الكبار لم ينتبهوا بعد، والغربال الجديد له شدة واضحة، والثواني الأخيرة تشهد تحولات مثيرة، والاطاحة بأول مدرب بعد اول ربع ساعة من الموسم الجديد ربما كانت هذه أبرز ملامح الأسبوع الأول للدوري الممتاز الكروي للموسم الجديد 0102/1102 الذي انطلقت مبارياته الخميس واستكملت مساء امس الأول، وشهدت إخفاق البطل وحامل اللقب في المواسم الستة الاخيرة علي التوالي الاهلي في نيل الفوز امام اتحاد الشرطة ونجح الفريق البوليسي في تشديد قبضته الدفاعية علي مقاليد المباراة، وخفف هذا التعادل للأحمر من وطأة وحزن حسام حسن المدير الفني للزمالك الذي كان قد »قطع هدومه« وشق قميصه بعصبية شديدة امام لاعبيه وهو يلومهم علي تفريطهم في فوز كان قريبا منه في ستاد المكس امام حرس الحدود. وعلي ذكر المدربين لم يكد يمضي ربع الساعة الاولي من مباراة سموحة والانتاج الحربي حتي تحدث الجميع عن ترك محسن صالح المدير الفني لسموحة مهمته بسبب تعاقده الحصري مع قناة تليفزيونية للتحليل لها.. وكأن هذا كان سرا، وبعد المباراة وهزيمة الفريق السكندري في اول ظهور له بالممتاز أعلن عن تعاقد إدارة النادي مع باتريس نوفو مديرا فنيا في أول تغيير للمدربين مع بداية الدوري. البدري.. والبوليس بطريقة بوليسية تعتمد علي »رص العساكر« امام منطقة مهمة مطلوب حمايتها، وبتكثيف أمني كبير في منطقة المرمي، نجح طلعت يوسف المدير الفني للشرطة في القبض علي منافسه حسام البدري المدير الفني للأهلي الذي اعتمد هو الآخر علي حشد كل قواه الهجومية في الشوط الاول، لكن وضح الامر وكأن حالة من التلبك المعوي قد اصابت خط الهجوم الأحمر. ثلاث ملاحظات تكتيكية مهمة كانت ظاهرة علي اداء الاهلي خصوصا في ظل طريقة اللعب »4/2/3/1« والاضطرار إلي اشراك شريف عبدالفضيل الذي نجح في مهمة الظهير الايمن من قبل، في مركز الجناح الشمال وافتقاد التمركز الجيد في قلب الوسط. وضح أن غياب محور الارتكاز أو لاعب الوسط المدافع الثابت في قلب الملعب له دوره، وإذا كان حسام عاشور قد أبعدته الاصابة فإن شهاب الدين أحمد كان يمكن ان يكون بديلا اساسيا لكنه شارك في الشوط الثاني واجاد التمركز، بينما كان وجود أحمد حسن برغم كفاءته وخبراته وجهده الكبير في الشوط الاول بجانب حسام غالي المهاري المتميز الراغب ايضا في التكملة الهجومية باستمرار دون اعتياد أي منهما علي التمركز الاساسي بمهام دفاعية كاملة وسط الملعب المعتاد في الرسم التكتيكي للأهلي في السنوات الست الاخيرة علي الاقل بقاء لاعب محور ارتكاز ثابت في قلب الوسط بمهام دفاعية شبه كامل، علي ان يتحرك زميله لتكملة هجومية او المساهمة في دور صانع الألعاب لكن وجود احمد حسن وغالي معا في قلب الوسط احدث خللا في النسق الدفاعي لوسط ملعب الاهلي لم يستغله لاعبو الشرطة جيدا لانهم ايضا كانوا في مهام دفاعية متراجعة للوراء تماما!! وفي التنظيم الهجومي كان يحتاج ثلاثي الأهلي المتأخر خلف رأس الحربة إلي وجود واحد من اثنين: ابوتريكة وجدو وليس الاثنين معا. وان كان حتميا وجودهما كان يمكن ان يتقدم جدو كرأس حربة اساسي متقدم بدلا من طلعت الذي يحتاج لجهد كبير للتمسك بالفرصة، كما لم ينشط بعد طرفا ملعب الاهلي، احمد فتحي قلت عرضياته ولاتزال تمريراته تحتاج إلي ضبط زوايا التمرير، وكان بركات العائد من اصابة او جراحة في العين قريبا من حسم الامور لفريقه لو استغل الفرصة الثمينة التي لاحت له. وبجانب هذه الملاحظات التكتيكية سواء في عدم نشاط الطرفين لغيابات اضطرارية او اهتزاز عمق الوسط او خلل المنطقة الهجومية الحمراء كان التركيز لدي لاعبي الاهلي منقوصا، وكشفت وجوه بعضهم اثناء اللعب عدم جدية كافية ربما اطمئنانا لتحقيق الفوز في أي وقت ولما استدعي زملاء ابوتريكة تركيزهم واصرارهم وروحهم العالية في الدقائق الخمس الاخيرة صنعوا خطورة حقيقية لكنها كانت متأخرة، وكان تنظيم الشرطة الدفاعي وضغط لاعبيه لاسيما محمد حنفي ابرز لاعبي فريقه، كفيلا بخطف نقطة مهما قيل عن ضعف اداء الفريق البوليسي الذي خرج مديره الفني طلعت يوسف غير راض عنه برغم سعادته الكبيرة بالتعادل الذي كان يمكن ان يتحول إلي فوز مفاجيء للشرطة لو استغل لاعبوه الفرصتين الاخيرتين. التوازن في الخلطة ما بين الكبار بخبراتهم والشباب بحيويتهم هي الوصفة السرية.. التي يحتاجها الاهلي والتي يمكن للبدري ان يحافظ بها علي طموحاته ودون ان يكون وجود احدهما علي حساب الآخر. الزمالك المشدود لم يكن تقطيع حسام حسن المدير الفني للزمالك لقميصه امام لاعبيه عقب التعادل المتأخر لحرس الحدود معه، إلا تعبيرا عن حالة عصبية انتابت المدير الفني الذي سعد كثيرا بنجاح لاعبيه في تحويل تأخرهم بهدف إلي فوز بهدفين لهدف، وكان يمكن للابيض ان يعود محتفلا لولا اخطاء في التمركز الدفاعي والرقابة من جانب احمد غانم سلطان الظهير الايمن الذي يتعرض لضغط متواصل من جماهيره عليه شأن قلب الدفاع عمرو الصفتي. حسام حسن وضع لاعبيه علي وتر مشدود للغاية منذ البداية وبرغم تقدم حرس الحدود بهدف مكي من ضربة جزاء الا ان روح لاعبي الزمالك والحماسة التي بثها حسام حسن فيما بين الشوطين كانت كفيلة بتعويض أي نواقص فنية خاصة في وسط الملعب. ويحسب للمدير الفني لحرس الحدود طارق العشري اتاحة الفرصة لعدد من الصاعدين ونجاحه في مواجهة فريق مكتمل بحجم الزمالك في ظل غياب عدد من لاعبي الحرس الكبار خاصة احمد عبدالغني واسلام الشاطر. شباب المعادي! الغربال الجديد له شدة.. هذا ما يمكن ان ينظر من خلاله الي ما حققته الفرق الثلاثة الصاعدة لاول مرة في تاريخها هذا الموسم للدوري الممتاز، وما قدمته من مستويات.. وادي دجلة تصدر الدوري بجدارة وجسارة، بعد ان امطر شباك ذئاب الجبل برباعية ادهشت الجميع ولفتت الانظار بشدة إلي هذا الفريق الجديد القادم من المعادي وتمكن البلجيكي والترمايس المدير الفني لوادي دجلة من استغلال حيوية لاعبيه الشبان خاصة مصطفي شبيطة ومصطفي طلعت وشمامة والتقي وغيرهم. وادي دجلة عليه ان يثبت ان فوزه الكبير ليس بضربة حظ وعلي لاعبيه ان يدركوا ان المشوار صعب، ولعل ما قاله مدربه هشام زكريا من قلقه علي القادم يترجم صعوبة الموقف. اما المقاولون فهو يحتاج إلي معالجة هادئة دون انفعال ويملك مديره الفني محمد عامر القدرة علي تصحيح الاوضاع وامتصاص اثار الهزة الاولي. وتأكيدا لانتفاضة الجدد، نجح مصر للمقاصة بقيادة مديره الفني طارق يحيي في العودة من الاسكندرية بنقطة التعادل الايجابي 1/1 مع اتحاد كابرال الذي بادر له بالتسجيل هاني العجيزي من ضربة جزاء ورد حسام اسامة بالتعادل. عرابي.. الاولي وفي أولي مبارياته كمدير فني بالممتاز نجح اسامة عرابي في قيادة الانتاج الحربي لفوزهم بملعبه علي سموحة ثالث الوجوه الجديدة. الانتاج يحتاج إلي شغل كثير.. وهو ما دفع عرابي للتأكيد علي أن المستوي سوف يتحسن كثيرا وان ثقته في لاعبيه كبيرة. فرحة بورسعيد الدقائق بل الثواني الأخيرة كانت مثيرة في عدد من مباريات الأسبوع، فقد احتفلت جماهير بورسعيد بفريقها المصري ونجاح مديره الفني مختار مختار صاحب بصمة الكرة الجميلة في إضفاء لمساته علي أداء المصري الذي فاز علي ضيفه طلائع الجيش 2/1، وبعد ان تقدم المهاري محمود عبدالحكيم بهدف من ضربة حرة للمصري تعادل صلاح امين لكن البديل سامح العيدروسي تمكن قبل النهاية بدقيقتين فقط وبضربة رأس قاتلة من خطف اول ثلاث نقاط لابناء بورسعيد. وفي الثواني الاخيرة من الوقت البديل خطف انبي عن طريق لاعبه احمد عبدالظاهر هدف الفوز علي الجونة المكافح، ومبكرا وضع النيجيري جودرين بصمته علي أداء الدراويش وسجل للاسماعيلي هدف الفوز الثمين علي بتروجت بالسويس.