أكد تقرير لجنة تقصى الحقائق المشكلة من المجلس القومى لحقوق الإنسان حول أحداث ماسبيرو التى وقعت 9 أكتوبر الماضى - أكد أن أفراد الشرطة العسكرية المتواجدين أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون لم يستخدموا الذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين الأقباط والمسلمين بل كان رصاص "فشنك" فى الهواء، لافتًا إلى أن بداية إطلاق النار كانت لمدنيين مجهولين ومصادر لم يمكن تحديدها بدقة.. وأشار التقرير الى أن شهود عيان أكدوا أن بداية إطلاق النار كانت من خلال مدنيين اندسوا على المتظاهرين واختلطوا بالمظاهرة بدراجات بخارية (موتسيكلات) فى الاتجاه المعاكس لمبنى ماسبيرو وقاموا بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الشرطة العسكرية؛ الأمر الذى أكده رؤية قناص مسلح على مطلع كوبرى أكتوبر المواجه للمبنى المجاور لفندق رمسيس هيلتون وهو يطلق الرصاص على الشرطة والمتظاهرين وحوله مجموعة تساعده؛ وكذا تعرض المظاهرة لإطلاق الرصاص الحى مرتين أثناء مسيرتها من شبرا إلى ماسبيرو عند نفق شبرا وكوبرى 26 يوليو. وقال التقرير الذى عرضته الدكتورة منى ذوالفقار عضو المجلس رئيس اللجنة فى مؤتمر صحفى الأربعاء بمقر المجلس وبحضور نائب رئيس الجهاز القومى لحقوق الإنسان محمد فايق والذى كشف عن أنه سيتم إرساله للجهات المختصة فضلا عن عرضه دوليا استنادًا إلى أن المجلس معتمد دوليًا فى المجلس الدولى لحقوق الإنسان ولكن ليس تدويل القضية دوليًا. وأوضح التقرير وجود العديد من الشهادات تقول إن أحد المدنيين قام بالاستيلاء على بندقية آلية بها طلقات فشنك وهروبه بخلاف مدنى آخر؛ الشىء الذى يؤكد أن جميع طلقات الشرطة العسكرية "فشنك". كما أوضح التقرير أنه تم رشق بعض المتظاهرين لبعض أفراد الشرطة العسكرية بالحجارة والعصى، كما ذكرت بعض الشهادات الأخرى أن بعض المتظاهرين كانوا يحملون أسلحة بيضاء (السيوف والمطاوى والسكاكين) تم استخدامها ضد أفراد الشرطة العسكرية، لافتين إلى أن المظاهرة فى بدايتها كانت سلمية. وأشار التقرير إلى أن المركبات المدرعة الثلاث بدأت فى التحرك بعد دقائق قليلة من بداية استخدام الشرطة العسكرية للعنف لتفريق المتظاهرين بشكل متلاحق وسريع فى شارع كورنيش النيل؛ حيث بدأت حركة المدرعتين الأولى والثانية بالتحرك بين المتظاهرين بالغة السرعة ودائرية فغيرت خط سيرها من الاتجاه صوب كوبرى أكتوبر إلى الاتجاه المعاكس صوب ماسبيرو وتركت وراءها 12 قتيلا و5 جرحى بإصابات بالغة نتيجة سرعتها الشديدة.. وفى هذا السياق رصد التقرير قيام بعض المتظاهرين بالقفز على إحدى المركبات المدرعة، كما قام آخر بإضرام النار فى المركبة المدرعة التى علقت نتيجة اصطدامها بحائط خرسانى، وقد حاول سائقها الهروب منها إلا أن المتظاهرين أمسكوا به وتم ضربه بعنف فتدخل أحد القساوسة لحمايته، فضلا عن قيام أحد المدنيين بالصعود إلى إحدى ناقلات الجنود التى شاركت فى الدهس وقذف الجندى الموجود بها بحجر ضخم.. كما رصد التقرير تأخر وصول سيارات الإسعاف فى إخلاء الجثامين والمصابين نتيجة الدهس من مكان الأحداث؛ حيث اضطر المتظاهرون الى نقل الجثامين التى تم دهسها لمداخل البنايات المقابلة للكورنيش فى ظل حالة من الذهول الشديد إثر بشاعة المشهد. وطالبت د. منى ذوالفقار بضرورة معاملة ضحايا ماسبيرو بشهداء 25 يناير من حيث تقديم المعاشات والتعويضات، وقالت إن عدد الضحايا بلغ 28 ضحية بزيادة 3 ضحايا وإن عدد ضحايا القوات المسلحة بلغ 3 ضحايا، وأوضحت أن 12 متظاهرا قتلوا بالدهس.. وطالبت القوات المسلحة بالكشف عن الأعداد الحقيقية للضحايا فى صفوف القوات