أكد الرئيس حسني مبارك ان مصر مستعدة لتقديم كل قدراتها وخبراتها لدعم خطط التنمية بافريقيا. واشار الرئيس في كلمة امام قمة الكوميسا بسوازيلاند والتي القاها نيابة عنه المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة أن تحقيق السلام والاستقرار في القارة ضرورة لرفع مستوي المعيشة ودعا الرئيس قارة افريقيا لتنسيق المواقف لتحقيق التكامل الاقتصادي. وأكد الرئيس ان القمة تنعقد في وقت هام للغاية، فبعد ان بذلت الدول الافريقية جهوداً مضنية لدعم اقتصاداتها وتوفير المناخ الملائم للاستثمار، وبعد أن نجحت العديد من الدول الافريقية الشقيقة في تطبيق برامج ناجحة ورشيدة للاصلاح الاقتصادي بما مكنها من تحقيق معدلات نمو اقتصادي بلغت في المتوسط 5.6٪ سنويا، جاءت الازمة الاقتصادية العالمية عام 8002 لتلقي بظلالها علي الجهود الافريقية وعلي معدلات النمو والنجاح الذي تحقق في السنوات السابقة. وقال إن هذه القمة لدول الكوميسا تمثل فرصة للنظر في تداعيات الازمة علي الاقتصاد الافريقي، فقد انخفضت معدلات النمو في افريقيا الي 1٪ خلال عام 9002.. وتتوقع احدث تقديرات صندوق النقد الدولي أن يصل معدل النمو في أفريقيا الي 4٪ و 5٪ خلال عامي 0102 و 1102 علي التوالي، بينما تبرز في هذا السياق مشكلة تباطؤ معدلات النمو بما يؤثر علي الفقراء وهو ما يمثل تحديا حقيقيا للدول الافريقية في المرحلة المقبلة، لذا فمن المهم الحفاظ علي اسس النمو الحالي التي جاءت نتاجا لسياسات إصلاحية لابد أن تتواصل وتستمر ولقد أدت الكوميسا وستؤدي دوراً لا غني عنه لتحقيق الاندماج الاقليمي وهو الدور الذي ادي لنجاحات عديدة في جهودنا لتحقيق المنافع الاقتصادية والاجتماعية لشعوبنا ودعم الاقتصادات الوطنية لكل الدول الاعضاء في بالكوميسا. وأكد الرئيس أن مصر ظلت حريصة علي استخدام قدراتها وخبراتها في خدمة قضاياها المشتركة وذلك علي أساس ثقتها في امتلاك افريقيا للخبرات والإمكانيات اللازمة لتنمية دولها وشعوبها واتصالا بذلك تجدد مصر التزامها بالاندماج الاقليمي اخذا في الاعتبار أن تجارتها مع دول الكوميسا قد تنامت خلال العقد الاخير. كما ان حجم الاستثمارات المصرية في منطقة الكوميسا شهد دفعة قوية وتشارك مصر في برامج ومشروعات الكوميسا بهدف تبادل الخبرات والرؤي لضمان الاستخدام الامثل للقدرات الاقتصادية الافريقية في التجارة والاستثمار والبنية التحتية والتنمية وبناء القدرات البشرية. وفي هذا الإطار لا تدخر مصر وسعا لتقديم المساعدة الفنية لدول الكوميسا الشقيقة عبر توفير الاستشارات الفنية في كل مجالات التنمية ومن خلال تنظيم الدورات التدريبية في مجالات عديدة وفق احتياجات كل دولة. إن مصر تؤكد التزامها بكل أهداف الاتحاد الجمركي للكوميسا والذي تم إطلاقه خلال قمة الكوميسا الاخيرة في (فيكتوريا فولز) في زيمبابوي في شهر يونيو العام الماضي.. وبينما تحيي مصر هذه الخطوة الهامة فهي تؤكد الحاجة لبذل المزيد من الجهد لإنهاء الاجراءات الفنية والقانونية التحضيرية لتفعيل وتأسيس ذلك الاتحاد الجمركي. ويعد تبني التعريفات الخارجية المشتركة ونظام الضمانات والمزايا التجارية خطوة هامة علي ذلك الصعيد. وأكد الرئيس تأييد مصر لتأسيس منطقة التجارة الحرة الثلاثية بين تجمعات السوق المشتركة لشرقي وجنوب افريقيا (الكوميسا) وتجمع تنمية الجنوب الافريقي (السادك) وتجمع شرق افريقيا، والتي تم الإعلان عنها في قمة كمبالا عام 8002.. ونحتاج جميعا أن نشرع سويا في وضع آليات المتابعة اللازمة للتأكد من المواءمة بين التجمعات الثلاثة علي المستويات الاجرائية والفنية. ومن المقرر أن تصدر قمة الكوميسا بيانها الختامي اليوم.