سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس مبارك في مداخلة أمام قمة كمبالا حول أوضاع السلم والأمن في أفريقيا نأمل ان يكون اعلان 0102 عاما للسلم والأمن في القارة وتعزيز ثقافة السلام وانهاء النزاعات الأفريقية
أعرب الرئيس حسني مبارك أن يكون اعلان عام 0102 عاما للسلم والأمن في القارة الافريقية، وتعزيز ثقافة السلام بين شعوبها، واعطاء دفعة جديدة للجهود المبذولة لانهاء النزاعات الافريقية.. جاء ذلك في مداخلة الرئيس مبارك أمام قمة كمبالا حول أوضاع السلم والأمن في افريقيا والقاها نيابة عنه الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء أمس، واستعرض الرئيس مبارك رؤية مصر لبعض بؤر النزاع المطروحة للمناقشة أمام القمة وتضمنت الرؤية المصرية الأوضاع بالسودان ودارفور والصومال والبحيرات العظمي. وفيما يلي نص مداخلة الرئيس حسني مبارك: السيد الرئيس .. الإخوة والأخوات ملوك ورؤساء الدول والحكومات.. تأمل مصر أن يكون إعلان عام 2010 عاما لسلم والأمن في القارة الأفريقية.. مناسبة يجري توظيفها من أجل تعزيز ثقافة السلام بين شعوبنا.. وإعطاء دفعة جديدة للجهود المبذولة لإنهاء النزاعات الأفريقية.. والبناء علي ما أحرزناه خلال السنوات الماضية.. ويهمني في هذا السياق أن استعرض رؤية مصر لبعض بؤر النزاع المطروحة للمناقشة في هذه القمة : أبدأ بالسودان وتعلمون مدي حرص مصر علي أمن واستقرار هذا البلد الشقيق.. انطلاقا من حقائق التاريخ والجغرافيا.. فالسودان يواجه لحظة الحقيقة في تاريخه الحديث.. مع اقتراب الاستفتاء حول حق تقرير المصير في الجنوب شهر يناير المقبل. ونحن في مصر نعمل جاهدين لتقريب المواقف بين شريكي الحكم في السودان.. ونسعي بإخلاص لتجاوز أية خلافات فيما بينهما.. للتوصل إلي رؤية مشتركة تجعل خيار الوحدة خيارا جاذبا بما يضمن للجنوبيين حقوقهم.. ويحفظ للسودان وحدته.. كما ندعو إلي تضافر الجهود الدولية والأفريقية لتقريب وجهات النظر.. ومحاصرة المواجهات القبلية الي تهدد أمن واستقرار الجنوب. وفيما يتصل بدارفور .. فإن مصر ترحب بالتطورات الإيجابية التي شهدتها الفترة الأخيرة.. والمصالحة بين السودان وتشاد.. والترتيبات الأمنية التي تم التوصل إليها علي الحدود فيما بينهما. تؤكد مصر ضرورة الإسراع بالتوصل لتسوية سياسية واتفاق شامل للسلام في دارفور، كما تؤكد أهمية التنمية كمدخل للسلام والاستقرار.. ومن هنا جاءت استضافتها للمؤتمر الدولي للمانحين لإعادة إعمار وتنمية دارفور شهر مارس الماضي.. حيث بلغت تعهدات المانحين المعلن عنها خلال المؤتمر مبلغ 841 مليون دولار أمريكي من المساعدات الإنسانية والتنموية. إننا ندعم في مصر جهود الفريق رفيع المستوي للاتحاد الأفريقي حول دارفور برئاسة الرئيس مبيكي.. ولكننا نلاحظ تعدد جهود الوساطة دون تنسيق كاف.. ودون أفق زمني واضح للتفاوض.. ونري أن الوقت قد حان لدور أفريقي نشط للتوصل لاتفاق للسلام في دارفور.. دور فاعل.. يبني علي الإمكانيات المتاحة والميزات النسبية لدول الجوار السوداني.. في إطار جهد شامل وإطار زمني محدد تحت مظلة الاتحاد الأفريقي. لقد شاركت مصر في جهود حفظ السلام في دارفور منذ البداية.. كما أسهمت بمشاركة واسعة عند انتقال ولاية حفظ السلام بدارفور إلي الأممالمتحدة.. ونحن نسهم حاليا في »العملية الهجين« للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور.. بكتيبتي مشاة ميكانيكي.. وثلاث وحدات للاشارة والمهندسين والنقل بجانب وحدة من رجال الشرطة. وبالنسبة للوضع في الصومال.. فإن مصر تولي اهتماما خاصا بتحقيق الاستقرار.. وإنهاء الحرب الأهلية وإعادة بناء الدولة الصومالية الموحدة.. وإنني أؤكد دعم مصر الكامل للحكومة الاتحادية الانتقالية برئاسة شيخ شريف شيخ أحمد الذي استقبلته في مصر منذ أيام قليلة، كما أؤكد أهمية إطلاق عملية سياسية شاملة تضم كافة الأطراف الصومالية مع قيام الأممالمتحدة بلعب دور أكبر في الصومال لتقديم الدعم اللازم لقوات بعثة الاتحاد الأفريقي.. ونحن في مصر حريصون علي تنسيق تحركنا في الشأن الصومالي مع الشركاء الدوليين.. إدراكا للابعاد الدولية للمشكلة الصومالية. وإذا انتقلنا إلي الأوضاع في البحيرات العظمي.. فإن مصر تحرص دائما علي استقرار الأوضاع بدولها الشقيقة.. ونحن نرحب باتفاقات »جوما« مارس العام الماضي، وبالتحسن المطرد للأحوال الأمنية بعد التفاهمات المثمرة بين رواندا والكونغو الديمقراطي.. ولقد حرصت مصر علي أن تصبح عضوا متبنيا في المؤتمر الدولي للبحيرات العظمي.. للعمل مع الشركاء الدوليين والاتحاد الأوروبي لتحقيق التنمية في هذه المنطقة المهمة.. إيمانا بالترابط الوثيق بين التنمية وتحقيق السلم والأمن.. فضلا عما توليه مصر من أهمية خاصة لتعزيز التعاون بين الأشقاء في دول حوض النيل. السيد الرئيس .. الإخوة والأخوات ملوك ورؤساء الدول والحكومات .. إن المسئولية الأولي في التحرك لتسوية النزاعات الأفريقية.. إنما تتحملها بالدرجة الأولي أطراف النزاعات الأفريقية.. ونحن ندعوهم إلي تجاوز خلافاتهم والتوقف عن استخدام القوة واللجوء إلي الحوار والطرق السلمية.. من أجل التوصل لإنهاء النزاعات القائمة والتي أثبتت التجارب أنها لا تسفر أبدا.. عن منتصر أو مهزوم. إن الاستقرار والأمن هما ركيزتا التنمية.. وبدونهما يصعب تحقيق آمال الشعوب الأفريقية في الغد الأفضل.. ونحن نشترك جميعا في المسئولية أمام شعوبنا والأجيال القادمة.. لتهيئة البيئة المواتية لاستغلال الإمكانات الكامنة في قارتنا.. ولن يتأتي ذلك إلا بتسوية مشكلات ومنازعات القارة.. من أجل تركيز الجهود علي تحقيق آمال شعوبنا وتقدمها. أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته