جريمة مروعة بكل المقاييس تلك التي شهدها اتوبيس المقاولون العرب بأبو النمرس الذي حوله سائقه الي نعش متحرك يحمل الجثث والمصابين من زملائه حتي الذين لم يصبهم سوء عاشوا لحظات الموت ورصاصات الغدر تنهمر من بين ايديهم ومن خلفهم ومن فوق رءوسهم وأسفل أرجلهم ..ومثل كل الناس انتابني الفزع والهلع من هذه الجريمة التي شغلت الرأي العام لا يختلف اثنان علي تزايد موجات العنف في الشارع المصري والجريمة تفتح ملف ثقافة العنف المتزايد.. مذابح اسرية يندي لها جبين البشرية جعلت الاب يقتل أبناءه والابن يقتل ابويه واشقاءه والام تتخلص من فلذات اكبادها دون ان يتحرك قلبها الساكن بين ضلوعها ..المجرمون اصبحوا اكثر شراسة من ذي قبل..تلاشت لغة الحوار والتراحم والمودة بين البشر وحلت محلها لغة الشتائم والسلاح والبلطجة. يجب ألا ننسي أن أول جريمة قتل عرفتها البشرية كانت جريمة أسرية عندما قتل قابيل شقيقه هابيل.. لكن أحفاد قابيل يتناسلون منذ الأزل ولا يتعظون.. فالإنسان أشرس من الذئب الأبكم إذا تمكنت منه لحظة الغضب وفقد زمام نفسه، فالذئب إذا تقابل مع ذئب آخر واستسلم له وطأطأ له عنقه فإنه ينهي المعركة ولا يقتله جريا علي سنة الذئاب وشريعة الغاب.. ولكننا الآن نقرأ عن طفل صغير يتلقي 05 طعنة قاتلة من ابن العم.. ورأس وأعضاء تفصل عن الجسد كالدجاج المخلي.. جرائم يشيب لها الولدان يأتي الخطر فيها من مكمن الأمان من حضن الأم الدافيء أو يد الأب الحانية.. في أحضان الحبايب شوك وطعنات وغدر ومس من الجنون، ولكن إذا تجرعنا حزننا وبقليل من التأني سنتذكر أن القريب دائما أعلم بالمضرة وأقدر علي توجيه الضربة القاتلة إذا انحرف عن طبيعته ويهوذا كان من أقرب الأقربين للسيد المسيح، لكنه هو الذي وشي به. وسلمه لليهود عن طريق »قبلة يهوذا«.. وصديق يوليوس قيصر بروتوس هو الذي أجهز عليه بالطعنة القاتلة ودخل التاريخ بالعبارة الشهيرة حتي أنت يا بروتوس.. وحين يصبح الاستثناء هو القاعدة فالويل لنا جميعا.. إذا لم نتحرك لمواجهة هذا الإعصار المسمي بالعنف.. انني اتخيل ضحايا مذبحة اتوبيس المقاولون العرب وكل منهم يصرخ من هول الصدمة »لا يا من كنت زميلي«.