- في البداية وقبل أن أخوض في الحرب الباردة التي بين الحكومة والبرلمان .. اسمحوا لي أن احيي فارس الكلمة المرئية ابراهيم الصياد الذي يقود اكبر كتيبة اعلامية في تليفزيون مصر بعد أن انتقلت مسئولية قطاع الاخبار إليه في أعقاب تحول ملكية التليفزيون من ملكية حكومية الي ملكية شعبية في البث المرئي . ولكي اكون منصفا لقد أصبح التليفزيون مرآه صادقة للأحداث ربما لأنه يلقي تأييدا ومساندة قوية من رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون ثروت مكي والذي كان سببا في اكتشاف " الصياد " مع أن الصياد ليس غريبا علي التليفزيون لأنه واحدا من أبنائه .. و لذلك إختار المواهب التي كانت تجلس علي دكة الاحتياطي من مذيعين ومعدين ليقود بهم البرامج الاخبارية في التليفزيون التي أصبح لها طابع الجرأة والشجاعة وتحت يدي الدليل.. - من يومين كنت ضيفا علي برنامج " صباح الخير " وكانت قرعتي في الحوار مع اثنين من المذيعين جورج رشاد وهو من الشبان الناجحين انضم الي طاقم المذيعين للنشرة والحوار بعد أن كان يقدم النشرة الاقتصادية .. أما الشخصية الثانية التي كنت ضيفا عليها هي المذيعة الشابة نهي توفيق فقد تفوقت علي نفسها من خلال حواراتها التي كنت أتابعها بعد التحول البيروقراطي وتصحيح مسار التليفزيون .. وكنت أري " نهي " في جميع حواراتها تمثل نبض الشارع المصري وليس نبض الحكومة او نبض المسئول .. من هنا عرفها معظم المشاهدين بالمذيعة الذكية الثورية .. وكنت قد اشترطت علي الزميل " سيد زيد " وهو احد العناصر التي يعتمد عليها قطاع الاخبار في الاعداد أنني سوف أتحدث في كل شيء ولا قيود علي الحوار .. أفهمني أن الهواء لايخضع لمقص الرقيب ثم أن قطاع الاخبار تخلص من الرقيب .. - وفي سؤال ذكي من المذيعة الشابة نهي توفيق ..قالت لي ماذا تري بين السطور مابين البرلمان والحكومة وكأنها كانت تقرأ الغيب وتعرف مسبقا بالأزمة وتعرف أن البرلمان سوف يعلق جلساته الي أن تسقط الحكومة.. ولمحت في عيون المذيعة الذكية " نهي توفيق " أنها كانت تنتظر الاجابة علي سؤالها فقلت لها .. - نعم هناك أشياء بين السطور مابين البرلمان والحكومة سوف تسفر عن حرب علنية ولأن الجنزوري يستمد قوته من الرجل الضعيف في الشارع المصري الذي ينادي بالاستقرار لن يهتز لثورة النواب عليه لأنه يعرف اطماعهم.. وأصبحنا ننتظر النتيجة .. هل يبقي الجنزوري بين أنياب الكتاتني .. أما تتدخل العناية الالهية يوم 6 مايو وتطيح بمجلس الشعب ليكون هذا الحكم درسا للغرور .. - كلمة حق أقولها لقد أحسن ابراهيم الصياد رئيس قطاع الاخبار في التليفزيون عندما حقق انجازا للمشاهد المصري ببث " قناة الشعب " تنقل مايدور داخل جلسات مجلس الشعب علي الهواء مباشرة دون تدخل من قيادات ماسبيرو في حذف الخناقات أو الاشتباكات ، ورغم أن هذه القتاة قد وجدت قبولا ومتابعة في الشارع ، إلا أن غالبية الاعضاء يرفضونها علي إعتبار أنها تكشفهم أمام ناخبيهم ، وكون أن قطاع الاخبار بالتليفزيون يبث الجلسات علي الهواء مباشرة فهذه الجلسات هي سند الادانة أو المستند الذي يستخدمه الشعب ضد نوابه علي إعتبار أنها جلسات المصالح الشخصية للنواب وليست للشعب .. فكل تيار من القيادات يسعي لتحقيق. مكاسب برلمانية علي طريقة " شيلني وأشيلك " تدور المناقشات داخل المجلس .. الي أن انتهت بالجلسة الاخيرة التي " فر " فيها رئيس مجلس الشعب بعد الاعلان عن تعليق الجلسات الي يوم 6 مايو .. - علي اي حال .. كما بدأت بتحية " الصياد " علي هذا الانجاز ، اسمحوا لي أن أحيي أفراد الكتيبة الاعلامية التي تحررت من التوجيهات وهم برامع شابة امثال اشرف عبدالحليم وحنان عبدالحليم وحكمت عبدالحميد وولاء غانم ومحمد القاضي ومروة الشبراوي ومحمد حسان وعبدالله يسري ومذيعة السلوم قسواء الهلالي وعلي رأس هذه المجموعة اساتذة في الحوار الشخصية المحبوبة محمد المغربي والمتفائل والمبتسم محمد عبدالله وابراهيم عبدالجواد .. وكنت قد التقيت مع مديحة دسوقي مدير عام الاستماع السياسي والتحليل والتي تتولي رئاسة تحرير برنامج " كلام اليوم".. .. الشيء الذي يسعد أي انسان هو أن يستعيد أوضاعه التي سلبت في عهد طيور الظلام ، فيكفي أن يصبح الاعلامي الموهوب مسعد ابو ليلة نائبا لرئيس قطاع الاخبار فهو يمثل مدرسة في التقديم والحوار .. نفس الشيء مع الاعلامية القديرة صفاء حجازي التي عرفنا الجامعة العربية بها وقد كانت أيام النظام مستبعدة لا لشيء إلآ لأنها رفضت أن تكون لسان حاله .. وهي الآن نائبا لرئيس قطاع الاخبار .. - من حقنا أن نقول أننا نملك تليفزيون بعد أن كنا نتبرأ منه .. ومن حقنا أن نفخر بالكوادر الكوادر الشابة من مخرجين ومعدين ومذيعين .. ويكفي أن يعود برنامج " صباح الخير يا مصر " الي احضان مخرجه " خالد مهني " الذي ظل علي دكة الاحتياطي اكثر من 6 سنوات حتي جاءت الفرصة يوم استدعاه ابراهيم الصياد ليبث البرنامج بعد انسحاب طاقم الاعداد والاخراج والذين كانوا يتعاملون مع التليفزيون بعقود خارجية.. - طبعا هذا المقال يأتي بعد الحوار الذي جمعني مع نهي توفيق وجورج رشاد .. وأحسست أنها مناسبة لكي اقول كلمة حق..