في عينيه تسكن وداعة مصر.. وفي صوته يسكن شجنها.. وفي أنامله تسكن عبقريتها.. أما في قلبه فتسكن هي وحدها مصر لتحتل حجرات قلبه كلها.. وتشغل مساحات الحب والانتماء والعطاء فيه ولايزاحمها إلا حبه لأبناء مصر وأطفالها ومستقبلها! هو من يحمل بين ضلوعه معني المواطنة، ويجري في شرايينه تعريفها، ويسري في تيارات دمه معناها، وينساب مع أنفاسه إيمانه بها..وهو الذي لم يتوقف أمام سؤال سخيف لامعني له في قاموس الوطن ولامبرر له في خانة الوطنية، ولاضرورة له في شهادة الميلاد.. هو الذي لم يتساءل لماذا أو متي ينبغي عليه أن يعطي أو يمتنع.. أو أن يقترب أو يبتعد.. أو يرحل بلا عودة أم يعود بلا رحيل..وهو الذي لم يسأل نفسه هل هو مصري مسلم أم مصري مسيحي، ولم يسأل نفسه هل اضطهدني أحد لم يضطهدني!. لماذا ؟ لأنه هو أكبر من ذلك بكثير.. وأعمق من ذلك بكثير.. ولأنه مؤمن انصهر في حلاوة إيمانه، وذاب في عشق وطنه، وتجاوز عن أخطاء بعض مواطنيه، وتسامح بفعل مصداقية حبه، وأعطي بروعة حنانه، لذلك عندما تحدث استرسلت كلماته منسابة برقة كمياه النيل تحمل تواضع كل العلماء ومحبة كل الآباء، وسماحة كل الأديان،ورسالة كل الأنبياء! هو د. مجدي يعقوب، البروفيسور العالمي، وأكبر جراحي القلب في العالم ، امنحوه ماشئتم من الألقاب أما انا فاسمحوا لي أن ألقبه فقط بالإنسان المصري الأصيل، وأحد أبناء مصر الذين يحملون جيناتها الأصلية والأصيلة، والذين لم تتلوث أنفاسهم ومشاعرهم بأعراض الغضب أو بكراهية الوطن أو انسحابية أعراض المواطنة من دمائهم! تحدث المصري كريم العنصرين د. مجدي يعقوب ومن قلب مدينة أسوان ومن داخل مركزه الذي أنشأه بجهوده الذاتية لعلاج قلوب أطفال مصر الذين يعشقهم ولايمل من البحث عن مستقبل صحي آمن لهم .. مستقبل لايعرف وجع القلوب.. تحدث عبر الفضائية المصرية وتقريرها الرائع عنه، تحدث وهو منشغل عن الحديث ذاته بالتركيز في استثمار الوقت لصالح إجراء المزيد من العمليات الناجحة للصغار، وفي تدريب فريق شباب الأطباء المصريين الواعدين، وفي حمل الخبرات الأجنبية المتميزة علي العمل معه بحب وبدون مقابل في شفاء الحالات الصعبة وبعث لنا كبارا وصغارا نصائح للحفاظ علي قلوبنا نحن أبناء وطنه، مؤكدا علي ضرورة خلق النظرة الرفيعة لمهنة التمريض، وعلي الأخذ بيد الممرضة المصرية كي تتقن المهنة واللغات الأجنبية والبحث العلمي، اضافة لاهتمامه البالغ بمتابعة تطوير واستكمال المركز ليتحول من مكان لعلاج الصغار فقط ليصير مركزا لعلاج الكبار أيضا ونواة للبحث العلمي المصري،ولم ينس رغم زحمة انشغاله الطوعي والتطوعي مع كل مايقوم به هو وأقرانه من جهد كبير، لم ينس أن يربت بنفسه بحنان علي كتف كل أم أو أب لطفل مريض ويطمئنهم بقرب لحظة الشفاء.. ما أروعه ! مسك الكلام.. سألوا د. مجدي يعقوب عما في قلبه ؟ قال بدفء وحنان شغوف.. مصر.