مشكلة. بعض الأزهريين يميلون للإسراف في التحريم بلا سبب، وبعضهم يفضل الإفراط في «الحلال» دون مقتضي. لذلك أوجعهم اجتهاد د.زينب رضوان الأسبوع قبل الماضي، مع أن د.زينب هي الأخري أهل اختصاص. قالت إن الإسلام أحق للزوجة الطلاق خلعا حال زواج زوجها بأخري، ما يعني أن الأصل فقها ليس التعدد. قالت أيضا إنه غير كثيراً من آيات القرآن ومتون الأحاديث النبوية التي «يتم تفسيرها بشكل خاطئ»، فإن كثيراً من السنة المتعلقة بأحكام المرأة التي شهرت في القرنين العاشر والحادي عشر هجرياً، بها مخالفات لصحيح القرآن.. ومعقول السنة. المعني دينيا أنه ليس للرجل في العقيدة الصحيحة حق التعدد، والمذكور في كتاب الله يبيح الجمع بين أكثر من زوجة محدد ب«أمهات اليتامي» خوفاً علي اليتامي. الأزهريون قلبوا الدنيا علي زينب رضوان، مع أن لها أجر الاجتهاد.. وأجر الصواب. تعدد الزوجات ليس أصلاً إسلامياً، والذي يمارسه المسلمون من تنقل بين النساء، بدعوي الحلال «تمتع جنسي» علي شماعة شرعية. اجتهاد د.زينب ليس جديداً، مع أنه شديد الوجاهة. فآيات التعدد في سورة النساء بدأت بالحديث عن حقوق اليتامي، حتي وصلت إلي: «وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامي، فأنكحوا ما طاب لكم من النساء». وفي التفسير «إن» في الآية شرطية، وشرط التعدد معلق علي شرط الخوف علي «اليتامي». فقها.. يدور الحكم مع العلة وجوداً وعدماً. العلة هي سبب الحكم، فإذا انتفي السبب بطل الحكم منطقيا، دون الحاجة إلي تأويل.. أو نص شرعي. المعني أن آية التعدد في سورة النساء، معلقة علي الاضطرار للتعدد.. خوفاً علي مصير صغار لا عائل لهم. غير ذلك، فالأصل زوجة واحدة، لأنه لم يرد نص يفتح باب التسري بالنساء، رخصة من الله. قبل شهرين قلب مسلمون في فرنسا الدنيا علي رأس د.رءوف صبرا في محاضرة قال فيها كلاماً مشابها. د.صبرا فقيه أيضا، لكن أئمة مساجد أوروبا من خريجي كليات الهندسة والطب يصنفون المسلمين بطريقة «الانتقاء» المعتمدة في النوادي المصرية الراقية. قالوا إن صبرا يحرف الدين، تماما كما ثاروا علي زينب رضوان في القاهرة، مع أن الثورة عادة لا تقتل الأفكار. والاجتهاد في الدين لا تميته حناجر الغوغاء.. ولحي الجهوريين. بعضنا يحب النساء، حبهم للقناطير المقنطرة من الذهب والفضة. فيتناكحون.. حتي أرذل العمر، امتثالاً لأحكام الله.. مع أن كلام الله.. لم يكن كذلك! اللهم حبب إليهم الإيمان أكثر من النساء، وألن قلوبهم للدين.. أكثر من لينها لدلال العذاري!