أكد د. نبيل شعث القيادي الفلسطيني البارز، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أن مشاركة الرئيس حسني مبارك في المرحلة الأولي من بدء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في واشنطن، 2 سبتمبر القادم يمثل أكبر ضمانة للجانب الفلسطيني، وهو يخوض معركة المفاوضات. وقال في حديث خاص »للأخبار« الرئيس مبارك هو الزعيم الرئيسي في هذه المنطقة، وتولي خلال سنوات طويلة الدفاع عن المصالح والحق الفلسطيني. وواكب المفاوضات مع الفلسطينيين منذ اتفاق غزة أريحا وكل المفاوضات. كما أن مصر بكل المقاييس تعتبر الراعي الاقليمي للمفاوضات. وتحدث د. نبيل شعث عن الإعداد الفلسطيني للمفاوضات، واحتمالات نجاحها، وأسباب الحرص الأمريكي علي بدءها، وهذا نص الحوار: كيف تري الحرص الأمريكي، والجهود التي بذلتها واشنطن للدعوة إلي المفاوضات المباشرة، رغم قناعة الجميع بأن المفاوضات غير المباشرة لم تحقق نتائج تذكر؟ - في اعتقادي أن الإدارة الأمريكية مهتمة بعودة المفاوضات لأسباب أمريكية خاصة، فهناك انتخابات قادمة في نوفمبر لمجلس الشيوخ والنواب، والرئيس أوباما، حريص علي الحفاظ علي الأغلبية الديمقراطية، لأن فشل حزبه في هذه الانتخابات سيؤثر بالسلب علي برنامجه السياسي، ولهذا كان هناك حرص من الإدارة علي الذهاب للانتخابات، بتحقيق إنجاز لها يتمثل في قمة تضم ثلاثة من القيادات العربية، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، وفي اعتقادي أن الرئيس أوباما لن يتدخل بشكل إيجابي ولن يمارس ضغوطاً علي الطرفين، إلا بعد انتهاء المفاوضات، وقبل هذا لن يقوم بأي عمل يمكن أن يثير عليه اللوبي اليهودي، وهذا يفسر اعتبار أن أي مطلب فلسطيني شرعي مثل وقف الاستيطان والحرص علي وجود مرجعية للمفاوضات، شروط مسبقة، وهذا لا يعني عدم الدخول في المفاوضات، ولكننا لن نوافق علي استمرار الاستيطان مع المفاوضات، لأن هذا يعني خدعة كبيرة. هل هذا يعني أن الطرف الفلسطيني مستعد لخوض غمار المفاوضات المباشرة؟ - منذ عام 0002 ونحن الفلسطينيون الأكثر جاهزية للمفاوضات من الإسرائيليين بكثير، هناك دائرة كاملة يتولاها د. صائب عريقات للإشراف علي المفاوضات تضم 05 خبيراً الأغلبية منهم من الفلسطينيين، وبعض العرب من حملة الدكتوراة والقانون، والاقتصاد من أمريكا، يعملون ليل نهار في القضايا المطروحة حتي في فترات توقف المفاوضات، وفي مباحثات كامب ديفيد عام 0002، كان الوفد الفلسطيني جاهز بكل الوثائق، والخرائط، وتهرب الإسرائيليون، نحن جاهزون تماماً لجميع السيناريوهات. كأحد المشاركين في المفاوضات من خلال توليك وزارة الخارجية، هل أنت متفائل بإمكانية تحقيق إنجاز ما في هذه المفاوضات؟ - لست متفائلاً، ولكن لدي أمل في حالة فوز الحزب الديمقراطي بالأغلبية في انتخابات مجلس الشيوخ والنواب، أن يحقق أوباما وعوده التي تحدث بها في القاهرة، ولكن الخوف من أن يخسر الانتخابات لأسباب داخلية فنقلق علي سبيل المثال لقضية بناء مسجد قرب منطقة هجوم 11 سبتمبر. وفي المقابل لا يمكن أن يكون بعيداً عن أي محتمل يناقش قضايانا، وعلينا أن نتمسك بحقوقنا، وندافع عنها، ولن نقدم تنازلات في هذه المفاوضات، ولن نسمح بتعميق الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان، لقد تغيرت القدس، لقد هدم الإسرائيليون 52 ألف منزل في القدس منذ 7691 وحتي الآن. ولكن هل أنت من يقول إن الفلسطينيين قدموا تنازلات لقبول المفاوضات؟ - ليست هذه هي القضية، قد لا يعرف الكثيرون مدي الضغط الهائل الذي مورس علي الرئيس محمود عباس، وشاركتنا قطعت الطريق علي من يتهم الطرف الفلسطيني بتضييع الفرص، المهم ألا ننخدع مرة أخري، وتتحول المفاوضات إلي غطاء للاستيطان، نحن ضد شرعنة الاستيطان. نحن ذاهبون للمفاوضات للدفاع عن الموقف الفلسطيني، ولن نقدم أي تنازل عن الثوابت الفلسطينية. وماذا عن رؤي الطرف الفلسطيني لمشاركة الرئيس مبارك في بدء المفاوضات؟ - طبعاً الرئيس مبارك الزعيم الرئيسي في هذه المنطقة، وهو الذي تولي رعاية المصالح الفلسطينية ودافع عن الحق الفلسطيني علي مدي عشرات السنين واكب خلالها مفاوضات غزة وأريحا، واستضافت القاهرة الاتفاقية بين عرفات ورابين، وكذلك مفاوضات شرم الشيخ، ووجوده في القمة يمثل قدرا كبيرا من الضمانة للفلسطينيين، ويمثل سنداً للمفاوض الفلسطيني، الذي لن يتنازل عن حقوقه، وكذلك الملك عبدالله، ووجود الزعيمين العربيين، وكلا من مصر والأردن هما الجارتين لغزة والضفة، هو إشارة غير مباشرة بوضع مبادرة السلام العربية في الاعتبار.