تحبس فرنسا أنفاسها انتظارا لمعرفة قرار ناخبيها في اكثر الانتخابات الرئاسية سخونة بين اليمين واليسار وسط مخاوف من مدي المقاطعة وتوقعات بجولة اعادة بين المرشحين الاوفر حظا وهما الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي والزعيم الاشتراكي فرانسوا هولاند. وفُتح حوالي 85 ألف مركز اقتراع بأنحاء البلاد لاستقبال 44,5 مليون ناخب مسجل علي القوائم الانتخابية . وأعلنت وزارة الداخلية أن نسبة المشاركة في الدورة الأولي من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بلغت 28.29٪ عند منتصف نهار امس مقارنة ب 31.21٪ في نفس التوقيت من عام 2007. وتعتبر هذه النسبة مرتفعة نسبيا كما انها ثاني اكبر نسبة مشاركة في الدورة الاولي من انتخابات الرئاسة الفرنسية منذ 1981. ويشكو غالبية الناخبين من تجاهل المرشحين للمشكلات الحقيقية التي يواجهها ثاني اكبر اقتصاد في منطقة اليورو مثل البطالة التي وصلت الي اعلي مستوي لها في 12 عاما. ونظم مئات المتظاهرين الشبان مسيرة في باريس عشية الجولة الاولي للاقتراع الرئاسي للتعبير عن رفضهم للنظام السياسي الفرنسي القائم حاليا، رافعين لافتات كتبوا عليها "هم لا يمثلوننا". وكان التصويت قد بدأ فعليا امس الاول في الاقاليم الفرنسية فيما وراء البحار التي يبلغ عدد الناخبين فيها 900 الف. ودعت الصحف الفرنسية امس الناخبين الي ممارسة حقهم في التصويت دون ان تعبر عن ميلها لاي من المرشحين، وتنتظر بفارغ الصبر نتيجة الاقتراع. وفي منافسة يحركها الي حد كبير استياء مما يوصف بميول ساركوزي الاستعراضية واخفاقه في خفض معدلات البطالة من المتوقع أن يتغلب ساركوزي وهولاند علي المرشحين الثمانية الاخرين ليخوضا جولة الاعادة التي تجري في السادس من مايو المقبل. وترجح استطلاعات الراي منذ اشهر فوز هولاند في جولة الاعادة بنسبة 55 ٪ من الاصوات، وبذلك ينطلق المرشح الاشتراكي من موقع قوة في طريقه ليكون اول رئيس يساري لفرنسا منذ هزم فرانسوا ميتران الرئيس فاليري جيسكار ديستان عام 1981 .وبدا ان خسارة احد هذين المرشحين من الجولة الاولي امر مستبعد، اذ ان استطلاعات الرأي تضع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن في المرتبة الثالثة بفارق كبير مع نسبة تأييد تتراوح ما بين 14 و17 ٪.لكن المرشح الاشتراكي يفضل ان يبقي حذرا في تفاؤله. وقال عند ادلائه بصوته مع صديقته الصحفية فاليري تريرويلر في معقله تول ان كوريز انه "حذر ومتأهب لكني قبل كل شيء احترم الانتخابات، ان الفرنسيين هم الذين يصوتون. اليوم الذي بدأ سيكون طويلا وهي لحظة مهمة". وخلال حملته الانتخابية منذ اكثر من سنة، شدد هولاند علي اولوياته مثل ايجاد الوظائف للشبان، وتحقيق النمو، مؤكدا تصميمه علي اعادة توازن الميزانية في عام 2017. وقد نجح الرئيس السابق للحزب الاشتراكي (1997-0082) في حجب غياب خبرته الحكومية وتحويل الانتخابات الي استفتاء ضد الرئيس المنتهية ولايته.