ونحن علي مشارف موسم كروي جديد.. وعلي وشك استقبال مسابقة جديدة من اعرق واقدم المسابقات الرياضية والتي بدأت رحي منافساتها في أواخر عقد الاربعينات من القرن الماضي.. تتعشم جماهير الساحة الرياضية بمختلف انتماءاتها والوانها ان تتابع موسما نظيفا نزيها طيبا.. ولاتغالي من اميناتها بان يخرج الموسم القادم خاليا من السوءات.. بريئا من المعايب والمقالب .. لكنها فقط تتمني ان يواجه عددا اقل من حيث المشكلات.. ويصادف نسبة ادني من الصراعات والمعوقات والعراقيل.. وان تأتي المنافسات علي مستوي اعلي من الاثارة والندية والتكافؤ.. وتخلو من العشوائية والفوضي والارتجالية.. تتمني الجماهير ان يكون موسما طيبا ميمونا محمودا.. والا يكون موسما سيئا سلبيا مذموما.. وفي الاسطر القليلة التالية تعالوا نسبح في اذهان الخبراء ونغوص في افكار العقلاء لنتهدي إلي ما ننشد ونتمني. الفساد الاداري يقول سعيد حشمت رئيس جهاز الرياضة السابق انه من اهم اسباب تفشي الظواهر السلبية و انتشار الصور السيئة في عالم كرة القدم المصرية هو عدم وجود استراتيجية متكاملة للعمل في اتحاد كرة القدم.. وهذا يؤدي إلي عدم وضوح رؤية من العاملين وبالتالي إلي قصور وعيوب في التنفيذ .. فضلا عن عدم وجود أو وضوح الاختصاصات »مين يفعل ماذا« وكيف تتم ادارة العمل بصورة جماعية.. كل يجذب الخيط من طرف.. وكل عضو يستقطب اكبر قدر من الاضواء والاشعة نحوه.. وبالتالي تتوه المسئولية.. ولايمكن تطبيق مبدأ الثواب والعقاب وتبرز الانتماءآت والتشيعات والالوان وتظهر التوجهات الانتخابية .. ويؤدي هذا إلي البطء والتراخي في اتخاذ القرارات وصعوبة المتابعة والتراجع والتبديل والتغيير .. ويصنع هذا المناخ حالة من التسيب وعدم الانضباط علي جميع المستويات والمجالات. واذا كنا جادين في اخراج موسم اقل سوءا واكثر جودة وافضل نوعا لابد وان نتجه بكل طاقاتنا وقدراتنا إلي تطبيق قواعد الادارة العلمية بمفهومها العلمي الصحيح.. لابد وان نخطط بكفاءة ونضع البرامج الثابتة والواضحة.. والمستندة علي القواعد والمباديء واللوائح.. وألا نحيد عما وضعناه تحت اية ضغوط.. ومع كل العناصر دون تمييز ولا تفريق بين الشهير والمغمور والكبير والصغير ونخلق نظام متابعة جيدا يتأكد ان كل ما تم تخطيطه يتم تنفيذه.. ولعل هذا الخلل الاداري الواضح في مسابقاتنا ومنافستنا الكروية ينسحب وينعكس علي كل المجالات الاخري الصحية والاجتماعية والتعليمية.. وهذا المناخ نتاج طبيعي لتدني تطبيق مفهوم الادارة العلمية في معظم مؤسسات وهيئات المجتمع المصري. المنظومة الكروية تحتاج للارتقاء ويقول د. طه اسماعيل الخبير بالاتحاد الدولي والافريقي.. لكي ننشد موسما اقل سوءا وافضل حالا من سوابقه.. لابد وان نستعرض حلقات منظومة كرة القدم المصرية ونتعرف علي مثالبها لابد مثلا وعلي مستوي قيادة المنظومة واعضاء مجلس ادارة الاتحاد ان يكفوا عن اطلاق التصريحات المثيرة ورفع الشعارات الرنانة والبراقة التي لا يستهدفون منها سوي استقطاب بعض الشعبية واستمالة بعض الجماهير وان يكون هناك لجان ودارات فاعلة وقادرة علي ادارة شئؤن اللعبة وهي اللاعبون والمدربون والحكام.. وتختفي ظهور قذائف ملتهبة وقضايا ساخنة كقضية جدو التي شغلت الرأي العام كثيرا بسبب الضعف الشديد في تطبيق اللوائح والقواعد.. لابد ان تتعاون جميع الجهات وان يكون الدافع الاساسي هو المصلحة الوطنية العليا وليست المصالح الفئوية واللونية والاغراض الشخصية.. يجب ان يدلو الاعلام بدلوه في قضايا التوعية والتثقيف ولا يكون مساعدا في اعمال معاول الهدم والفرقة والتشتت والتحزب.. لا يجب ان ينهال الجميع علي هدم الحكام وانتقاد التحكيم الذي لا يمكن تنقيته من الاخطاء وقد ظهر هذا جليا في كأس العالم الاخيرة.. لابد ان نهييء الساحة لمتابعة منافسات حقيقية مليئة بالندية والمتعة خالية من الصراعات والاقتتال لان الرياضة اولا واخيرا تحض علي الاخلاقيات وتدعو للعب النظيف والنزيه وليس علي التحزب والتخريب والتدمير.. اخيرا لابد من ان تقوم الاندية باحتضان روابط مشجعيها ومطالبتها بالالتزام والانضباط وعدم الخروج علي الاخلاقيات واللجوء للفوضويات حتي لايتعرض ابناؤنا إلي الصدام مع جهات الامن ومواجهة عقوبات والتعرض للحجز والعقوبة. العدل أساس القيادة ويقول اللواء الدهشوري رئيس الاتحاد السابق .. لكي نصنع موسما طيبا افضل كثيرا من سابقه علينا ان نعيد النظر في اساس المسابقة وهي لجنة المسابقات لابد من اعادة تنظيمها وهيكلتها بصورة علمية تعكس مدي اهمية ما يناط بها من مسئوليات ومهام.. اما لجنة الحكام فأتمني ان يستمر في رئاستها الحكم الدولي النزيه والكبير محمد حسام وألا يسمح لاي عضو بمجلس الادارة من التدخل في شئونها ويكون قرارها نابعا من داخلها مع منح حسام السلطة الكاملة في اختيار معاونيه. واذا كان سمير زاهر سيستمر في قيادة الاتحاد فهو جدير وقادر علي اعادة الهيبة إلي الجبلاية والتي اثرت فيها بشدة الاحداث الاخيرة.. ولابد ان يعي الدرس الذي مر به ليكون اكثر عدلا وانصافا واعمق تأثيرا وتعاونا.. اما لجنة شئون اللاعبين -أم المشاكل- فهي لجنة ضائعة ليس لها رئيس ولا قانون وتحتاج لاعادة هيكلة و ارشح لها الكابتن عزمي قريطم الذي عمل في العديد من المجالات ويشتهر بالنزاهة والحيادية.. ولعلي هنا انصح الكابتن سمير زاهر ان اعضاء المجلس لابد وان يساعدوه في اعادة الجماعية والانضباط والالتزام للساحة الكروية والتي شهدت تهريجا وترهلا وتهاونا من يريد ان يرتكب هذه الموبقات عليه ان يفعلها في حياته الخاصة ببيته وليس في محفل تطوعي هام لمجلس قيادة اتحاد الكرة القدم.. كرة القدم جزء هام من الرياضة المصرية.. والرياضة وسيلة لبناء الامم والشعوب المصري يحتاج لان تقوم الرياضة بتهذيبه وتوعيته وحتي امتاعه واشباعه. ترتيب البيت من الداخل ويقول كابتن د. عمرو ابوالمجد رئيس قطاع الناشئين بالمقاولون.. اتحاد الكرة يصعب عليه اخراج موسم نظيف قوي قبل ان يعيد النظر إلي حالته المهترئة واوضاعه المتدنية ..ففاقد الشيء لا يعطيه.. الجبلاية تحتاج لترتيب وتوفيق كل اوضاعها واولوياتها وقواعدها.. وبدون البدني الفوري في هذا التوفيق والترتيب لن تقوم للكرة قائمة ولن نترقي أو نتقدم مدي الحياة.. كرة القدم في المفهوم العلمي منظومة لها حلقات عديدة ومالم تكن الحلقات ذات مستوي راق ومتشابكة بقوة.. لن يكون مردودها ولانتاجها جيدا أو طيبا.. اتحاد الكرة وحلقاته تفتقد للرؤية المستقبلية والاستراتيجية العلمية والخطط الواقعية.. لابد من وضع قواعد واضحة واسس ثابتة لادارة المسابقات وضبط الانتقالات وتفعيل الانشطة.. لابد من السعي باخلاص وعمق للقضاء علي الفتن وعدم السماح للاثار السلبية الناجمة علي المشاكل العادية ان تتصاعد وتتفاقم..ليس مقبولا ان نواجه مشاكل عويصة كما نتابع الان مشكلة جدو ومن علي شاكلته ونتصنع الضعف والتهاون والتراخي في كل الامور والنواحي تعالوا نركز في التخطيط والاعداد والاستعداد قبل ان نطلب موسما جيدا وطيبا. حماية الحكام ويقول كابتن محمد حسام رئيس لجنة الحكام الرئيسية.. ايا كان المسئول عن الادارة التحكيمية في الموسم القادم فأنا اتمني أن يتمتع الحكام بمستويات فنية وبدنية وذهنية طيبة وان يعاد اليهم الثقة التي نالوا منها والمستحقات المتأخرة والمسلوبة.، ولابد ان يؤكد الاتحاد ثقته واطمئنانه في الحكام والمسئولين عنهم.. ولابد ان يبعدوا اي محاولات للتدخل من المغرضين والمتربحين من ادارة الامور لصالحهم واغراضهم الشخصية.. وهنا لابد ايضا ان نطالب اللاعبين بالالتزام والمدربين بالانضباط وقلة الاعتراض والاعلام بالتوعية والترشيد.. اما الجماهير وهي الحلقة العالية والاصيلة في المنظومة الكروية فعليها الا تنساق للعواطف والا تنجر وراء الاستثارة وتقدر الظروف والصعوبات التي تواجه الحكام.. المباراة لايمكن ان يفوز بها الطرفان.. ولابد من فائز واخر خاسر.. ومالم يكن لدينا ثقافة الهزيمة فليس لنا قدرة علي ضبط انفعالاتنا..اما الاعلام فعليه واجب خطير وكبير في الترشيد والتوعية والتهيئة.