صدر تقرير التنمية البشرية 0102 والذي تقوم بإعداده الأممالمتحدة ومعهد التخطيط القومي وساهم في مولده مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في تسعينيات هذا القرن واشرفت عليه الاستاذة الدكتورة هبة حندوسة. صدر تقرير هذا العام عن الشباب وهم الاشخاص بين 81 و92 عاما، والذين يصل عددهم الي 02 مليون في مصر هم ربع السكان وهم في العالم اكثر من 2.1 مليار انسان.. تحديات الشباب المصري هي تحديات أمه وتشمل الزواج وتأخر بدء الحياة المستقلة لهم، والتعليم، والفقر، والبطالة، والتدريب، والنوع، وبناء الاسرة، والاسكان، والنقل، والمشاركة والصحة ورفاهية الشباب... وكان لتقرير التنمية البشرية هذا العام تسع رسائل حول هذه التحديات وتحديدا الرسالة الاولي هي التغلب علي فشل نظام التعليم، والرسالة الثانية هي كسر دائرة الفقر، والثالثة خلق وظائف، والرابعة التركيز علي الثقافة، والخامسة القضاء علي التمييز ضد المرأة، والسادسة رفاهية الشباب، والسابعة هي ممارسة السلطة (الحوكمة) والثامنة هي الهجرة، والتاسعة هي التغلب علي مشكلة رخص الاراضي!!!... ومع اندهاشي لعدم تناول الرسائل لتحديات اخري افردها نفس التقرير مثل الصحة، الاسكان، النقل واغفاله لقضايا هامة حاكمة مثل البيئة والمناخ والطاقة والمياه والصحة والادمان والتكنولوجيا وتأثيرها علي جيل ومنهج التعامل مع الشباب كمنتج وليس كمستهلك.. وكقائد وليس كتابع،... فإن التقرير يلقي الضوء علي موضوعات هامة منها اهمية وجود خطة للشباب بل انه يعرض مقترحا للمناقشة والتطوير من المجلس القومي للشباب، وثانيا يطرح التقرير موضوع مشاركة الشباب وحرية تعبيرهم عن انفسهم بمنطق »دعونا نتكلم«، وثالثا يستعرض التقرير حال الشباب بين الضياع والريادة... ومن الخطأ ان نتصور ان الشباب كله سعيد ومن الخطأ ايضا التعميم بأن الشباب كله تعيس... والارقام تثير القلق واخطرها علي وجه المثال عن الفقر حيث ان نسبة الفقراء والحرمان في شباب مصر هي 1.33٪ (واحد من كل ثلاثة شباب فقير) وان نسبة الفقر المدقع في الشباب هي 5.9٪ (واحد من كل عشرة) وان اهم الاسباب المولدة للفقر هو الامية التي تزيد علي 03٪ وسوء التعليم في كل المراحل كما اشار التقرير بقوة... وثاني الامثلة يتعلق بأين نحن ايضا هو ما اشار له التقرير »بأن بعض الاهداف الانمائية للالفية لم تتحقق«، وكانت مصر قد وقعت مع 741 دولة علي ذلك ولم يبق إلا خمس سنوات علي تحقيقها وعدم تحقيق اهدافه الالفية يعكس عدم الارتقاء بالتحسن الواجب للمجتمع الافقر والاكثر احتياجا ومنهم الشباب... وفي غاية الاهمية تأثير تحقيق (او عدم تحقيق) اهداف الالفية علي الشباب... ويشير التقرير الي التحولات في حياة الشباب والي القلق المتزايد الذي يعيشونه، كما يتعرض لقضية التدخين فهل تعلم ان اعلي معدل استهلاك للتبغ في العالم هو في مصر؟ وان نسبة الشباب المدخن يصل الي 33٪... ولم يشر التقرير الي نسبة الادمان وهي من القضايا الخطيرة. ولم يشر ايضا الي التحولات الي العالم الرقمي والانترنت بايجابياتها وسلبياتها العديدة، والي المد الديني والتطرف، والي قضايا الانفصام عن المجتمع والانتماء ورؤية الشباب الي الشفافية والعدل والتكافؤ وقيم السلام والأمل في الغد والقدوة والتأثير السلبي للاعلام والإدارة الرشيدة... في نظري التقرير بداية محاولة وليست نهاية طريق نحو مستقبل وطن... شباب الوطن هم أساسه... لبنائه او لضياغه... قراءة مؤشرات الرفاهة تعكس قلقا وخطرا من جهة... وتعكس فرصة للتغيير والتقدم من جهة أجري... فهل من يقرأ ويحلل لكل المؤشرات... الرفاهة تبني وتصنع... بفكر وعطاء... وللحديث بقية. [email protected]