النفس: ذكر القرآن الكريم »النفس« في مائتين وخمس وتسعين آية، وذكر الحديث النبوي الشريف النفس في مئات الأحاديث، وعدد أنواعها ومعانيها. وللنفس أربعة معان: بمعني الذات الإنسانية، وبمعني النفس البشرية، وبمعني الروح، والإنسان ككل. روي ابن ماجه وأصحاب السنن عن وكيع، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن بشر بن سحيم، أن رسول الله »صلي الله عليه وسلم« خطب أيام التشريق فقال: »لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وان هذه الأيام أيام أكل وشرب«. النفس: تعبير بالجزء أي تعبير بالنفس وهي جزء من الإنسان، عن الكل، أي الإنسان ككل. وروي مسلم في صحيحه عن عبدالرزاق، عن معمر عن الزهري، عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال: شهدنا مع رسول الله »صلي الله عليه وسلم« خيبر، فقال لرجل ممن يدعي الإسلام: »هذا من أهل النار«، فلما حضرنا القتال قاتل الرجل قتالا شديدا فأصابته جراحه، فقيل : يا رسول الله، الرجل الذي قلت له آنفا: »انه من أهل النار« فإنه قاتل اليوم قتالا شديدا، وقد مات، فقال النبي »صلي الله عليه وسلم«: »إلي النار« فكاد بعض المسلمين أن يرتاب، فبينما هم علي ذلك، إذ قيل: إنه لم يمت، ولكن به جراحا شديدة، فلما كان من الليل لم يصبر علي الجراح، فقتل نفسه. فأخبر النبي »صلي الله عليه وسلم« بذلك، فقال: »الله أكبر❊ أشهد أني عبدالله ورسوله« ثم أمر بلالا فنادي في الناس: »انه لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، وان الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر«. »آنفا«: أي قريبا. روي مسلم في صحيحه عن قتيبة بن سعيد، عن يعقوب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي: أن رسول الله »صلي الله عليه وسلم« التقي هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول الله »صلي الله عليه وسلم« إلي عسكره، ومال الآخرون إلي عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله »صلي الله عليه وسلم« رجل لا يدع لهم شاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله »صلي الله عليه وسلم«: »أما إنه من أهل النار«، فقال رجل من القوم: أنا صاحبه أبدا، قال فخرج معه، فكلما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، قال: فجرح الرجل جرحا شديدا، فاستعجل فوضع نصل سيفه بأرض، وذبابته بين ثدييه ثم تحامل علي سيفه فقتل نفسه. فخرج الرجل إلي رسول الله »صلي الله عليه وسلم« فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: »وما ذاك«؟ قال: الرجل الذي ذكرته آنفا أنه من أهل النار، فخرجت في طلبه حتي جرح جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه بالأرض، وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه. فقال رسول الله »صلي الله عليه وسلم« عند ذلك: »إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وان الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة«. د. أحمد شوقي إبراهيم