ذكر موقع "ديلي بيست"، أن منظومة داعش الدعائية والإعلامية من أبرز نقاط قوة التنظيم لنشر أفكاره والترويج لانتصاراته، ولهذا يحرص على حماية هذه المنظومة وتأمينها بشبكة من الخبراء والتقنيين، للصمود أمام ضربات التحالف. وقال خلال تقرير له: "لا تنفك وسائل الإعلام الغربية تتحدث عن التفوق الإعلامي للتنظيم الإرهابي "داعش"، وعن استخدامه لأفضل التقنيات الإعلامية، وامتلاكه لخبراء على درجة عالية من المهنية والمهارة، في التعامل مع وسائل الإعلام الحديثة وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، المنبر الرئيسي الذي يتوجهون من خلاله إلى الشباب لممارسة تأثيرهم عليهم، وأدلجتهم بالفكر المتطرف". وأضاف إن الضربات الجويّة التي قادها التحالف الدولي ضدّه لم تؤثر على قدرة التنظيم الدعائية التي تتجلى من خلال نشاط كبير على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت، مُشددًا على أنّ التنظيم يربح الحرب الإعلاميّة الموجهة ضد الغرب على الإنترنت. وتابع: "مع انتشار أشرطة فيديو (داعش) على الإنترنت، فإنّ مزاعم الغرب بأنّ قدرات التنظيم الدعائية قد جرى إضعافها من خلال إغلاق عناوين على تويتر ويوتيوب غير صحيحة، وتبدو غائبة عن الواقع. فلم تترك الجهود لمنع داعش وغيره من الجماعات من نشر موادهم الدعائية أثرًا، إذ لا يزال هناك حضور مستمر ومتماسك يعكس أيديولوجيا للدعاية الجهاديّة على الإنترنت". وأشار إلى أنه إذا رغب الغرب والدول العربيّة المتحالفة معه في إضعاف إعلام (داعش) وانتشاره، فيجب عليهم البحث عن مدخل آخر يذهب أبعد من إغلاق حسابات (تويتر) وسحب مواد من (يوتيوب). وتناول تقرير الموقع طبيعة الحرب الإعلامية على الإنترنت، حيث قال إنّ الجماعات الجهادية كانت قادرة على الاحتفاظ بحضور ملحوظ على الإنترنت من خلال مشاركة موادها عبر شبكة واسعة من إعلام المجاهدين، والذي يعتبر واحدًا من ملامح حرب الإنترنت منذ ظهور هذا المفهوم. وتحدث التقرير عن أنّ المزود المتحرك، يبدو وكأنّه قد تقوض، لكنه قام في الحقيقة بإعادة تشكيل نفسه، فصور ذبح جيمس فولي التي نشرت على (تويتر) وتمّ حجبها لا تزال متوفرة، نظرًا لقدرة المزود الذي يستخدمه (داعش) على إعادة تشكيل نفسه. ورأى التقرير أنّ قدرة الجماعات الجهادية تتقلص عندما يتم حجب حسابات أفراد، ويُقلل على الأقل من كفاءتها على التواصل مع أفراد، وهذا مهم لأن محتويات الرسائل الجهادية تحتاج لوقت وانتباه والتزام، خاصة أن تحميل المواد يحتاج لساعات وصبر، نظرًا لاحتوائها على صور وتصميم، وطرح الموقع تساؤلاً: إلى أي مدى يجب التفكير وحجب الأتباع الكسالى من الشبكة؟ فقد يكون هؤلاء أشخاص التزموا بمواد جهادية تحتاج لوقت طويل حتى يتم تحميلها. ففي عمليات مكافحة التطرف والعنف، فإن منع مستخدمي الإنترنت الكسالى أو المهتمين يعني تقليل عدد المستخدمين، لكن هذه الإستراتيجية تحمل مخاطر تجاوز الأشخاص الخطرين والقادرين في النهاية على مواصلة نشر المواد. وتابع الموقع قائلا إنّه حتى لو نجحت إستراتيجية حجب عدد من الحسابات على (تويتر)، فإنّ شبكات الأخبار الدوليّة، والصحف والمواقع الإخباريّة لا تزال تنشر أخبار التنظيم، ويُمكن بسهولة مشاهدة أفلام ترويجية لفيلم (لهيب الحرب) وقد شاهد أكثر من 750.000 زائر المادة الترويجيّة. بالإضافة إلى ذلك، لفت التقرير إلى أنّه لا ينقص إعلام المجاهدين الطرق لإعادة تشكيل نفسه والبحث عن مواقع لنشر مواده. واختتم التقرتر: أن كل هذا يؤكد أن استخدام الهاشتاج والتوزيع السريع للمحتويات العربية وغير العربيّة مضمون للشبكات الدوليّة والمتعاطفين مع الجهاديين، ما يعني أن المواد الجهاديّة متوفرّة وجاهزة للتحميل، خاصة الفيديوهات والخطابات، وبالتالي، فإنّ عملية حجب حسابات أفراد لم تُعق نشر معلومات ودعاية داعش، على حدّ قول مُعّد التقرير في الموقع الأميركي. الفجر