يظل العمل علي الساحة السياسية والحزبية بلا هدف، ولا معني، ودون فائدة، ان لم يكن موجها لصالح غالبية الشعب، وجموع المواطنين،..، هذه حقيقة مؤكدة يدركها الكل، ويتفق عليها الجميع، ويؤمن بها جميع المهتمين بالشأن العام، والمتابعين له،...، لذلك فإن السعي لتحقيق مصالح الجماهير والاستجابة لمطالبهم، يأتي دائما وأبدا علي قمة الأولويات لدي أي حزب من الأحزاب، اذا ما أراد ان يكون له تواجد حقيقي وفعال علي الساحة السياسية، في أي دولة من الدول، أو مجتمع من المجتمعات. وانطلاقا من ذلك، تظل هموم الناس البسطاء، وقضاياهم ومشاغلهم، ومشاكلهم واحلامهم، وتطلعاتهم للمستقبل وحقهم في حياة كريمة لهم ولأولادهم هي الاولي بالرعاية والاهتمام لأي نظام سياسي يحترم ذاته، ويسعي لكسب ثقة الجماهير، ويؤمن بالمنافسة المشروعة، في اطار التتعددية، واعلاء قيمة المواطنة، والسعي لترسيخ قواعد الديمقراطية، واحترام المواطن، باعتباره الهدف من وراء كل سياسات الاصلاح والتطوير والتحديث. وفي هذا الاطار يظل الحكم علي نجاح أي حزب سياسي، مرهونا بقدر نجاحه في معالجة قضايا الناس، وحل مشاكلهم والتخفيف من همومهم، والتقدم بسياسات وافكار جديدة ومتطورة للنهوض بهم، في اطار خطة شاملة للنهوض بالمجتمع والدولة ككل، وسط رؤية جامعة قادرة علي استشراف افاق المستقبل، وتحديد الهدف، والسعي لتحقيقه، بأكبر قدر من الجدية، والالتزام. وانطلاقا من ذلك، تأتي الأهمية البالغة للزيارات الميدانية المتتابعة والمتواصلة، التي يقوم بها جمال مبارك الأمين العام المساعد، أمين السياسات بالحزب الوطني، لقري ونجوع مصر بطول وعرض البلاد، ابتداء من اقصي الجنوب في عمق الصعيد »الجواني«.. وحتي نهايات الترع والمصارف في الدلتا، والتي شملت حتي الآن، ودون ادني مبالغة، المئات، واقول المئات من القري والنجوع المتناثرة في العديد من المحافظات، بعضها نعرفة أو نسمع عنه، والبعض الآخر، لا يعرفه، ولم يسمع عنه، الكثيرون منا. وفي هذه الزيارات، وتلك الجولات، يكون اللقاء المباشر بالناس البسطاء من ابناء هذه القري، دون قيود، ويكون الحوار متبادلا دون حساسيات، حيث يستمع أمين السياسات للاهالي ويتعرف علي مشاغلهم، واهتماماتهم، وقضاياهم علي الطبيعة ومن المنبع، كما يقولون، ودون وسيط. وفي هذه الحوارات التي تتم في بساطة، وسلاسة، ويسر وتتدفق في تلقائية وصراحة كاملة، تنبع في الأساس من البساطة الشديدة والتواضع الجم، الذي يميز شخصيته، ويجعل بينه وبين اهلنا من الناس البسطاء، تواصلا وودا حقيقيا، دون افتعال،...، ويولد نوعا من الثقة والاطمئنان، يدفع الكل للحديث الصريح والمباشر دون عائق أو مانع، لا يضعون في اعتبارهم الا شيئا واحدا، وهو ان يعرضوا مشاكلهم وقضاياهم علي حقيقتها، ويطلبون منه مشاركتهم في تحمل همها، والبحث عن حلول لها، بوصفه امينا مساعدا للحزب، وامينا للسياسات، وبإعتبار ان الحزب هو حزب الاغلبية، والحكومة هي حكومة الحزب وذراعه أو جهازه التنفيذي، والمفروض فيها ان تلبي مطالب الجماهير. ومن يري جمال مبارك وهو بين ابناء القري، التي يزورها، سواء في اقصي الوجه البحري، أو أدني الصعيد، يستمع اليهم في انصات وتفهم، ويحاورهم في مشاكل قريتهم، ويستمع الي شكواهم من نقص مياه الري، أو انخفاض سعر المحاصيل الزراعية، أو مشاكل السماد، وبنك التسليف، أو الأحوزة العمرانية، و، وغيرها، يعرف لماذا يثق هؤلاء المواطنون فيه. ومن يلمس اهتمامه الكامل بكل قضايا الناس وهموهم، يدرك لماذا يطمئنون إليه ويثقون بأنهم عندما يلقون بحمولهم عليه، فإنه لن يخذلهم ولن يهدأ له بال قبل ان يخفف عنهم همومهم، ويجد حلا لمشاكلهم. هذا ما تم وما حدث في قرية »محلة مرحوم« بمحافظة الغربية، خلال زيارته لها أمس الأول، وهو نفس ما حدث ويحدث في كل القري والنجوع التي زارها ويزورها،...، وهذه هي الوسيلة الفعالة للحزب في التواجد الحي والواقعي بين الجماهير، والتعرف علي قضاياهم، ومشاكلهم ومشاغلهم علي الطبيعة، والاستماع اليهم، باعتبارهم أساس وهدف كل تحرك علي الساحة السياسية. وبقي ان نقول ان زيارات جمال مبارك للقري والنجوع تنطلق في الأساس من ايمانه الكامل بأنه من الطبيعي، بل والضروري ان تكون هموم ومشاكل وقضايا الفلاحين والمزارعين موضع اهتمام أي حزب يريد ان يكون له تواجد علي الساحة السياسية والحزبية في مصر، وان يكون له دراية واتصال وثيق بعموم الناس وغالبية الشعب، بطول البلاد وعرضها، باعتبار ان ذلك ضرورة واختيار صحيح وواجب في ذات الوقت. كما ان هذه الزيارات والجولات، تنطلق في ذات الوقت من رؤية الحزب الوطني بضرورة ان تكون هموم ومشاكل وقضايا الفلاحين والمزارعين، وكل الناس البسطاء في مصر، علي رأس الأولويات، نظرا لما تمثله من اعباء تشغل كاهل اهلنا من الفلاحين والمزارعين، الذين يمثلون عصب الحياة في مصر، والقاعدة الأساسية لهذه الحياة.