ما هو ثمن كرسي السلطة؟ ومن يدفع الثمن؟... مايحدث علي الساحة في مصر غير مقبول... هو تدمير لوطن واغتيال لشعب واعتقال لثورة... لا نسمع ولا نري سوي الكذب والفضائح، والانقسام والاتهام، والفوضي والتدمير، والهدم والتظاهر... قيادة وطن وطموحات شعب هي أمانة ومسئولية... هي أمانة أمام الله ومسئولية تجاه الأجيال... ما نراه علي الساحة هو تنفيذ الفصل الأخير لمخطط الاستيلاء علي السلطة والذي تم تنفيذه بمهارة ودهاء. خلال عام تم إحباط ثورة شعب وتقليصها في تيار واحد متسلط هو نسخة مكررة من دكتاتورية »الحزب الوطني«.. أري مشاهد لفساد جديد هو أكبر في حجمه وأشد في ضراوته وأكثر تدميراً في آثاره.. المشهد الحالي يثير العديد من التساؤلات والتداعيات حول الصراع علي كرسي الرئاسة. أغلق يوم الاحد 8 أبريل باب الترشيح وفق الجدول الزمني والإطار السياسي للتحول الديمقراطي الذي وضعه ونفذه المجلس العسكري علي 32 مرشحاً يقاتل كل منهم للفوز بمنصب رئيس الجمهورية.. فما هي مواصفات رئيس الجمهورية الذي ينشده ويحلم به شعب مصر؟ ومن يحقق هذه المواصفات ممن قدم أوراقه للترشيح؟ وهل لكل منهم برنامج واضح لمستقبل هذا الوطن؟ ومن الذي لديه افضل البرامج (نظريا)؟ ومن الذي يتيح برنامجه إنقاذ وتقدم الوطن (عمليا)؟ ومن الذي لديه النوايا الطيبة ومن الذي يملك القدرة الفعلية؟... من الذي يتنافس من أجل الكرسي فقط؟ ومن الذي يناضل من أجل الوطن بتجرد؟... من الذي يكذب علي شعب ووطن؟ ومن الذي يحاول اختطاف الكرسي ومن الذي يسعي لبناء وطن وتنمية شعب؟... الإطار السياسي المصري وما تم قبل الثورة وما تم في عام من الثورة افرز ما نراه الآن... هناك من يحاول استكمال مخطط الاستيلاء والسيطرة علي وطن بكاملة وهناك من يحاول استغلال الدين للوصول والاستيلاء علي الكرسي بأي اسلوب وهناك من ينافس من أجل العطاء المجرد لوطن وهناك من ينافس من أجل السلطة والكرسي فقط.. وهناك قيادات وطنية متميزة رفضت الترشيح والدخول في مستنقع الفوضي والدمار الحالي... الصراع علي الكرسي هو صراع مشروع في أي نظام ديمقراطي ولكن بضوابط عديدة مثلا (1) الصلاحية الكاملة للمرشح ويشمل ذلك الأهلية والجنسية وحسن السمعة والسلوك والتاريخ العملي والحالة الصحية وغيرها، (2) التمويل حيث يلتزم كل مرشح بتحديد واضح ودقيق لمصدر وحجم كل جنيه يتم انفاقه علي حملته الانتخابية، (3) الصدق وعدم الكذب، (4) الشفافية، (5) السياسات المقترحة وبرنامج العمل، (6) القاعدة الشعبية، (7) المباديء والقيم وغيرها وفي مصر نري مسرحية سياسية تتحدث عن نفسها... ايجابيات ما يحدث (1) انه لأول مرة في تاريخ مصر هناك 32 مرشحا رئاسيا، (2) أنه لأول مرة في تاريخ مصر نري بدايات لمراحل الفرز السياسي حيث يتم إظهار وتنحية من لم يوف شروط اللجنة العليا، (3) لأول مرة سيتم التعامل مع ظواهر الكذب وتغيير الموقف سواء لأفراد أو تيارات، (4) لأول مرة في تاريخ مصر يكون هناك تمثيل للوطنية المصرية بتياراتها الليبرالية والدينية، (5) لأول مرة أيضا هناك تعامل محترم بين غالبية المرشحين، (6) هناك وضوح لقوي السيطرة والتآمر التي تريد إعادة وطن الي نماذج الديكتاتورية.. وسلبيات ما يحدث يشمل (1) ان مصر يضيع عليها مليار جنيه يومياً نتيجة الهدم والدمار ونتيجة الفرصة الضائعة للانطلاق والتقدم... ثمن كرسي الرئاسة يدفعه الشعب جميعاً وليس فرد فيه، (2) ان ظهر بوضوح بدايات وتداعيات لفساد الفكر والسياسة والأحزاب والاشخاص، (3) أن الإطار السياسي -الذي تم تطبيقه - لم يفرز لمجلس الشعب أو الجمعية التأسيسية أو رئيس الجمهورية كل الكفاءات الوطنية، (4) أنه لم يتم الاتفاق علي النظام السياسي المصري رئاسيا أم برلمانياً فأي رئيس ينتخب ولأي مهمة سيكلف؟ هل هي تنفيذية وقيادية أم شرفية وشكلية؟، (5) استغلال الدين في السياسة، (6) أن هناك تحالفات وتدخلات خارجية وإقليمية في مرشح الرئاسة وفي الشأن الوطني لمصر... مصر تريد رئيسا يعمل لوحدة وسلام وأمان كل المصريين.. رئيسا لتقدم ونهضة وتنافس وطن عالميا.. رئيسا لحرية واستقلال وعزة وشرف مصر وأرضها وكل فرد فيها.. رئيسا يحس بآلام شعبه وأحلام ابنائه واحتياجات شبابه.. مصر تريد رئيسا خادما للشعب... وليس شعبا خادماً للرئيس.