أجل.. هذا يوم مصر الحرة.. يوم انتصار إرادة الثورة من جديد.. يوم شعورنا جميعا بالكرامة والفخر والانتماء الحقيقي لمصرنا الحبيبة.. يوم اختيار أول رئيس مصري حر بإرادة الشعب المصري وحده.. هذا يوم انتظرناه بفارغ الصبر سنين طويلة، وضحينا من أجل الوصول إليه بالغالي والنفيس. أجل.. في هذا اليوم الأغر، الذي نستكمل فيه مسيرتنا نحو الاستقرار والنهوض، وبناء مؤسساتنا الديمقراطية، علينا أن نذهب جميعا، رجالا ونساء، شبابا وشيبا، إلي صناديق الانتخابات، لنؤدي واجبنا الديني والوطني في رسم معالم مصر الحرة، ونشارك في صنع هذا الحدث التاريخي الكبير، وندلي بأصواتنا لاختيار رئيس جمهوريتنا وقائد نهضتنا وحامي مرجعيتنا، علينا أن نحشد الأهل والأقارب والمعارف والجيران، لزيادة نسبة مشاركتنا الإيجابية أيا كان الرأي أو الاختيار. اليوم.. الكل فائز، من اختاره الشعب لمقعد الرئاسة ومن لم يوفق، مهما اختلفت الأسماء والألقاب والأفكار، ومهما تمايزت التيارات السياسية التي تقف خلف هذا المرشح أو ذاك، فما يحرك الجميع في النهاية هو مصلحة الوطن، والوسيلة المثلي لخدمته ونهضته ورفعته، ومصر الحرة الشامخة هي عروس هذا الحفل الوطني، وهي درة الكون وتاج الرؤوس، التي ضحي من أجل حريتها الشهداء، ودخل السجون من أجل عزتها وكرامتها عشرات الآلاف، إنها مفخرة الزمان والمكان. لقد نجح الشعب المصري في الفترة العصيبة الماضية، رغم كل حملات التخويف والترويع التي يشنها الإعلام الفاسد، ورغم كل الأزمات الغريبة والمفتعلة من (الطرف الثالث)، ورغم الضجيج العلماني واليساري الأجوف، نجح في عبور هذه المرحلة الصعبة، واستفدنا جميعا زيادة في الوعي السياسي والوطني العام، ودخلنا في حوارات ونقاشات ومواقف، وتابعنا لقاءات وبرامج ومؤتمرات، أضاءت الكثير من الجوانب الغامضة، وكشفت أيضا الكثير من خطط التضليل والزيف الإعلامي. أتوقع أن يحصل مرشح الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي علي أعلي الأصوات، وفي تقديري هناك مؤشرات ودلائل قوية تؤكد حسم السباق الرئاسي من المرة الأولي، وإذا خاض مرشح الإخوان جولة الإعادة فسوف يكون في وضع مريح إلي حد كبير، وقد لمست عن قرب جهود رجال ونساء الإخوان في دعمه في مختلف المحافظات والمراكز والمدن والقري والنجوع، وتابعت مؤشرات الصعود السريع لأسهمه، بعد حواراته الموفقة في الفضائيات. إن جماعة الإخوان المسلمين تمتلك قاعدة عريضة ومتنوعة من الأفراد المخلصين لهذا الوطن، ينتشرون في كل مكان من أرض مصر، ولهؤلاء تاريخ ناصع في التضحية والبذل والعطاء والتجرد، وهم مستعدون دائما لتلبية نداء الوطن، وسوف يبذلون جهدهم بكل إخلاص وحماس من أجل دعم مشروع النهضة، وحل أزمات ومشكلات الوطن، وسوف يدرك كثير من الناس، الذين يضللهم الإعلام الفاسد، أنهم ظلموا الإخوان كثيرا، وسوف يثبت الإخوان أنهم عند حسن الظن بهم دائما. إن مصر الحرة تتأهب الآن للدخول إلي مرحلة جديدة في تاريخها، بدأت بانتخاب أعضاء مجلسي الشعب والشوري في أنظف انتخابات حرة في تاريخنا الحديث، ثم تمر الآن بمرحلة اختيار رئيس الجمهورية، من بين عدد كبير من المرشحين، ولأول مرة لا يعرف أحد علي وجه اليقين من سيفوز في السباق، ثم نستعد بعد ذلك لاختيار حكومة تعبر عن الأغلبية في مجلس الشعب، حتي تكون خاضعة للمحاسبة والمراقبة، في الوقت الذي تستمر فيه عملية إعداد دستور مصر الجديدة. سوف ينطلق بإذن الله مشروع النهضة، وسوف نشعر سريعا بأن دماء الشهداء قد أزهرت وأثمرت، ووضعت مصر الغالية علي أول طريق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
