سارعت حكومة المهندس إبراهيم محلب إلى استيراد عقار أمريكي للعلاج من فيروس سي" فيما اعتبرته مصادر محاولة لاحتواء أزمة قرار الجيش بتأجيل بدء العلاج بالجهاز الذي أعلن عنه قبل شهور في 30 يونيو الماضي لستة شهور أخرى بدعوى إجراء فحوصات على الجهاز الذي اخترعه اللواء إبراهيم عبدالعاطي. وعلمت "المصريون"، أن "وزارة الصحة عقدت عدة اجتماعات خلال الأسابيع الماضية للبحث عن طرق للخروج من أزمة جهاز "فيروس سي"، وانتهت تلك الاجتماعات بتوقيع عقد نهائي لتوريد 225 ألف جرعة من عقار "سوفالدي" الأمريكي لعلاج الفيروس، بداية من شهر سبتمبر المقبل، كمرحلة أولى بتكلفة 450 مليون جنيه". وبحسب مصادر في الوزارة، فإن "الخطة تتضمن تقديم العلاج السريع لحوالي 10ملايين مصابين بالفيروس خلال 6أشهر ستعالج عبر العقار الجديد توزع على 20 مركز كبد على مستوى محافظات الجمهورية، كما سيتم عقد اجتماع آخر الأسبوع المقبل، يطلق عليه لجنة المائة ويضم أكثر من 140 متخصصًا في مجال الكبد لمعرفة مقترحاتهم". وقال الدكتور مجدي الصرفي أستاذ الكبد بالمعهد القومي للكبد إن "الوزارة ستبدأ علاج المواطنين بالدواء الجديد فى 8 مراكز تابعة لوزارة الصحة، منها مركزان بالقاهرة ومركز بالإسكندرية ومراكز أخرى بالزقازيق والمنصورة وأسيوط والمنيا وبني سويف". وأوضح أنه "بعد شهرين من بدء العلاج ستدخل 5 مراكز جديدة في منظومة العلاج منهما وثم المرحلة الثالثة والأخيرة ستنضم 5 مراكز لمنظومة العلاج بالعقار الجديد منهما مركزان بالفيوم ودمنهور". وقرر الجيش تأجيل طرح الاستخدام الجماهيري للجهاز الذي أعلن أنه يكتشف ويعالج فيروس الكبد سي والإيدز، لمدة 6 شهور، لحين إجراء تجارب على عينة أوسع من المرضى، بعدما كان قد أعلن عن طرحه في 30 من يونيو الماضي بالمجان داخل مستشفيات المؤسسة العسكرية. وفي فبراير الماضي، أعلن المتحدث باسم الجيش حينها، العقيد أحمد محمد علي، في بيان على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن الهيئة الهندسية بالجيش نجحت في "ابتكار جهاز لعلاج فيروس الكبد سي والإيدز (نقص المناعة)". وآنذاك عرض التلفزيون الرسمي فيديو يتضمن رسما توضيحيا للجهاز، قال لواء عسكري إنه قادر على "قهر الإيدز بنسبة 100%، وقهر فيروس سى بنسبة تزيد عن 98%". بينما شكك خبراء وأطباء في الابتكار، بينهم طارق حجي، المستشار العلمي للرئيس المصري آنذاك، عدلي منصور، حيث وصف الابتكار ب"الفضيحة العلمية لمصر". ويعتبر مرض فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي سي أخطر الأمراض التي تواجه مصر، حيث تحتل المركز الأول على مستوى العالم في انتشار الفيروس، وبلغت نسبة انتشار الفيروس بلغت 22%، بما يعادل 15 مليون مواطن، بحسب إحصائية منظمة الصحة العالمية الأخيرة.