ماذا يحدث عندما يصل عمرك الي 51 سنة وتكتشف انك ميت في الأوراق الرسمية.. الصدمة يمكن ان تصيبك بالشلل.. والقضاء هو الملاذ الأخير لاثبات انك علي قيد الحياة. دعوي غريبة شهدتها محكمة الاسرة بروض الفرج.. أقامها والد تلميذ بالاعدادي عمره 51 سنة فقط.. يطلب فيها إلغاء شهادة الوفاة الصادرة باسم ابنه لأنه علي »قيد الحياة« الابن توجه الي مصلحة الاحوال المدنية لاستخراج بطاقة الرقم القومي بعد حصوله علي الشهادة الاعدادية ولكنه فوجيء بأنه ميت في الاوراق الرسمية.. وان شهادة الوفاة تم استخراجها عام 5991 بعد ولادته بشهور..امام هيئة المحكمة برئاسة المستشار علاء فتح الباب بعضوية رئيس المحكمة معتصم ابو شادي وسمير سكر وقف الاب يروي مأساة ابنه.. قال انه عند ولادة ابنه قبل 51 سنة في بلدتهم بالصعيد حدثت خلافات شديدة علي قطعة ارض بينه وبين بعض اقاربه وصلت الي حد تبادل اطلاق النار. والشخص الذي ابلغ الاحوال المدنية بوفاة ابنه بعد 3 شهور من ولادته هو احد اقاربه الاطراف في المشكلة. واضاف الأب انه لم يكتشف ما فعله قريبه وبعد مرور شهر علي المشكلة تم حلها وتسوية النزاع وبعدها انتقل الاب مع طفله واسرته للعمل والاقامة بالقاهرة ونسي المشكلة والتحق ابنه بالمدارس وتفوق في دراسته.. حتي حصل علي المركز الاول علي المدرسة بالحلمية الاعدادية وبعدها بدأت مأساة استخراج البطاقة..وفي الجلسة الثانية للدعوي حضر قريب التلميذ والذي استخرج له شهادة الوفاة واقر امام المحكمة بأنه اقدم علي فعلته الخاطئة للانتقام من والد الطفل وانه اخطأ لانه استخرج شهادة وفاة لشخص علي قيد الحياة..المحكمة بعد سماع الشهود ودراسة ملف الدعوي والعودة للقانون اصدرت حكمها في الدعوي.. قضت بعدم اختصاصها ولائيا بنظر دعوي الغاء شهادة الوفاة.. وطالبت مصلحة الاحوال المدنية بتطبيق صحيح القانون والغاء قيد الوفاة حرصا علي مستقبل هذا الطالب.. فهو حي ولا يجوز ان يظل ميتا في الاوراق الرسمية.