قال روكا الحرامي للملك رمسيس الثاني : إمبارح المباحث هجمت علي قهوة عنتر في نص اليل وجابت عاليها واطيها. الزباين حطوا ديلهم في سنانهم وبرطعوا .. وصبيان القهوة فص ملح وداب، وست مخبرين خدوا المعلم في حضنهم وهات يا حِنية، وكل ما يسأل إيه الحكاية تطير من بقه سنَّة . فتشوا الكبايات وبرطمانات الشاي والبن والسحلب والحلبة الحصا . حتي غطيان الكازوزة خلعوا الفلة اللي جواها عشان يشوفوا المستخبي تحتها . ساعتين سيادتك والجو متكهرب والناس في الحارة بيضربوا كف علي كف ويقولوا آدي آخرة المشي البطال يا عنتر . أصل جت للمباحث اخبارية ان المعلم مخبي في القهوة كتب خارجية والعياذ بالله . لكن طلعت إخبارية فشنك وقالوا لعنتر ما تآخذناش. نقبهم طلع علي شونة ومالقيوش غير حشيش . قال الشيخ : ربنا ستر ! قال الملك : الوزارة تنفق مئات الملايين علي تأليف وطبع الكتب المقررة في المراحل الدراسية . لماذا إذن يتهافت احفادي الطلاب علي الكتب الخارجية رغم المشاكل التي تثار حولها بين الوزارة والناشرين ؟ قال روكا : داء سيادتك . الكتب الخارجية داء مالهوش علاج . لا يفيد معاه مرهم ولا حقن . وكتاب الوزارة مش وِحش . بس زحمة ومبقلظ ودمه تقيل . العيال ما بيفهموش اللي مكتوب جواه . بيقولوا مانعرفش ياباني والمدرس الخصوصي قال لهم اللي يذاكر في كتاب الوزارة كافر . عشان كده العيل بيستلم الكتاب أول السنة ويحطه في النملية ويقفل عليه بالضبة والمفتاح . عمره ما فتحه ولا اتفرج علي الصور اللي جواه . أصله اتربي علي الكتاب الخارجي بتاع الفجالة . صغنون ودمه خفيف وكلامه ما يتشبعش منه . تاريخ مصر في سطرين وجغرافيتها في سطر ونص . ورياضة السنة كلها في صفحة ولاّ اتنين . يعني المنهج كله سيادتك يتحط في برشامة . قال الشيخ : وبالشفا يا معلم ! قال الملك : وهل استثمرت الأزمة كعادتك أيها اللص ؟ أجاب روكا : حصل سيادتك . بس من باب المروءة والخوف علي مصلحة حفيدك المواطن وابنه التلميذ . اللي مش لاقي الكتاب الخارجي يلاقيه عند روكا وبتراب الفلوس . فيزيا وكيميا ولغات وكافة شيء . والكتاب ابو 51 وهبته تلاتين وكله لله . وحدالله ما بيني وبين المكسب . كفاية الكتاب يجيب هَمًّه . وسيادتك ملك قديم وعارف ان بتوع المباحث مش سايبين حد في حاله . عشان كده شغال معايا خمس ناضورجية يومية الواحد ورقة بمية غير الشاي والمزاج . الواحد منهم يضرب بمناخيره من ورا المحطة يشم ريحتهم في باب الخلق . اللي نِفسه في كتاب خارجي يدفع تمنه وياخد نمرة والتسليم حسب ظروف الشغل . بتوع القاهرة والجيزة يستلموا الكتاب في سقارة بعيد عن عيون اللي ما يتسموش . وبتوع اسكندرية يدفعوا في أول الصحراوي والاستلام في السلوم . وما عندناش مشكلة في الصعيد . الدفع في سوهاج وتسليم البضاعة تحت رجلين تمثال سيادتك علي باب معبد ابوسمبل .. وكله لله وشرفك . قال الشيخ : وللعِلم يا معلم !