قال شهود ودبلوماسي لرويترز إن قتالا اندلع بين جناحين في القوات المسلحة لغينيا بيساو في وقت مبكر من صباح اليوم الإثنين في العاصمة مما اضطر رئيس الوزراء للجوء إلى سفارة اجنبية. ومع حلول العصر خفت حدة القتال الا ان الوضع ظل متوترا فيما رابط جنود الجيش عند حواجز الطرق في عدة مواقع رئيسية بالعاصمة. وقال رئيس اركان الجيش في مؤتمر صحفي إن الجيش وحكومة رئيس الوزراء كارلوس جوميز جونيور يسيطران على مجريات الامور في البلاد. وقال رئيس الاركان الجنرال انتونيو اندجاي في مؤتمر صحفي حضره وزير الدفاع باسيرو ديا ووزير الداخلية فرناندو جوميز "حاولت مجموعة من قوات الجيش زعزعة حالة السلام التي تسود في البلاد وبالأحرى قلب النظام." وامتنع اندجاي عن الادلاء بتفاصيل وأضاف إنه سيكشف النقاب عن المزيد عما قريب. ويتعافى الرئيس مالام سانها من جراحة في باريس. وأثار مرضه وسفره في نهاية نوفمبر تشرين الثاني إلى فرنسا قلقا ازاء احتمال سيطرة الجيش على السلطة في البلاد التي عانت من انقلابات واغتيالات سياسية متكررة. وفي وقت سابق قال مقيمون إنه أمكن سمع دوي اطلاق نيران اسلحة آلية وقذائف صاروخية في مقر الجيش فيما سمعت اصوات متقطعة لاطلاق النار في عدة اماكن في ارجاء العاصمة. وقال دبلوماسي لرويترز إن القتال أجبر رئيس وزراء البلاد كارلوس جوميز جونيور على اللجوء مؤقتا لسفارة اجنبية. وذكر مصدر امني في غينيا بيساو طلب عدم نشر اسمه ان القتال نشب إثر اعتقال رئيس اركان الجيش بناء على اوامر من قائد البحرية ولكن قواته اطلقت سراحه فيما بعد. ونفى الاميرال البحري امريكو بوبو نا تشوتو قائد البحرية معرفته بصدور امر بالقاء القبض على رئيس الاركان. وقال تشوتو للصحفيين "منذ اسبوع اقضي الليل في منزلي وليس في الثكنات. ابلغت بالوضع ليس لدي اي فكرة عما يجرى." وفي وقت لاحق قال مصدر أمني آخر طلب عدم نشر اسمه إن شخصا لاقى حتفه خلال القتال وأصيب كثيرون فيما تم اعتقال 30 شخصا على الاقل. واضاف ان تشوتو وجنرالين آخرين كانوا من بين المعتقلين الا ان سلطات بيساو امتنعت خلال مؤتمر صحفي عن الرد على أسئلة عن المعتقلين والاصابات. ولاتزال الاوضاع هشة في هذه المستعمرة البرتغالية السابقة الواقعة على الساحل الغربي للقارة الافريقية بعد سنوات من الاضطرابات التي اججتها محاولات الجيش للتدخل في ميادين السياسة.