"كيمياء الثورة" الكتاب الذي صدر منذ أيام للمبدع السكندري الموسوعي رجب سعد السيد يختزل في تقديري، حصيلة ثقافته العلمية، وتجربته الخاصة مع الغضب الذي هو محرك الثورة، ووقودها الأول، حتي ولو كان، كعادته، يقدمه إلي قارئه في تواضع جم. وهو يقول: "لا يرقي إلي فعل الثورة فعلٌ. ولا يأتي قبْلَ الثوار أحدٌ. وهذه فصولٌ من وحي الثورة، هي صاحبة الفضل في إنتاجها، كتبتُها- متفرقةً- علي مدي تسعة أشهر، وتراءي لي أن أجمعها في هذا السفر، بهدف التوثيق؛ ثم أنها قد تفيد بشكل أو بآخر، بين إسهامات أخري متنوعة، في كتابة تاريخ هذا الحدث الاستثنائي في تاريخ مصر الحديث، ثورة 52 يناير 1102" ويتناسي رجب سعد أنه أحد صناع هذه الثورة، وواحد من أهم المحرضين عليها من خلال مواقفه الاحتجاجية العديدة علي مظاهر الفساد وقت أن كان غيره ينعم بالكثير. وأتصور أن "كيمياء الثورة" لو صدر قبل موعده بأيام قلائل لاحتفي به الشاعر حسين القباحي من خلال المؤتمر الذي رأسه في الأقصر، وقد تكاتفت في عقده خمس لجان من اتحاد الكتاب هي: العلاقات العربية، الخارجية، الحريات، الفروع، والإعلام، ورعاه محافظ الأقصر السفير الدكتور عزت سعد، وكان عنوانه لافتاً "الثورة والشارع العربي"، أو مؤتمر آخر رعاه الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة، ورأسه الصديق الدكتور سعيد توفيق، الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة وحمل عنوان "الثورة والثقافة"، ودارت جلساته في المسرح الصغير بدار الأوبرا، وفي قاعات المجلس الأعلي للثقافة. وفي رحابه دشن سعيد توفيق سلسلة كتب جديدة بعنوان "مفاهيم ثقافية" تهدف إلي الإجابة عن الكثير من الأسئلة الشاغلة للأذهان ومن عناوينها: "الإيجابية وصناعة التفاؤل" لعبدالستار إبراهيم، "النخب السياسية" للدكتور أحمد زيد، "الدولة المدنية" لأنور مغيث، "العولمة.. ما لها وما عليها" للسيد نصر الدين السيد، "الحركات الاحتجاجية" لأحمد بهاء الدين شعبان، و"الهوية" للمفكر الكبير الدكتور سيد حنفي الذي اختتم المؤتمر جلساته بمحاضرته التي أكدت حضور العقل وقدرته علي النفاذ إلي الأعماق لقراءة الراهن قراءة تخلو من الفهلوة، أو السعي إلي ركوب الموجة. ونفس الترحيب توقعت أن يحظي به رجب سعد السيد وكتابه "كيمياء الثورة" في مؤتمر "الأدب وثورة 52 يناير" الذي يرأسه الشاعر عبدالستار سليم، ويرعاه اللواء عادل لبيب، محافظ قنا، ويفتتحه، ظهر اليوم، هو والشاعر سعد عبدالرحمن، رئيس هيئة قصور الثقافة، ومحمد موسي توني، رئيس إقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي باعتباره مؤتمر الأقليم، ويكرم: طلعت مهران، عزت الطيري، لمياء أبو الدهب، محمود مغربي، محمد عبدالرازق زهيري، محمد خضر عرابي، وعماد فرغلي. وعقب افتتاح هذا المؤتمر، الذي يتولي أمانته المبدع والناقد فتحي عبدالسميع، تبدأ أولي الجلسات البحثية وعنوانها "الأدب والثورة" وتناقش ثلاثة بحوث: "ثقافة الثورة" للدكتور سيد البحراوي، "الثورة المصرية واتساع المفهوم الأدبي ووظائفه" للدكتور عماد عبداللطيف، "الأدب والخطاب الثوري وثورة التكنولوجيا" للدكتور محمود الضبع، وإذا كان مؤتمر الأقصر قد عقد جل جلساته في الساحات الكبري والمقاهي الشهيرة، وتحرك بأعضائه إلي المعابد والمتاحف، فإن مؤتمر قنا يذهب في يومه الثاني إلي معبد دندرة في جولة بعنوان "ثقافة المكان"، تليها مائدة مستديرة بعنوان "الثورة والمتغيرات الثقافية في الصعيد" يديرها الروائي أحمد أبوخنيجر ويشترك فيها: الدكتور صلاح الراوي، الروائي عبده جبير، السينارست عبدالرحيم كمال، والشاعران: مصطفي عبده، مصطفي معاذ، يعقبها اللقاء الشعري الأول بجامعة جنوبالوادي ويديره الدكتور قرشي عباس دندراوي، وتأتي المائدة المستديرة الثانية بعنوان "شباب الصعيد وثورة يناير" ويديرها الدكتور مهاب القاضي، بالإضافة إلي جلسة "قراءات قصصية" يديرها الراوي محمود الطهطاوي، وتناقش الجلسة الثالثة التي تحت عنوان "دراسات تطبيقية" هذه البحوث: "السرد المتجذر.. قراءة أولية للجغرافيا المكان والتاريخ الزمان" للدكتور هيثم الحاج علي، "صورة الوطن بين الانكسار وحلم الخلاص" للدكتور شعيب خلف، "التجريب وتوظيف التاريخ والموروث في رواية الجنوب" للباحث عبدالحافظ بخيت ويديرها الشاعر درويش الأسيوطي، يعقبها اللقاء الشعري الثاني ويديره الشاعر عزت الطيري، كما تعقد جلسة الدراسات التطبيقية الثانية لمناقشة ثلاثة بحوث: "بين التراث والتجربة الداخلية" للباحث محمد سمير عبدالسلام، "التناص.. خمسة دواوين لشعراء من الصعيد" للباحث علي حوم، "تشكيلات الزمن والرؤية" للباحث طارق مهني، ويديرها الروائي زكريا عبدالغني، ثم يخرج المؤتمر إلي دشنا لعقد اللقاء الشعري الثالث ويديره الشاعر عبيد عباس، فيما تناقش جلسة "الدراسات التطبيقية الثالثة" عدة أوراق منها: "الباحث عن ذاته في الشعر الجنوبي" للدكتور جمال حسني، "الثورة واستحقاقات الشعر.. شعرية الميدان ومستقبل المصريين" للباحث جمال عطا، ويديرها الشاعر مأمون الحجاجي، وفي قوص يُختتم اليوم الثاني باللقاء الشعري الرابع ويديره الشاعر عبده الشنهوري. وفي اليوم الثالث يستضيف مركز قنا للعلوم جلسة الشهادات ويشارك فيها الأدباء: يوسف فاخوري، محمد فؤاد، عبدالسلام إبراهيم، وتديرها الدكتورة هيام عبدالهادي.