نظام صدام حسين. وفتحت اكثر من عشرة آلاف مركز اقتراع ابوابها في تمام الساعة السابعة صباحاً امام نحو 91 مليون ناخب سيختارون 523 نائباً وسط قلق امني ترجم سقوط عشرات القتلي والجرحي في انفجارات تخللت عملية التصويت. ويتنافس في الانتخابات اكثر من ستة آلاف مرشح لكن المنافسة الاقوي تتركز بين ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي وقائمة »العراقية« بزعامة اياد علاوي والائتلاف الوطني العراقي الذي يضم تيار الصدر والمجلس الأعلي الاسلامي وفي كردستان العراق يتحالف الحزبان المسيطران هناك في وجه قائمة التغيير بزعامة نوشيروان مصطفي. وجرت عمليات الاقتراع وسط إجراءات أمنية مشددة شملت نشر أكثر من نصف مليون عنصر من الجيش والشرطة وحظرا لحركة السيارات واغلاقاً للمنافذ البرية والبحرية والجوية يستمر حتي مساء اليوم الاثنين. واحيطت الطرق المؤدية إلي المراكز الانتخابية بأسلاك شائكة في خطوط أمنية. وأدلي القادة العراقيون أمس بأصواتهم مشددين علي »تاريخية الانتخابات«. وكان الرئيس العراقي جلال الطالباني في مقدمتهم حيث أدلي بصوته في مركز الاقتراع الرئيسي بمحافظة السليمانية مسقط رأسه مؤكداً أهمية الانتخابات باعتبارها اختباراً حقيقياً للديمقراطية في بلاده. ويشكل ظهور الطالباني كأول الاشخاص الذين يدلون بأصواتهم حافزاً للعراقيين للتوجه إلي مراكز الاقتراع التي كان من المقرر اغلاقها في الرابعة عصراً. وقال الطالباني ان الكيانات السياسية طالبته بالبقاء في منصبه. وقلل الطالباني الذي وصل إلي مركز الاقتراع مرتدياً بدلة رسمية وهو يسير بمساعدة عصا يتكيء عليها عادة ومحاطاً بأعداد كبيرة من انصاره وعناصر الامن من أهمية قائمة التغيير وهي المنافس الأبرز للاتحاد الوطني الكردستاني قائلاً أن الكيانات الصغيرة مثل التغيير لا تستطيع التأثير علي المستقبل. ومن جانبه توقع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان تشهد الخارطة السياسية تغييراً بعد الانتخابات النيابية معرباً عن أمله في ان يتوجه الناخبون لمراكز الاقتراع بشكل حاشد رغم التهديدات التي اطلقها تنظيم القاعدة أمس الأول. ودعا المالكي المرشحين إلي قبول نتائج الانتخابات مشيراً الي ان من يقع عليه ظلم ينبغي عليه التوجه الي مفوضية الانتخابات. واعتبر اياد السامرائي رئيس مجلس النواب العراقي ان التجربة الانتخابية ستقطع اي مجال للتردد للدول العربية والعالمية في فتح آفاق التعاون مع العراق مضيفاً ان كثيراً من الدول وقفت موقف المتفرج ازاء قضايا العراق. وفي اربيل، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اثناء ادلائه بصوته ان العراق »واحة في صحراء من الشمولية والدكتاتورية في المنطقة«. واضاف ان انعكاسات هذه الانتخابات لن تكون علي العراق فقط وإنما علي المنطقة بأكملها. وتوقع زيباري المرشح عن التحالف الكردستاني مشاركة واسعة من قبل الجميع في الانتخابات مشيراً الي انه يوم تاريخي واصفاً الانتخابات بأنها مهمة ومصيرية لمستقبل بلده. وحول شكل الحكومة المقبلة، اوضح زيباري انها ستكون ائتلافية علي اساس التوافق الوطني حيث ان الاحداث والتجارب اثبتت عدم قدرة أي جهة أو طائفة علي ان تحكم بنفسها فقط. واستبعد زيباري فوزي اي قائمة بأغلبية مطلقة أو نسبية أو بسيطة. وفي بغداد كان النائب مثال الألوسي من اوائل الاشخاص الذين ادلوا بأصواتهم مؤكداً ان هذه الانتخابات ستكون تاريخية. وادلي زعيم المجلس الاسلامي الأعلي السيد عمار الحكيم بصوته متوقعاً ان تكون المشاركة واسعة داعياً المواطنين الي المشاركة الفاعلة واختيار اي شخص يرونه مناسباً وجدد الحكيم مخاوفه من الخروقات والتزوير داعياً المفوضية الي سماع الشكوي ومعالجتها بأسرع وقت واصفاً يوم الانتخابات بيوم الملحمة والنخوة واعرب عن امله في ان يتحول هذا اليوم الي »ثورة بنفسجية« في اشارة الي لون الحبر الفوسفوري فيما يبدو كما ادلي نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بصوته في الانتخابات معرباً عن تفاؤله ازاء سير العملية الانتخابية. وقال الهاشمي ان الهجمات الارهابية ربما تعوق مؤقتاً سير العملية الانتخابية واعرب عن امله في ان تشهد صناديق الاقتراع حضوراً لم يسبق له مثيل. وقبل ساعات من بدء الاقتراع، اظهر استطلاع اجراه مركز العراق للدراسات الاستراتيجية ان نسبة المشاركة المتوقعة في الانتخابات بلغت 06٪ مضيفاً ان قائمة »العراقية« ستأتي في المركز الأول يليها الائتلاف الوطني ثم ائتلاف دولة القانون ثم التحالف الكردستاني. وشكك عدد من المشمولين بإجراءات هيئة المساءلة والعدالة الذين استبعدوا من المشاركة في العملية الانتخابية بنزاهتها وشرعيتها فيما قلل قيادي في حزب الدعوة الاسلامية من أهمية ذلك. ومن جهة اخري تواصلت امس عمليات تصويت الجاليات العراقية المقيمة في الخارج.