تبدأ غدا السبت أعمال القمة العربية في دورتها العادية ال 22 في مدينة سرت الليبية حيث من المقرر ان يبدأ اليوم الجمعة توافد الرؤساء العرب علي مدينتي طرابلس وسرت الليبيتين، هذا وقد أتمت ليبيا جميع الاستعدادات لاستضافة القمة حيث رفعت اعلام الدول العربية في الطريق المؤدية الي مطار سرت وعبارات الترحيب بالقادة العرب بالاضافة الي شعارات تؤكد ان التحديات التي تواجه الأمة العربية اكبر من الخلافات وتستدعي وحدة الدول العربية. وكان وزراء خارجية الدول العربية قد بدءوا صباح أمس أعمال الاجتماع التحضيري علي مستوي الوزراء للقمة العربية ال 22 بمشاركة كبيرة وسط حضور مكثف غير مسبوق تمثل في ترأس الوزراء لوفود بلادها علي عكس ما حدث في اجتماع وزراء المالية أمس الأول والذي اقتصر علي خمسة وزراء من بينهم ليبيا التي تسلمت رئاسة الدورة وقطر بالاضافة الي جيبوتي والصومال والسودان وذلك للبحث في جدول أعمال القمة والنظر في مشاريع القرارات التي سيتم عرضها علي القادة العرب. وقد أكد عبدالله آل محمود وزير خارجية قطر رئيس الدورة السابقة علي ان بلاده بذلت جهودا مهمة علي الصعيد العربي خلال السنة الماضية وقال لقد كان امير قطر واضحا وصريحا عندما حدد في كلمته في افتتاح قمة الدوحة في مارس من العام الماضي ان العالم العربي يتعرض لتيار ازمات داخلية وعالمية عاتية، وقال ان المنطقة العربية موجودة في مهب الرياح وبؤرة العاصفة مما خلق ازمة ثقة في العالم العربي وطالب بمراجعة جادة لما تم في أزمنة سابقة باعتبارها امورا مسلما بها وسياسات اعتدناها ومناهج واساليب. وقال عبدالله آل محمود لقد وضع القادة العرب امامنا جدول أعمال يتطلب عناية قصوي، مشيرا الي التركيز علي القضية الفلسطينية خاصة بعد عدوان غزة وحصار الاشقاء في فلسطين، وزيادة اجراءات اسرائيل وعدوانها علي المقدسات. وقال آل محمود لقد تحركنا باتجاه السودان لايجاد حل عادل ودائم لدارفور، حيث رعت الدوحة الاتفاق الاطاري بين حكومة السودان، وحركة العدل والمساواة في 32 فبراير الماضي، والاتفاق الاطاري ووقف اطلاق النار بين الخرطوم وحركة التحرير والعدالة في 81 مارس الحالي. واشار الي الاهتمام بالوضع في العراق والصومال وجزر القمر حيث تم عقد مؤتمر للتنمية في جمهورية القمر وتم تخصيص 005 مليون دولار لها. وقال لقد كان عام رئاسة دولة قطر للقمة مليئا بالاحداث والتطورات والمهمة لم تكن سهلة الا ان الانجازات التي تمت كان وراءها روح الفريق، والتعاون بين القادة وجهد الامانة العامة برئاسة عمرو موسي الدءوب والفعال تجاه القضايا العربية. واشار موسي كوسا امين اللجنة الشعبية العامة للعلاقات الخارجية في ليبيا في كلمته بعد رئاسة الدورة الحالية الي ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عمليات ابادة وقتل وحصار غير مسبوقة ولم يشهدها العالم، ويمثل نقطة سوداء في تاريخ الانسانية خاصة مع عجز المنظمات الاقليمية والدولية عن حماية الشعوب الصغيرة. وقال ان الامر يتطلب تحركا لرفع الحصار وانهاء معاناة الشعب الفلسطيني والحفاظ علي المقدسات الاسلامية من التهويد بعد ان باءت جهود السلام بالفشل نتيجة تعنت الكيان الصهيوني. وأعرب موسي كوسا عن تجديد التضامن العربي مع سوريا ولبنان في مساعيهم لاسترداد حقوقهم داعيا الي ضرورة ان يتحمل المجتمع الدولي مسئوليته في ارغام الكيان الصهيوني علي تنفيذ الاتفاقيات الدولية، وتنفيذ قرارات الأممالمتحدة ومنظماتها للحفاظ علي الأمن والسلم، واكد موسي كوسا حق الشعب العراقي في تحرير ارضه من الاحتلال والتمسك بوحدته. وأشار الي جهود ليبيا في تحقيق الاستقرار والامن في دارفور خاصة مع علاقات طرابلس مع كل مكونات المجتمع الدارفوري، وقال لقد بذلنا جهودا موفقة لمعالجة التوتر في الصومال وجزر القمر داعيا الي ضرورة وضع خريطة اقتصادية عربية متكاملة مطالبا بوضع قرارات قمة الكويت موضع التنفيذ. وتوقف موسي كوسا في كلمته علي الحملات التي يتعرض لها الاسلام من حملات تشويه والاساءة الي الرسول الكريم متهما اسرائيل والصهيونية العالمية بالوقوف وراء ذلك وأدان كوسا ما قامت به سويسرا من منع بناء المآذن في بيوت الله مشيرا الي سلوك الحكومة السويسرية غير المسبوق تجاه عدد من كبار المسئولين في ليبيا. هذا وقد طالب عمرو موسي تحويل الجلسة الي مغلقة بعد ان وجه التحية الي كل من قطر رئيسة الدورة السابقة وليبيا الرئيس الحالي واشادتهم بجهد الامانة العامة مؤكدا رغبته في مخاطبة وزراء الخارجية في جلسة مغلقة. صرح السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ان مصر تتقدم للقمة بمقترحات مصرية محددة في كيفية دعم الفلسطينيين وخاصة المقدسيين لدعم صمود سكان القدس في مواجهة الاجراءات الاسرائيلية والعدوانية والقرارات التي اتخذتها اسرائيل بشأن مدينة القدس. وقال ان النقاش لهذه الافكار يقضي الي اجراءات محددة ملموسة تتخذها القمة في هذا الاتجاه، يمكن من خلالها تحسين وضع المقدسيين. وقال السفير حسام زكي ان اهم قضية مطروحة بالنسبة لمصر في القمة هي كيفية دعم الصمود الفلسطيني وخاصة المقدسيين منهم في مواجهة الاجراءات الاسرائيلية التعسفية. وعلمت »الأخبار« ان مشروعات ان مشروعات القرارات المرفوعة من مؤتمر وزراء الخارجية والذي رأس وفد مصر فيه أحمد أبو الغيط وزير الخارجية للقادة تؤكد دعم السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة محمود عباس والتأكيد علي ان وحدة الصف الفلسطيني والمصالحة بين جميع الفصائل هي الوسيلة الوحيدة والضمان الحقيقي لتحيق مصالح الشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة ذات السيادة علي وفق خطوط يونيه 7691. ودعوة مصر للاستمرار علي جهودها لتحقيق المصالحة والتوقيع عليهامن جميع الاطراف والفصائل، كما تؤكد مشروعات القرارات رفض جميع الاجراءات والقرارات الإسرائيلية غير الشرعية التي تستهدف تهويد القدس ومصادرة اراضيها وتهجير سكانها. ومطالبة اسرائيل بالوقف الفوري للمستوطنات. واعرب الوزراء عن القلق الكبير من تراجع الموقف الامريكي بشأن سياسة الاستيطان الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة. ويؤكد مشروع القرار المرفوع إلي القادة العرب علي ان الاستيطان يشكل عائقا خطيرا امام تحقيق السلام العادل والشامل ومطالبة الادارة الامريكية بالالتزام بموقف الرئيس أوباما تجاه الوقف الكامل للاستيطان بما في ذلك حجة النمو الطبيعي في القدسالشرقية والمطالبة بوقف عمليات تهويد القدس. وقد أدان مشروع قرار وزراء الخارجية في هذا الصدد قرار إسرائيل باضافة الحرم الابراهيمي ومجلس بلال بن رباح في بيت لحم واسوار القدس علي قائمة المواقع الاثرية والتاريخية لاسرائيل. ومطالبة المجمع الدولي وخاصة منظمة اليونسكو ومنظمة المؤتمر الاسلامي بالتصدي لهذه الاجراءات. كما تكد مشروعات القرارات علي ان السلام الشامل والعاجل هو الخيار الاستراتيجي، وان عملية السلام شاملة ولا يمكن تجزئتها ولن يتحقق السلام الدائم الا بانسحاب اسرائيل من جميع الاراضي العربية المحتلة. ورحب وزراء الخارجية تبني مجلس حقوق الانسان والجمعية العامة لتقرير جولد ستون بشأن الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي الانساني ومبادئ حقوق الانسان خلال الحرب علي غزة. وقد استحوذت القدس والاجراءات الاخيرة للسلطات الإسرائيلية ضد المدينة علي اهتمام الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية. ومن بينها وضع خطة تحرك عربي لانقاذ القدس. وكذلك الاقتراح الخاص بانشاء لجنة تحقيق حول الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل اثناء العدوان الاسرائيلي علي غزة.