أكد محمد كامل عمرو وزير الخارجية أنه لمس رغبة حقيقية من حكومة الخرطوم لحل الازمة المشتعلة حاليا مع جوبا بالطرق السلمية.. مشيرا الي انه تلقي تأكيدات بموافقتهم المبدئية علي العودة الي مائدة المفاوضات لكن بعد الانسحاب الكامل لقوات الجنوب من منطقة هجليج التابعة للشمال وغير المتنازع عليها علي الاطلاق . جاء ذلك في تصريحات "للأخبار" قبل مغادرته للعاصمة السودانية صباح أمس متوجها الي عاصمة الجنوب لبحث سبل الخروج من الازمة مع الرئيس سيلفاكير وعدد من كبار المسئولين في حكومة جوبا .. وأوضح وزير الخارجية أن الاتصالات منذ بداية الازمة وحتي زيارته الاخيرة للعاصمتين عكست رغبة طرفي النزاع في ان تلعب القاهرة دورا فعالا في الوساطة لرأب الصدع الحالي نظرا للعلاقات الطيبة التي تربط مصر بالبلدين وثقتهم في صدق نواياها وحيادها.واشار الي ايجابية مشاوراته مع د. صلاح ونسي وزير الدولة للشئون الخارجية، وفريق التفاوض السوداني في مفاوضات القضايا العالقة برئاسة د. مطرف صديق و د. عوض عبد الفتاح وكيل وزارة البترول السودانية ومسئول ملف النفط في المفاوضات مع جنوب السودان، وعدد من أعضاء فريق التفاوض. وقال وزير الخارجية أن أزمة منطقة هجليج الحالية يجب أن تكون حافزا لسرعة حل القضايا العالقة وترسيم الحدود بين الطرفين وإنهاء الخلاف حول المناطق الحدودية الخمس محل الخلاف، وقضية الترتيبات الأمنية ووقف أي دعم للعناصر المتمردة عبر الحدود. وشهدت مباحثات الوفد المصري في الخرطوم رغبة من الشمال في وضع تصور محدد لثلاثة ملفات رئيسية اولها الترتيبات الامنية وترسيم الحدود ..بالاضافة الي ايجاد صيغة عادلة لرسوم تصدير النفط لان المسألة من وجهة نظرهم لايجب حسابها بانها مجرد رسوم للنقل نظرا لان الشمال كان له دور في استخراج البترول قبل الانفصال .. وايضا تراعي الوضع الاقتصادي للشمال بعد الانفصال.. والملف الثالث تقنين اوضاع الجنوبيين في الشمال والشماليين في الجنوب.. مؤكدين ان الحل الدائم يجب الا يقوم علي المفاوضات السياسية حول القضايا العالقة فقط ولكن علي شراكة حقيقية في كافة المجالات التنموية.