أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن ان حضور الرئيس مبارك والملك عبدالله الثاني يدفع عملية السلام إلي الامام.. وقال الرئيس الفلسطيني في حديث لجريدة الدستور الاردنية نشرته أمس انه يرفض العودة إلي نقطة الصفر وان القضايا اصبحت معروفة بعد 91 عاما من المفاوضات وقال انه اذا توافرت النوايا الحسنة فإنه يمكن حسم القضايا الهامة في أقل من سنة. وقال إنه لم يعد هناك مجال لإعادة طرح الأمور من جديد، فالوقت أصبح للقرارات وليس للمفاوضات. وأوضح أنه في حال توفرت النوايا الحسنة فإنه يمكن حسم كافة القضايا النهائية خلال سنة، مؤكدا أن سنة واحدة كثير، ويمكن حسم المفاوضات في وقت أقل من سنة إذا توفرت النوايا، والإرادة لأن كل شيء واضح. وقال "أبومازن" :"ما يهمني أن تبدأ المفاوضات المباشرة لمناقشة قضايا المرحلة النهائية، وعدم الانجرار إلي قضايا أخري، وحتي تكون مفاوضات جدية نطالب إسرائيل أن تمدد تجميد الاستيطان الذي سينتهي في 26 سبتمبر الجاري". وأضاف أنه من غير المعقول أن تقبل إسرائيل بتجميد للاستيطان في الوقت الذي لاتجري فيه مفاوضات، وترفض التجميد في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات جدية، مؤكدا أن التجميد يشمل الضفة الغربيةوالقدس، أي جميع الأراضي الفلسطينية. وشدد الرئيس الفلسطيني علي أنه في حال لم تمدد إسرائيل تجميد الاستيطان سيكون من الصعب علينا الاستمرار في المفاوضات. وردا علي سؤال في حال فرضت ضغوط جديدة علي السلطة الفلسطينية، قال "أبومازن": "عندما وافقنا علي المفاوضات المباشرة لم يكن ذلك بسبب الضغوط، وإنما بسبب قناعتنا بالسلام من خلال المفاوضات، وقد حضرنا بهذه النفسية، ولو لم نكن مقتنعين لما حضرنا بالرغم من كل ضغط العالم". وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" إن الجانب الأمريكي وعد بسلسلة من التحركات، ونحن بصدد رؤية مدي تنفيذ ما وعدوا به إذا عدنا إلي المفاوضات المباشرة. وأضاف "أبومازن" أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحدث منذ بداية عهده عن السلام، وكان واضحا أنه جدي بالسعي لتحقيق السلام، وقام بخطوات جيدة، وفي خطابه بالقاهرة، وفي لقاءاتنا المتكررة، ومن خلال إرسال جورج ميتشيل، وكذلك وزيرة خارجيته أكثر من مرة كل ذلك كان دليلا علي جديته، والآن يجب أن تكون هناك خطوة أخري. وتابع "إذا أردنا أن نبدأ مفاوضات مباشرة فإنه ينبغي أن يمهد لهذه المفاوضات خاصة في عملية استكمال وتمديد وقف الاستيطان، والتركيز علي قضايا المرحلة النهائية الستة وهي:القدس والمستوطنات والحدود واللاجئين والمياه والأمن بالإضافة إلي ملف الأسري. وحول صيغة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأن يلتقي "أبومازن" مع نتنياهو كل أسبوعين أو شهريا لحل القضايا العالقة، قال الرئيس الفلسطيني:"ليس مهما كيف نتفاوض، ولكن المهم علي ماذا نتفاوض، وقضية الصيغ لن نتوقف عندها، وهناك لجان ومتخصصون سيبحثون في الأمور الفنية بالتفصيل، والمهم هناك هو التركيز علي المضمون". وعن المعارضة للمفاوضات مع إسرائيل في الشارع الفلسطيني، قال إن الخلافات في الرأي ظاهرة صحية، ولا نتوقع أن يكون الشعب الفلسطيني نسخة مكررة، وهناك معارضة ليس في التنظيمات فقط، وإنما في داخل حركة (فتح) هناك معارضة". وأضاف الرئيس الفلسطيني :"لقد قلنا إننا لم نحصل علي إجماع في اللجنة المركزية في (فتح)، وإنما حصلنا علي أغلبية مطلقة من مركزية (فتح) بمعني أن هناك معارضة كبيرة، وكذلك في التنظيمات، ومن حق هذه التنظيمات أن تعبر عن رأيها، ومن حقها أن تتخوف، ولكن من حقنا أن نخوض التجربة، وسنري إما أن نحقق النجاح، ويكون نجاحا للجميع، وفي حال لم يتحقق تقدم فلن نخسر شيئا". وعما تحقق في المفاوضات التقريبية، قال "أبومازن": "لقد اتفقنا في المفاوضات التقريبية أن نناقش قضيتين أساسيتين الحدود والأمن، وقدمنا كفلسطينيين رؤية كاملة مفصلة ليس فقط في الأمن والحدود، وإنما في كافة قضايا المرحلة النهائية، وعلي أساس أن يقدمها جورج ميتشيل للجانب الإسرائيلي، وسماع رأيه، ولكن مع الأسف لم ترد حكومة نتنياهو علي التصور الفلسطيني. وأضاف :"لقد اتفقنا منذ البداية مع الجانب الأمريكي، وبالتأكيد أن الأمريكيين كانوا متفقين علي ذلك مع الجانب الإسرائيلي، ولكن المدة انقضت دون رد إسرائيلي علي ما قدمناه من أفكار ومشاريع". ووجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" رسالة إلي المستوطنين قال فيها "إنكم تعيشون علي أرض ليست لكم"، مؤكدا أنهم يعلمون أنهم احتلوا أرضا ليست لهم، ويحاولون فرض أمر واقع، وهذا غير ممكن، وإذا أرادت إسرائيل السلام فيجب أن يفهم أن الاستيطان في أراضينا المحتلة عام 1967 غير شرعي وغير قانوني. وعن تصريحات زعيم حركة "شاس" ومؤسسها عوفاديا يوسف الذي تمني موت الرئيس "أبومازن" والشعب الفلسطيني، قال :"لقد سبق ووصف العرب والفلسطينيين بأنهم عقارب وثعابين وغيرها، وهذه التصريحات تدحض كافة الاتهامات التي تقول إن التحريض من الجانب الفلسطيني"، متسائلا: فماذا يسمي هذا .. إنه تحريض علي القتل والكراهية. وأكد "أبومازن" أن ملف التحريض سوف يتم بحثه، وقال: "نحن وافقنا منذ أحد عشر عاما علي تشكيل لجنة ثلاثية أمريكية - فلسطينية - إسرائيلية لتضع علي الطاولة كل أنواع التحريض من الطرفين وتزيله. ودحض الرئيس الفلسطيني المزاعم الإسرائيلية بأن الجانب الفلسطيني يضع شروطا لاستئناف المفاوضات، وقال إن وقف الاستيطان ليس شرطا، وإنما التزاما علي إسرائيل بناء علي اتفاقيات ثنائية بيننا وبين الإسرائيليين، وكذلك هناك وثائق دولية، ومواقف دولية تقول بوضوح إن الاستيطان غير شرعي، فهناك اتفاق عام 1993، ثم في 1996 ينص علي انه لا يجوز لأي طرف أن يقوم بأية أعمال أحادية الجانب من شأنها أن تجحف بنتائج المفاوضات في المرحلة النهائية. وقال الرئيس الفلسطيني إن ذلك يعني أن إسرائيل عندما تبني في المستوطنات، وتؤسس بؤرا استيطانية جديدة علي أراضينا، وتصادق علي بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة يعتبر عملا أحاديا غير شرعي ، وكذلك عندما نقوم نحن بالإعلان عن الدولة الفلسطينية يعتبر عملا أحاديا. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" إن هناك خطة خريطة الطريق.. فالقسم الأول منها ينص علي أن علي إسرائيل وقف بناء المستوطنات بما في ذلك ما يسمي بالنمو الطبيعي، مشيرا إلي أن هناك 15 قرارا من مجلس الأمن الدولي كلها تنص علي أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعي، وقرارات الرباعية الدولية في الولاياتالمتحدة وموسكو مؤخرا كلها تتحدث عن عدم شرعية الاستيطان. وأشار "أبومازن" إلي خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في القاهرة ، ومطالبته بوقف النشاطات الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي، وتساءل : أين الشروط المسبقة التي يتحدثون عنها ويتهموننا بأننا نضعها .. كلها التزامات مسبقة علي إسرائيل. ونوه بأن القيادة الفلسطينية ترحب بمشاركة الأوروبيين وروسيا وكل من يرغب في المشاركة علي غرار مؤتمر أنابوليس، ولكن الداعي والمضيف هو الذي يدعو للمشاركة، وهو من قرر، وهو حر فيما يقرر لذلك دعت الإدارة الأمريكية الرئيس حسني مبارك والملك عبدالله الثاني كرمزيه للوجود العربي، وتوني بلير عن اللجنة الرباعية. وأكد أن السلطة الفلسطينية طالبت بأن يكون اللقاء في واشنطن علي نمط وشاكلة مؤتمر أنابوليس، ولكن ذلك لم يتم، مشيرا إلي أن المطلوب من الراعي الأمريكي أن يكون نزيها، وقال "نحن نريد من الولاياتالمتحدة عندما يحدث مأزق بين الطرفين أن تقدم مقترحات لجسر الهوة بين المواقف". وبخصوص الاتفاق الآن والتطبيق خلال 10 سنوات، قال "أبومازن" :"نحن في هذه المرحلة نتفق الآن، ثم عملية التطبيق نتفق عليها، ولكن علي أن لا تمتد فترة التنفيذ إلي عشر سنوات، وليس لدينا مانع أن يكون مرحليا ، ولكن ليس عشر سنوات". وأضاف أنه عندما نتفق، وتصبح النتيجة معروفة تأتي المرحلية في التنفيذ علي أن تنتهي كلها في مرحلة قصيرة، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية فعلت كل ما تستطيع، وقامت بما عليها ملتزمون بالشرعية الدولية بقرارات الأممالمتحدة والرباعية وغيرها، إضافة إلي ذلك نتوجه إلي المفاوضات بنفسية طيبة وروح معنوية عالية. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" - في ختام حديثه لصحيفة "الدستور" الأردنية - إنه في حال وضعت إسرائيل شروطا، وشرع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بمطالبة السلطة بقضايا ومسائل بعيدة عن المضمون فإنه هو الذي يتحمل المسئولية، فيما لم يستبعد "أبومازن" المرحلية في التطبيق، مؤكدا أنه لابد أولا من التوصل إلي اتفاق ينهي الاحتلال، ثم المرحلية في التطبيق. وبخصوص اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة، قال الرئيس الفلسطيني "لقد اجتمعنا مع اللوبي اليهودي، وكذلك الصحافة الإسرائيلية، وسبق واجتمعت مع اللوبي اليهودي في أمريكا اللاتينية، والتقيت معهم في كندا وفي جنوب إفريقيا وفي فرنسا وبريطانيا، وسوف التقي باللوبي اليهودي مرة ثانية، ومستعد للقاء مع المجتمع الإسرائيلي". وردا علي سؤال حول ما يطرحه اليمين الإسرائيلي بأن المفاوضات سوف تكون شاقة، وقد تستغرق عشر سنوات إضافية، قال "أبومازن :"هذا النمط من التفكير الإسرائيلي هو نمط وأسلوب من لا يريد السلام، فمن يتحدث عن مفاوضات تطول لمدة عشر سنوات لديه مصلحة وتوجه". وأكد أنه في حال توفرت النية الصادقة فإن إجمالي المفاوضات قد لا يستغرق سنة واحدة فقط، مشددا علي أن كافة الوقائع والإجراءات التي تقوم بها إسرائيل علي الأرض لا شرعية لها وهي عمل مرفوض وغير معترف به. وقال إن خلق الوقائع علي الأرض يأتي لأن إسرائيل دولة احتلال تعمل علي تغير الواقع ولتنفيذ مشروعها، وهي جميعها غير قانونية، ولا شرعية ، ولا أحد يعترف بها خاصة الاستيطان في القدسالشرقية، مضيفا "نحن في واشنطن علي أمل أن يحدث تقدم فإن حصل نخدم قضيتنا وشعبنا، وإن لم يتحقق سنستمر في صمودنا علي أرضنا، وسنواصل بناء وطننا، وأمننا، وبناء مؤسساتنا، وتنفيذ المشاريع المختلفة علي أمل أن نتوصل إلي الحل النهائي". وأضاف الرئيس الفلسطيني انه في حال فشلت هذه المساعي سنعود إلي القيادة الفلسطينية للبحث بعمق في الواقع والبدائل التي لدينا فالرأي يعود للشعب الفلسطيني وليس لي.