المشاركة في الانتخابات سواء كانت رئاسية أو برلمانية واجب علي كل مصري بل علي كل مسلم يعيش علي أرض هذا الوطن يريد له السلامة يأكل من خيره ويشرب من مائه واجب تحتمه الرغبة في النهوض بهذا البلد الي أعلي الدرجات واجب دعا إليه الاسلام وحذر من التقاعس عنه.. بل إن إدلاء المرشح بصوته في الانتخابات يعتبر شهادة لا يجوز كتمانها وعليه ان يؤديها خير أداء ويقوم بها خير قيام. وإذا كانت الانتخابات البرلمانية علي الابواب فإن ذلك يدعونا الي القيام بحملات لتوعية المواطنين بأهمية دورهم في المشاركة وأنه بدونهم يكون ضلع أساسي من أضلاع مثلث الديمقراطية قد فقد فلا يلومون إلا أنفسهم ومن ثم عليهم ان يؤدوا واجبهم من خلال اختيار المرشح المخلص الامين الذي يتوسمون فيه الكفاءة والقدرة علي تحقيق المرجو منه. والانتخابات مظهر من مظاهر الشوري في الاسلام يعد الاقبال عليها والمشاركة فيها تفعيلا لهذا المبدأ الاسلامي الأصيل، والعزوف عنها بحجة وجود بعض المخالفات في انتخابات سابقة حجة ضعيفة لا تنهض مبررا للسلبية والتخلف عن المشاركة في الانتخابات القادمة. الانتخابات شهادة يشهد فيها الناخب للعضو المرشح وعلي ذلك يجب علي كل مواطن ان يدلي بصوته لان الله سبحانه وتعالي يقول »ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه«. وعلي الناخب أن يختار أفضل العناصر ولا يجامل لأن الشهادة لا مجال فيها للمجاملة وإنما هي قولة حق يقولها الانسان ولو علي نفسه فإذا شهد الناخب لعضو مرتش أو غير أمين أو غير نزيه فإنه يكون قد شهد زورا لانه أعطي صوته لمن لا يستحق. وعلي كل ناخب ان يشارك في صنع القرار بإيجابية بمعني ان يختار الانسان الكفء المتميز النظيف الطاهر فيكون بذلك قد ساعد في بناء كيان ديمقراطي سليم شامخ. والمجلس النيابي مؤسسة مشرعة والذين يتصورون ان المجالس التشريعية باطلة مخطئون فالمجالس التشريعية او النيابية لا تخالف شريعة الله بل هي تستمد شرعيتها من الشريعة الغراء ومجلس الشعب بمنزلة أهل الحل والعقد في الماضي وإنما فقط هو اختلاف المسميات لانه سواء كان مجلس الشعب او النواب أو البرلمان فكلها مسميات تندرج تحت مدلول واحد يؤدي في إطار من الشوري ومن ثم يجب علي المسلم ان يشارك في هذه الانتخابات ولا يمتنع عن الإدلاء بصوته. وصوت الناخب يجب ان يؤدي انطلاقا من قوله تعالي »فليؤد الذي اؤتمن أمانته« علي الناخب ان يدلي بصوته لأنه شهادة سيكون مسئولا عنها امام الله تعالي يوم القيامة وعليه ان يتحري الصدق والعدل والابتعاد عن الغش فيها لانه يعتبر خيانة.