إبراهيم سعده تتوالي التعليقات والتصريحات في أعقاب قرار اللجنة العليا للانتخابات بين معارضين لاستبعاد بعض المترشحين والمؤيدين، في الوقت نفسه، لاستبعاد البعض الآخر. المترشح الرئاسي الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح سجل تأييده علي موقع تويتر لبعض المستبعدين فكتب يقول: "لا يجوز في مصر الثورة أن يُحرم الوطنيون الشرفاء من حقوقهم السياسية، سواء بأحكام ظالمة في العهد البائد، أو تحت دعاوي تحتاج لتوثيق". لم يحدد د. أبوالفتوح أسماء " الشرفاء" من العشرة المستبعدين، تاركاً التحديد لمن سمع أو قرأ تصريحه. هناك من يري أن أبو الفتوح عمم وصف "الشرفاء" علي المستبعدين العشرة بلا استثناء، مستخدماً صيغة الجمع: "المواطنون الشرفاء" التي تطلق علي ثلاثة علي الأقل ولو أراد واحداً فقط لوصفه ب : "الوطني الشريف"، ولو أراد اثنين لقال:"الوطنيان الشريفان". هناك في المقابل من يري أن أبوالفتوح كان يقصد اثنين فقط هما: خيرت الشاطر، وحازم أبو إسماعيل. فالأول تم استبعاده لأنه كان محكوماً عليه بالسجن في العهد البائد وحصل من المجلس العسكري منذ أسابيع علي "عفو"، لكن العفو يمنعه من ممارسة حقوقه السياسية لعدة سنوات قادمة. أما الثاني حازم أبوإسماعيل فقد رأت اللجنة العليا استبعاده بعد أن تبين لها أن والدته حصلت علي جنسية أجنبية قبل وفاتها، وهو ما يشكك د. عبدالمنعم أبو الفتوح في صحته وطالب بتوثيقه. وهناك أيضاً من تصوّر أن أبو الفتوح قصد بالفعل الشاطر وأبو إسماعيل وغيرهما مثل د. أيمن نور الذي سبق الحكم عليه في العهد البائد وحصل من المجلس العسكري بعد الثورة علي عفو شامل يعيد حقوقه السياسية وهو مالم تؤكده اللجنة العليا للانتخابات، وسارع أيمن نور بالطعن القانوني ضد قرار اللجنة. وبالإضافة إلي المستبعدين الثلاثة نور، والشاطر، وأبو إسماعيل هناك غيرهم.. الذين طعنوا هم أيضاً في قرار استبعادهم استناداً إلي "وقائع ودعاوي تحتاج لتوثيق". ثمانية من المستبعدين تقبلوا قرار اللجنة العليا بهدوء، واحترام، في الوقت نفسه سارعوا باستخدام حقهم في الطعن القانوني. واثنان فقط خيرت الشاطر وحازم أبو إسماعيل انفردا بإعلان رفضهما للقرار ولم يكتفيا بالطعن فيه، وإنما أقام أنصارهما داخل مصر وخارجها الدنيا ولم يقعدوها سباً وقذفاً في اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، والمجلس الأعلي للقوات المسلحة، وحكومة د. الجنزوري، وفلول النظام السابق، والأحزاب والتيارات الليبرالية والعلمانية، وجمعيات ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان واتهام جميعهم بالمشاركة في تخطيط وتمويل وتنفيذ "مؤامرة عظمي تستهدف إقصاء رموز الدولة الديني (..). وشتان بين موقف أنصار الثمانية المستبعدين وبين أنصار الاثنين المكملين لقائمة العشرة. ولنأخذ مثالاً من هذا ومن ذاك، لنري العجب. أحد الثمانية المستبعدين الهادئين اللواء عمر سليمان قال لأنصاره "إنه يحترم القانون والدستور، ويحترم سيادة الدولة، ويحترم اللجنة العليا للانتخابات .. مشيرا الي أنه قدم التماسا وتظلما من قرارها: إذا قبل هذا التظلم فسوف يكمل مشواره، أما إذا رفض تظلمه فسيحترم قرار اللجنة وسيادة القانون والدستور". أما مدير المركز الإعلامي لحملة دعم المهندس خيرت الشاطر، فقد ندد بقرار اللجنة العليا وتساءل متعجباً: "كيف يتم استبعاد قائد من قادة الثورة ؟! ثم علق ساخراً: " هل يمكن أن تقوم جنوب أفريقيا مثلاً باستبعاد مانديلا من الترشح في الانتخابات لأنه سبق سجنه في عهد النظام العنصري؟!". ليس غريباً أن يشبه البعض زعيمهم "الشاطر" بالزعيم العالمي الأسطورة "مانديلا"، لكن الصادم فعلاً، في تصوّري، أن يقف داعية سعودي محمد العريفي ليتدخل في انتخابات تجري في دولة أخري ويطلق لعناته ضد أحد المترشحين للرئاسة المصرية طالباً من الله إهلاكه(..). .. وللحديث بقية.