»تركب الحنطور وتتغندر« إحساس يشعر به كل من يركب الحنطور يتجول به في شوارع و»كورنيش« الإسكندرية في فصل الصيف سواء كان مصريا او سائحا اجنبيا خاصة وقت العصاري وحتي غروب الشمس .. ولكن ما يلفت الإنتباه خاصة خلال شهر رمضان المبارك انه مازال هناك إقبال كبيرعلي ركوب الحنطور خاصة بعد الإفطار واداء صلاة التراويح كنوع من الترفيه والإستمتاع بالتنزه علي »الكورنيش«..وعلي عكس مايعتقده الكثير للوهلة الأولي عند رؤية الحنطور اثناء التنزه ان العلاقة بين الحنطور ومالكه مجرد علاقة بين سائق ووسيلة نقل تجلب له الرزق ولكن ما اكده اكثر من سائق حنطور ان علاقة السائق بالحنطور الخاص به تمتد إلي تواصل روحين معا ما ينتج عنها ينعكس علي الراكب من فرح و حزن أو ألم .. حيث يحكي الأسطي إسماعيل سائق حنطور علي كورنيش الإسكندرية حكايته مع 18 عاما من ممارسة مهنته ويقول أنه ورث تلك المهنة عن أبائه واجداده الذين علموه ان المكسب من هذه المهنة لا يأتي إلا بحبها وفهمها جيدا.. ويضيف إسماعيل أن القائد الاول للحنطور هو الحصان الذي لا يعتبر مجرد حيوان يقوده شخص اخر بدون وعي ولكنه روح يشعر بصاحبه يفرح لفرحه ويتأثر بحزنه ..فهو يمتلك الحصان منذ أكثر من 7 اعوام والذي إعتاد علي طباع صاحبه بدرجة كبيرة والذي وصفه الأسطي إسماعيل بالحصان الذكي لأنه يشعر بالوقت الذي يزداد فيه الزبائن وبالتالي يزداد الرزق لانه حينها يذهب باكرا إلي مكان راحته ..كما أنه يعتاد علي الاماكن التي يكثر بها الزيارة دون إنتظار إرشاد من قائده.. وعن أفضل انواع الزبائن يقول الأسطي إسماعيل انه »الخواجة« اي السائح الأجنبي لأنه بالطبع يدفع اكثر كما يكون لديه حب المعرفة ورؤية الاماكن الجديدة .. ويقول ان اكثر المناطق زيارة هي قصر الملك فاروق والقلعة وحلقة السمك والسيالة ومحطة الرمل والمنشية وهي من الاماكن التي لا يمكن التمتع بزيارتها إلا في وجود الحنطور لانها انسب وسيلة تنقل داخل تلك الاماكن ..ويعبر الاسطي إسماعيل عن فرحته بممارسته تلك المهنة لانه تعلم منها الكثير وعلي الرغم من انها تبخل عليه احيانا يحصل علي الكثير منها في اوقات اخري. ويقول إسماعيل ان متعته تكتمل عندما ينزه ابناءه الاربعة وزوجته معه في الحنطور مؤكدا ان ذلك يعتبر من اهم حقوقهم عليه فهم أولي الناس بذلك .