين في المرحلة الأولي تفرقت بين ثلاثة مرشحين هم عمرو موسي وأحمد شفيق وحمدين صباحي فإنها في جولة الاعادة ستتجه وبقوة إلي أحمد شفيق وهم كتلة لا يستهان بها.. وأنا علي يقين بأن الكنيسة ستوجههم إلي ما فيه مصلحتهم. الفريق أحمد شفيق مرفوض من القوي الثورية وشباب الثورة وجانب كبير من القوي الشعبية أيضا لأن شفيق واحد من أركان النظام السابق وهو يعترف بذلك ويفخر به كما يعتبر حسني مبارك الرئيس المخلوع مثله الأعلي.. كما أعلن منذ أيام قليلة في احدي الصحف الأمريكية بأن الثورة انتهت.. وسلام علي الشهداء والمجد للمصابين والأمهات الثكلي. شفيق دخل انتخابات الرئاسة مدعوما من المجلس العسكري والمخابرات والشرطة ونزلاء طرة.. وحصل علي أصوات أعضاء الحزب الوطني المنحل ورجال الأعمال الذين ضخوا أموالا طائلة لحملة شفيق.. إلي جانب أصوات بعض المواطنين الذين أصابهم اليأس والقنوط من الانفلات الأمني وغلاء الأسعار والركود الاقتصادي وهي أمور متعمدة من قبل الحكومة والشرطة لكي يكفر الناس بالثورة ويلعنون أيامها.. والثورة بريئة من كل هذه الأمور لأنها قامت من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والتطلع إلي غد أفضل وحياة كريمة. أما د.محمد مرسي فقد حصل علي أصوات الإسلاميين من الاخوان وبعض القوي الآخري من السلفيين والصوفيين وعدد كبير من أفراد الشعب من البسطاء الذين يتأثرون بالوعود الكاذبة والجنة المزيفة ومنهم من أعطي صوته بحجة التغيير لا أكثر ولا أقل. الاخوان من خلال تاريخهم الطويل فإنهم يقولون بغير ما يفعلون ويفعلون بما لا يقولونه.. كلام معسول يقطر سما، وسم مغطي بالعسل.. كما أنهم يريدون التكويش والحصول بالأغلبية علي كل شيء.. مجلسي الشعب والشوري والحكومة والنقابات والمحليات بعد ذلك ولم يتبق سوي رئاسة الجمهورية وفي هذه الحالة سيضعون الدستور كما يحلو لهم برلمانيا أو رئاسيا لا تفرق معهم لأنهم يملكون الاثنين معاً. باختصار الإخوان يريدونها دولة إسلامية.. إيران أخري وهذا مستحيل لأننا نختلف عن إيران.. مصر دولة مدنية وتفكير الإخوان سيؤدي إلي كارثة وعزلة دولية وانهيار اقتصادي.. نحن علي حافة الهاوية.. وما أدراك ما هي؟ وشفيق يريد إعادة الدولة لما قبل قيام الثورة وإعادة كل الأمور إلي سابق عهدها و"طظ" في الشهداء والمصابين والدماء البريئة التي أريقت. لن اعطي صوتي لشفيق ولا لمرسي لأن الاثنين من وجهة نظري لا يستحقان رئاسة مصر.. ولا يمكن بأي حال أن يكون رئيس مصر واحدا منهما. يا خوفي علي مصر من مجيء أيهما ليتربع علي كرسي الرئاسة.. ويا حسرتي علي المصريين. والله مصر لا تحتاج هذه المهانة وهذه البهدلة والمرمطة.. مصر العزة.. مصر العظيمة.. الاثنان مرفوضان شكلا ومضمونا حيث إن شهاب الدين أسوأ من أخيه. لن أصوت لأي منهما.. ولكني إذا فاز أي واحد منهما لا قدر الله.. سأكون حزينا ورغم ذلك فإنني سأحترم رأي الأغلبية التي يحكمها صندوق الانتخابات بشرط أن تكون نظيفة ونزيهة بلا أي تزوير أو ضغوط مباشرة أو غير مباشرة. الرئيس القادم عليه أن يكون رئيساً لكل المصريين وأن ينسي ماضيه وخلفيته السياسية، وأن يعمل من أجل كرامة وحرية ورفاهية المواطن المصري.