بعبارات موجزة وكلمات واضحة وأسانيد لا تقبل اللبس أو التأويل وضع العالم الكبير الدكتور محمد غنيم عضو مجلس أمناء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا النقاط علي الحروف حول هذا المشروع القومي الذي يعد البداية الحقيقية لنهضة مصر المأمولة.. حيث حذر من أي محاولة للمساس بالمشروع في تلك الفترة لأن مثل تلك المحاولات العابثة ستؤدي إلي ضياع فرصة تاريخية ربما لن تعود لنهضة مصر . مشيراً إلي أن العلماء والباحثين الذين تقدموا للعمل بها يمثلون صفوة العقول في جميع مناحي العلوم الأساسية والتكنولوجية والتي لا يمكن أن تتم بدونها نهضة علي أرض هذا الوطن . المدينة هي بوابة حقيقية لنهضة مصر وتعثر المشروع يفقدنا فرصة يصعب تعويضها صفوة العقول المصرية بالداخل والخارج طلبت العمل بالمدينة إدراگاً منها بأهمية المشروع المدينة تستوعب أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب بجامعة النيل المشروع يمنح مصر القوي الناعمة والخشنة إذا لزم الأمر وأكد الدكتور غنيم أنه قد سبق أن تم توقيع مذكرة تفاهم بين مجلس أمناء المدينة ومجلس أمناء جامعة النيل تسمح بإندماج جامعة النيل في المدينة وذلك بإنتقال أعضاء هيئة التدريس والباحثين وطلاب الدراسات العليا بجامعة النيل بكامل هيئتهم إلي مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا علي أن يتم تقييم أعضاء هيئة التدريس دورياً بالمعايير العالمية وعلي أن يتم منح الطلاب حق الإختيار في الحصول علي درجاتهم العلمية من مدينة زويل أو جامعة النيل . وأشار إلي أن مشروع مدينة زويل سيتيح لمصر قوي ناعمة وخشنة إذا لزم الأمر وأنه قد انهالت علي هذه المؤسسة الفريدة طلبات التحاق من باحثين وعلماء مصريين بالداخل والخارج لإدراكهم أنهم سوف يعملون بأرقي المستويات العالمية . الدكتور غنيم في هذا الحوار يجيب علي جميع التساؤلات و القضايا المثارة حول الأزمة بين جامعة النيل ومدينة زويل للعلوم . في البداية في البداية .. قلت للدكتور غنيم ما حقيقة ما يتردد حول إجهاض مشروع جامعة النيل لصالح مدينة زويل؟ أخرج الدكتور غنيم المستندات ليرد بها علي هذا السؤال قائلاً : إنه في يناير عام 2000 تم تخصيص مساحة من الأرض تقدر ب 300 فدان بمدينة الشيخ زايد بغرض إنشاء مؤسسة علمية تقوم علي الأبحاث العلمية الأساسية تمهيداً لتطبيقها لبناء إقتصاد قائم علي المعرفة لينهض بمصر لكن تعسر المشروع لفترة طويلة نتيجة الحساسية المفرطة تجاه الدكتور زويل من أصحاب القرار نظراً لشعبيته الكبيرة في ذلك الوقت . وفي شهر مارس عام 2006 صدر قرار الدكتور نظيف رئيس الوزراء الأسبق بمنح ذات المساحة بالمؤسسة المصرية لتطوير التعليم التكنولوجي لإقامة جامعة تحت مسمي " جامعة النيل " بنظام حق الإنتفاع بإيجار إسمي قدره " جنيه " للفدان الواحد سنوياً .. ثم أُنشِئَت جامعة النيل بمقرات مؤقتة بالقرية الذكية وكانت مصادر تمويل الجامعة في ذلك الوقت تتمثل في مصاريف الطلاب ، ومساهمة الشركات وخاصة " شركات الإتصالات " وبعض المنح من البحوث وهو أمر طيب وممتاز .. ثم قامت جامعة النيل بتمويل من وزارة الإتصالات بإنشاء مبنيين علي الأرض إستُخدِما لمرة واحدة في يناير 2012 لإقامة حفل للتخرج . وماذا حدث بعد ذلك ؟ 17 فبراير 2011 ولسبب غير معروف قام مجلس أمناء المؤسسة المصرية لتطوير التعليم التكنولوجي والمنبثقة عنها جامعة النيل بالتنازل عن حق الإنتفاع بصورة نهائية وغير مشروطة لصالح وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات علي أن تتولي الجامعة إجراءات توفيق أوضاعها كجامعة أهلية وفقاً لما يستجد من إجراءات وتقديم الأوراق اللازمة لوزارة التعليم العالي . وفي 19 فبراير من ذات العام وافق الدكتور أحمد شفيق رئيس الوزراء في ذلك الوقت علي قبول هذا التنازل النهائي ، وفي مايو من عام 2011 أصدر الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء في ذلك الوقت قراراً بالموافقة علي استخدام مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا " مشروع مصر القومي للنهضة العلمية " للمباني والمنشآت المقامة علي الأراضي التي كانت قد خُصصت لجامعة النيل كما وافق علي الترخيص للدكتور زويل بصفته رئيساً لمجلس أمناء المدينة بالتعامل مع الجهات الحكومية وغيرها من الأشخاص المعنوية العامة والخاصة لإنجاز جميع الإجراءات اللازمة لإستكمال المقومات المادية والمعنوية للمدينة . هل حدث تنسيق بينك وبين جامعة النيل لإعادة توفيق الأوضاع علي ضوء المتغيرات الجديدة ؟ بالفعل حدث هذا التنسيق حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بتاريخ 17 ديسمبر لعام 2011 بين مدينة زويل للعلوم وجامعة النيل عقب إجتماع ضم الدكتور أحمد زويل والدكتور طارق خليل والدكتور مصطفي غانم والدكتور حاتم عزت والثلاثة يمثلون جامعة النيل وكنت حاضراً هذا الإجتماع مع الدكتور زويل وقد اتفقنا علي عدة نقاط مهمة . ما هي ؟ أولاً : انتقال أعضاء هيئة التدريس والباحثين وطلاب الدراسات العليا بكامل هيئتهم إلي مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا مع تقييم أعضاء هيئة التدريس دورياً بالمعايير العالمية ، ثانياً : يستكمل طلاب مرحلة البكالوريوس الحاليون بجامعة النيل وعددهم 85 طالبا تقريباً دراستهم إلي حين تخرجهم ومنحهم الدرجة العلمية من جامعة النيل ولهم حق الإختيار في الحصول علي هذه الدرجة من مدينة زويل ، ثالثاً : يلتحق الطلاب الجدد بجامعة زويل مباشرة ويقرر المسئولون الأكاديميون بجامعة زويل مناهج الدراسة لهم فضلاً عن اختيار أعضاء هيئة التدريس المناسبين . وماذا كان موقف مجلس أمناء جامعة زويل ؟ إجتمع مجلس الأمناء ووافق بالإجماع علي هذا الإتفاق . زويل والنيل ولكن هل حدث ذات الموقف من جامعة النيل ؟ كان موقف مجلس جامعة النيل غير مفهوم حيث تلاحظ وجود تناقض واضح في هذا الموقف فبينما وافق المجلس علي الإندماج في جامعة زويل في فقرته الثانية ، عاد في الفقرة الثالثة ليؤكد أنه يراعي الإحتفاظ بالكيان الأكاديمي والبحثي لجامعة النيل .. وهنا يشير الدكتور غنيم إلي أن هذه الإزدواجية من جانب مجلس جامعة النيل ستؤدي حتما إلي حالة من الإرتباك لدي الطرفين حيث إنه من المستحيل وجود كيان شبه مستقل داخل كيان آخر أكبر . من هنا أرسلنا خطابا إلي جامعة النيل أكدنا فيه أن موقفها لا ينسجم مع ما سبق أن اتفقنا عليه بضرورة الإندماج في كيان واحد " له إسم واحد " وإدارة واحدة بميزانية واحدة وأهداف واحدة . ماذا عن الطلاب الجدد ؟ سوف يتم منح الدرجة العلمية لمرحلة البكالوريوس للطلاب الجدد من جامعة زويل حيث سيتم قبول هؤلاء الطلاب من بين الطلاب الفائقين الحاصلين علي الثانوية العامة من مصر بعد إجتيازهم إختبارات القبول وهؤلاء سيحصلون علي منح دراسية كاملة ليس بالإعفاء من المصروفات فقط ولكن بتوفير الإقامة الكاملة والكتب وخلافه لهم أما الطلاب الفائقون من غير ذلك فسوف يدفعون مصروفات دراستهم للجامعة . وأشار الدكتور غنيم إلي أن أهمية ذلك تتمثل في أن الكتلة الحرجة التي سوف تقوم بنهضة مصر مستقبلاً هم الطلاب الفائقون بالمدارس الحكومية ومن الوارد ألا يتمكن هؤلاء من إستكمال دراستهم إذا طُلب منهم دفع تكاليف دراستهم وإقامتهم .. من هنا فسيتم توفير منح لهم لأنهم سيكونون أفضل طلاب في مصر وسوف يتعلمون في أفضل مناخ . مشروع قومي هل سينحصر دور مدينة زويل للعلوم في البحث العلمي فقط أم سيمتد دورها إلي أبعد من ذلك؟ مدينة زويل هي مشروع قومي للنهضة العلمية لمصر وليس مجرد جامعة ويشتمل المشروع علي ثلاث مكونات رئيسية : أولاً : جامعة لدراسة العلوم الأساسية " الفيزياء - الكيمياء - الرياضيات - البيولوجي " بمنطق ومستويات القرن الحادي والعشرين ، ثانياً : مركز للبحوث في العلوم الأساسية ويشتمل علي سبيل المثال لا الحصر علي مجموعة من المراكز في أحدث وأدق علوم العصر منها مثلاً " مركز لعلوم النانو مركز لعلوم البيولوجيا مركز لبحوث الطاقات البديلة مركز لعلوم الخلايا الجذعية مركز لعلوم الفيزياء عالية الطاقة مركز لعلوم الليزر - وغيرها من المراكز " ووجود مثل تلك المراكز في مكان واحد وتحت سقف واحد يسمح بحدوث شيء مهم جداً في العلوم وهو العلاقة البينية بين هذه العلوم المختلفة ، أما المكون الثالث الذي يشير إليه الدكتور غنيم فهو هرم التكنولوجبا والذي يختص بتحويل نتائج الأبحاث العلمية إلي التطبيق علي أرض الواقع حيث سيكون حلقة الوصل بين البحث في العلوم الأساسية ثم التطبيق في مجالات الصناعة والزراعة إلي آخره .. وهنا يؤكد الدكتور غنيم أن المشروع سيمنح مصر قوي ناعمة وخشنة إذا لزم الأمر وهو مشروع يحتاج إلي دعم هائل من كل أبناء المجتمع بإعتباره بوابتهم الطبيعية للنهضة المأمولة. الكوادر العلمية وهل تتوافر للمدينة الكوادر العلمية القادرة علي تحقيق هذه الطموحات؟ لقد انهالت طلبات الإلتحاق بهذه المؤسسة الفريدة من العلماء والباحثين المصريين المتميزين في الداخل والخارج إدراكاً منهم بأنهم سيعملون في أرقي المستويات العالمية في المجالات سابقة الذكر وكلهم حريصون بالطبع علي خدمة وطنهم خاصةً الإقتصاد المصري القائم علي المعرفة .. كما لا ننسي أن هناك من بين مجلس أمناء المؤسسة 6 من الحائزين علي جائزة نوبل علاوة علي نخبة من العلماء المصريين أمثال فاروق الباز ومصطفي السيد وغيرهما. وحذر الدكتور غنيم من أي محاولة للمساس بهذا المشروع القومي مؤكداً بأنه لو حدث أي تعسر له فستفقد مصر فرصة نادرة لنهضتها المأمولة وسيكون من الصعب جداً تكرار مثل هذا المشروع الفريد بعد هذا المجهود الضخم الذي بُذل لحشد خلاصة العقول المصرية للإسهام في وضع وطنهم علي طريق التقدم .