صبت قوات الرئيس السوري بشار الأسد نيرانها باستخدام المدفعية الثقيلة والصواريخ على مدينة حمص، فيما حاولت الفرقة الرابعة المدرعة بقيادة ماهر الأسد اقتحام حي بابا عمرو المحاصر منذ 25 يوما. واندلع قتال عنيف بين القوات المهاجمة و"الجيش السوري الحر"، الذي استطاع صد الهجوم القائم على أربعة محاور حتى وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء. وذكر ناشطون سوريون أن القوات السورية تشن هجوما بريا عنيفا على حي "بابا عمرو" بحمص، مع الاستعانة بالآليات الثقيلة والصواريخ والمدفعية، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط". وأضافوا أن معارك عنيفة تدور في السوق القديمة بمحيط حي "بابا عمرو" تشارك فيها مروحيات الجيش النظامي، مؤكدين أن "الجيش السوري الحر" المعارض يحكم سيطرته على الحي. وقالت مصادر قيادية في "الجيش السوري الحر": إن "عناصره لا تزال تتصدى لقوات الأسد التي لم تتمكن من دخول سوى أطراف للحي". وأفادت أنباء واردة في وقت متأخر أمس باستعانة الجيش السوري بالدبابات في اقتحام حي بابا عمرو، ولكن انقطاع الاتصالات لم يسمح بمتابعة الأوضاع ميدانيا. وأوضح الناشط محمد الحمصي أن الجيش السوري يحاول إدخال مشاته من خلال ساحة الباسل لكرة القدم، لافتا إلى أن هناك مواجهات شرسة بالبنادق الآلية والمدفعية الثقيلة. وأضاف أن الجيش قصف ليل أول من أمس المنطقة بضراوة قبل أن يبدأ هجومه البري. وقد أكد هذه المعلومات أيضا الناشط عمر الحمصي قائلاً: إن قوات ماهر الأسد (شقيق الرئيس بشار وقائد الفرقة الرابعة في الجيش السوري) تحتشد على مداخل بابا عمرو والخالدية استعدادا لاقتحامها، فيما تحاول كتيبة الفاروق التابعة ل"الجيش السوري الحر" صد الهجوم. وقال ناشطون إن الكثير من نقاط التفتيش التابعة للجيش التي كانت مقامة على مداخل الحيين أزيلت الليلة الماضية، ما يعني أنها نقلت إلى أماكن أخرى. وفي هذا السياق، بثت وسائل إعلام موالية للنظام معلومات أكدها مصدر أمني سوري لوكالة الصحافة الفرنسية عن أن "منطقة بابا عمرو باتت تحت السيطرة، وقام الجيش بعملية تطهير للحي، بناء تلو البناء، ومنزلا تلو المنزل.. ويقوم الجنود بتفتيش كل الأقبية والأنفاق بحثا عن الأسلحة والإرهابيين"، مضيفا أنه "ما زال هناك بعض البؤر التي يجب تقليصها". في المقابل، نفى هادي عبد الله، عضو الهيئة العامة للثورة السورية، دخول أي جندي سوري إلى حي بابا عمرو، كاشفا عن أن قوات النظام كشفت الثلاثاء طريق إمداد سريا كان يتم عبره إدخال المواد الطبية والغذائية ويربط بابا عمرو بالخارج، وعمدت إلى تفجيره بالديناميت.