محمد كامل عمرو أكد محمد عمرو وزير الخارجية ان ثورة 25 يناير أسفرت عن تغييرات جذرية- لا رجعة عنها - في مختلف مناحي الحياة المصرية .. مشيرا الي ان القوات المسلحة وقفت إلي جانب الثورة،بما يتسق مع مبادئ هذه المؤسسة الوطنية العريقة.. مشددا علي ان ثورة 25 يناير عززت قدرة مصر علي الاضطلاع بدورها التاريخي علي صعيد السياسة الخارجية، بما في ذلك دورها في مختلف المحافل الدولية وفي مقدمتها حركة عدم الانحياز، التي تشرف مصر برئاستها منذ يوليو 2009 وحظت بدعمها في خطاها نحو مستقبل مشرق واثق يقوم علي الحرية والمساواة والعدالة . جاء ذلك خلال القائه كلمة مصر امس في افتتاح المؤتمر الوزاري لدول حركة عدم الانحياز بحضور 50 وزيرا للخارجية و ناصر عبد العزيز النصر رئيس الدورة 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة واحمد فهمي رئيس مجلس الشوري .. التي استهلها بالاشارة الي اهمية هذا المؤتمر باعتباره أول حدث دولي رفيع المستوي يقام علي أرض مصر بعد ثورة 25 يناير المجيدة، والتي خرجت فيها جماهير شعبها- وفي طليعتهم الشباب- مطالبةً بالتغيير السلمي من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وكان للجماهير ما أرادت... واستطاعت أن تفرض كلمتها. واوضح عمرو ان مصر سعت ، خلال رئاستها للحركة في السنوات الثلاث الماضية، إلي تنسيق وتفعيل ذلك الدور وتحويل تلك الرؤي إلي واقع عملي، وحرصت علي توجيه جهودها نحو التنفيذ الفعال لما ورد في وثيقة وإعلان قمة شرم الشيخ، وذلك بالتنسيق مع ترويكا الحركة ورؤساء مجموعات العمل المختلفة سواء من خلال مكتب تنسيق الحركة في نيويورك أو من خلال فروع الحركة في كل من جنيف وفيينا وباريس ولاهاي وغيرها، بالإضافة إلي الاستمرار في التعاون والتنسيق مع مجموعة ال77 والصين في إطار لجنة التنسيق المشتركة.. مشددا علي أن قوة الحركة علي الساحة الدولية . . وقدراتها التي مكنتها من تخطي العثرات التاريخية . . . ووضعيتها التي بلغتها دولياً ، ترجع في الأساس إلي تضامن أعضائها وحرصهم علي التعاون فيما بينهم علي أساس من تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز التعاون المتبادل، وذلك في إطار توافقي يعكس علاقات التعايش المشترك بين الدول الأعضاء، ويقوم علي الاحترام الكامل للمبادئ العشرة التي أرستها قمة باندونج ، والتي ما زالت تشكل نبراس العمل المشترك حتي اليوم. واكدت مصر علي انه مثلما نجحت حركة عدم الانحياز في تحقيق التوازن بين الشرق والغرب أثناء الحرب الباردة، فإن الحركة قادرة علي أن تكون طرفاً فاعلاً في تشكيل النظام الدولي الجديد لحفظ السلم والأمن الدوليين الذي بدأت ملامحه في الظهور. فلابد للحركة من لعب دور محوري في انهاء حالة الاستقطاب القائمة في مجلس الأمن، والتي نتجت عن أسلوب تعامل مجلس الأمن مع مفاهيم مسئولية الحماية وحماية المدنيين في النزاعات المسلحة والأمن الإنساني في الآونة الأخيرة، وكذا أسلوب انفراد التحالفات العسكرية الكبري بتنفيذ قرارات مجلس الأمن. وجددت مصر الدعوة لأهمية استمرار دعم الحركة لجهود الاعتراف بالدولة الفلسطينية علي حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، حيث وصل عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين إلي 134 دولة، من بينهم 12 دولة اعترفت بها خلال الرئاسة المصرية للحركة. مشددة علي أهمية أن يحظي الطلب الفلسطيني للانضمام كعضو كامل إلي منظمة الأممالمتحدة برعاية الدول الأعضاء والمراقبين في الحركة، سواء في الجمعية العامة أو في مجلس الأمن، ودعت باقي الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية للقيام بذلك دعماً لمساعي تحقيق سلام عادل ودائم في منطقة الشرق الأوسط علي أساس المقررات الدولية ذات الصلة في هذا الشأن. وشدد محمد عمرو علي المسئولية الخاصة لمجلس الأمن والرباعية الدولية في هذه المرحلة التاريخية من خلال الدفع نحو استئناف المفاوضات المباشرة، وتحديد إطار زمني واضح لانتهائها وإعلان إقامة الدولة الفلسطينية.