دائرة قصر النيل دائما ما توصف بانها دائرة الانتخابات "الشيك" ، فهي علي حد تعبير بعض"تورتة" دوائر القاهرة ، لأنها دائرة لا تعاني من المشكلات التي تعانيها بقية الدوائر ، لأن معظم سكانها من الشرائح العليا للطبقة المتوسطة ، حيث تضم الدائرة (الدائرة الثامنة عشرة) أحياء وسط القاهرة الراقية وجاردن سيتي والمنيرة والمبتديان والزمالك وبعض المناطق البسيطة الداخلة في اطار منطقة بولاق أبو العلا (منطقة شركس) ، بالاضافة الي منطقة ماسبيرو.. لكن يبدو ان انتخابات مجلس الشعب 2010 ستكون جولة استثنائية في تاريخ الانتخابات التي تشهدها قصر النيل ، فالمنافسة بها لن تكون هادئة كما كانت دائما ، ومع الاعتراف بالشعبية الكبيرة التي يحظي بها نائبا الدائرة الحاليان عبد العزيز مصطفي (وكيل مجلس الشعب ) وممثل الدائرة علي مقعد العمال ، والنائب هشام مصطفي خليل (ممثل الفئات) ، الا ان ذلك لا يقلل من قوة المنافسة التي سيواجهها النائبان من جانب عدد من المرشحين الذين يتجهون لخوض الانتخابات المقبلة.. ورغم ان المنافسة علي مقعد العمال ستكون أكثر هدوءا ، ويحظي النائب عبد العزيز مصطفي بفرصة كبيرة في الحفاظ علي مقعده ، الا انه في الوقت ذاته يواجه منافسة من جانب مرشح حزب التجمع مصطفي محمد عبد العزيز ، الذي يخوض الانتخابات مرتكزا علي الوجود القوي لحزبه بالدائرة ، وذكريات المنافسة الشرسة التي كانت بطلتها الكاتبة والأديبة فتحية العسال علي مقعد الفئات في الانتخابات الماضية ، وهو ما يسعي مصطفي محمد عبد العزيز الي تكراره هذه المرة ،ولكن علي مقعد العمال.. في المقابل تبدو المنافسة علي مقعد الفئات أكثر ضراوة وقوة ، ويبدو ان هذا المقعد علي موعد دائم من المنافسات الساخنة ، فبعد المعركة القوية التي شهدتها الانتخابات الماضية بين النائب الحالي هشام مصطفي خليل وبين الدكتور حسام بدراوي ، وانتهت لصالح الأول في جولة الاعادة ، من المنتظر ان تشهد المنافسة في انتخابات 2010 معركة أكثر اثارة ، حيث يخوض المنافسة عليه عدد كبير من المرشحين ممن لهم نشاط سياسي، أو يعتمدون علي كتل تصويتية لها تأثيرها بالدائرة ، او حتي ممن يعتمدون علي شهرتهم الشخصية ، فعلي سبيل المثال أعلنت النجمة والممثلة المعروفة سميرة أحمد عن رغبتها في خوض الانتخابات المقبلة ، وأكدت أنها متحمسة لخوض تلك التجربة إيمانا منها بدور المرأة الحيوي والمهم في المشاركة والمعالجة لكافة القضايا ويبدو ان "حواء" ستكون منافسا قويا ، ورقما صعبا في قصر النيل ، وبخاصة علي مقعد الفئات ، فقد اعلنت الناشطة السياسية جميلة إسماعيل عن رغبتها في خوض الانتخابات بالدائرة رغم انها رهنت قرارها بموقف القوي السياسية من المشاركة في الانتخابات من عدمها، مؤكدة أنها بصدد الإعلان عن موقفها من المشاركة في الانتخابات نهاية الشهر الحالي، وان كانت المؤشرات تؤكد انها ستخوض المنافسة.. ومن بين المرشحين الذين قرروا خوض المنافسة علي مقعد الفئات بالدائرة ، المرشح صلاح زكي مراد ، وهو من الناشطين السياسيين ذوي الاصول النوبية ،وهو يعتمد علي نشاطه بحي المنيرة ، وبقوة علاقاته مع التجمعات النوبية بالدائرة .