أقام السلطان مأدبة عشاء في قصره دعا إليها المقربين اليه ومنهم جحا لأن السلطان كان معجباً بنوادره وفلسفته في الحياة.. جلس الجميع الي المائدة والسلطان علي رأسها وجلس جحا علي المقعد القريب من السلطان. وبدأ الخدم في وضع الطعام والفاكهة امام الحضور ثم جاءوا بخروف مشوي ووضعوه امام السلطان.. بدأ الجميع في تناول الطعام الذي امامهم الا ان يسترق النظر الي الخروف خاصة بعد اكتشافه انه محشو بالمكسرات.. جمع جحا شجاعته ومد يده إلي خروف السلطان وأخذ منه قطعة لحم كبيرة أخذ يلتهمها وهو يتلذذ بطعمها والسلطان يرمق جحا بنظرات خاطفة والحضور في دهشة لتجرؤ جحا وأكله من خروف السلطان!! وبعد انتهاء المأدبة جلس السلطان والحضور يتسامرون.. وهنا قال السلطان لجحا: يا جحا.. لقد هدي الله سبحانه المساجين وعلمت انهم يصلون الفروض كاملة وأنهم في حاجة الي إمام يصلي بهم ويقيم معهم ليرشدهم الي الطريق المستقيم وقد اخترتك انت يا جحا لتقوم بهذه المهمة لتنال هذا الثواب العظيم.. فما رأيك؟ وهنا قال جحا في نفسه: إن السلطان يريد ان يضعني في السجن لأنني أكلت من خروفه.. وهنا قال السلطان: ما رأيك يا جحا؟ رد جحا: أرجو يا مولاي ترشيح غيري للقيام بهذه المهمة لينال ثوابها.. أما أنا فتكون إمرأتي طالقا بالثلاثة إذا تناولت طعاماً بعد الآن في هذا القصر.. وهنا ضحك السلطان كثيراً والحضور وعفا السلطان عن جحا.