أستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله ، وفد جمعية الصحفيين الإماراتية المشارك في مؤتمر الإعلام السياحي الثاني المنعقد في فلسطين، ورحب فخامته بأعضاء الوفد ، مؤكدا أن زيارات الأشقاء العرب تدعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال. وأشار الرئيس عباس إلى أن ما شاهده الوفد الإماراتي خلال زيارته للمسجد الأقصى المبارك ، ووقوفه إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني أمام ما تعرض له المسجد الأقصى من اعتداءات ، يؤكد الدعم العربي لحقنا في الحرية والاستقلال. من جهته أشاد سعيد البادي رئيس الوفد الاماراتي عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين بحفاوة الاستقبال الذي لاقوه من قبل الرئيس محمود عباس ومن أبناء الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الوفد عايش حقيقة معاناة الشعب الفلسطيني ومدى تمسكه بأرضه وحقوقه المشروعة. وعبر البادي عن سعادة أعضاء الوفد بالوصول إلى القدس الشريف وأداء صلاة الجمعة في المسجد الاقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، مشيراً إلى أن مشاركة الوفد لأشقائهم الفلسطينيين جانب من معاناتهم اليومية ودفاعهم عن مقدساتهم يؤكد على مساندة الشعوب العربية للقضية الفلسطينية العادلة وعلى أن القدس الشريف والمسجد الأقصى أرض عربية إسلامية مقدسة. ويأتي اللقاء الذي حضره الدكتور عبد الناصر النجار نقيب الصحفيين الفلسطينيين ، على هامش مؤتمر الإعلام السياحي التي تشارك فيه الجمعية ، والذي أمتد ليومين متواصلين تخللهما ورشات عمل متخصصة وبتنظيم من بلدية الخليل ونقابة الصحفيين الفلسطينيين ووزارة السياحة ومحافظة الخليل واتحاد الصحفيين العرب والمنظمة العربية للسياحة وجمعية الملتقى الإعلامي. وكان الوفد الإعلامي ألتقى في المسجد الاقصى المبارك بوزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني ، الذي أطلع الوفد على حقيقة الأوضاع التي تعيشها مدينة القدس وأهلها المرابطين والمعاناة التي يكابدونها جراء السياسات الاسرائيلية الاحتلالية ، والمحاولات المتكررة لتزوير التاريخ وقلب الحقائق عبر تهويد البلدة القديمة لخلق أمر واقع جديد يهدف إلى سلخ المدينة المقدسة عن محيطها الفلسطيني والعربي الإسلامي المسيحي. وأستعرض الحسيني الآليات التي تنتهجها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في تهويد المدينة المقدسة والاستيلاء على منازل المقدسيين ، مقدماً معطيات وأرقام حول سبل التهجير الممنهجة من حيث مصادرة الأراضي وفرض القوانين التعجيزية ومن أخطرها قانون أملاك الغائبين وفرض الضرائب الباهظة والقيود التعجيزية التي تضعها سلطات الاحتلال لجعل حياة المقدسيين في غاية الصعوبة وذلك من أجل وحسب معتقداتهم الهجرة الطوعية وبالتالي تسهل عملية التهويد والاستيطان في هذه البقعة المقدسة والتي ينشدها الفلسطينيون عاصمة أبدية لدولتهم القادمة. وقال الحسيني أن جولة الأشقاء العرب تأتي بهدف التواصل مع أشقائهم الفلسطينيين والتعرف عن قرب على حقيقة أوضاعهم ورفع معنوياتهم وتعزيز صمودهم، مؤكداً أن مثل هذه الزيارات العربية لأشقائهم الفلسطينيين تأتي في إطار فك الحصار المضروب على الأرض الفلسطينية وتضامناً مع السجين وليست تطبيعاً مع الاحتلال مثمنا الوسائل التي إتبعها الوفد الإعلامي العربي في الوصول إلى العاصمة الابدية لدولة فلسطين موضحاً أهمية هذه الزيارة من ناحية مساهمتها في تعزيز صمود المقدسيين ومقاومتهم الاحتلال داعيا إلى تكرارها ومؤكداً أن مدينة القدس ستبقى فلسطينية الوجه، عربية الروح، إسلامية القلب. وأطلع الوفد على حقيقة ما جرى من اقتحام عسكري مدجج واستخدام مفرط للقوة تجاه مجموعة من المصلين حاولت التعبير عن غضبها إزاء الممارسات الاسرائيلية التعسفية بحق المسجد الأقصى ومحاولات وضع الشمعدان اليهودي تعبيراً عن يهودية هذا المكان الاسلامي المقدس وحصار المصلين داخل الابنية المسقوفة واستخدام الغازات السامة وغيرها من الوسائل التي تعبر عن حقيقة هذا الاحتلال وأهدافه المبيتة تجاه المسجد الاقصى المبارك. كما زار الوفد مدينة بيت لحم التي تعتبر مركزاً للثقافة والسياحة في فلسطين نظراً لأهميتها الدينية لدى المسيحيين لكونها كما يعتقد مسقط رأس النبي عيسى بن مريم عليه السلام، وتحتضن بيت لحم كنيسة المهد التاريخية التي تعتبر أهم واقدم كنيسة على وجه الأرض. ثم أنتقل الوفد لزيارة الحرم الابراهيمي في الخليل وأطلع على ممارسات قوات الاحتلال في الحرم، والتقى كامل حميد محافظ الخليل الذي قام بتكريم الوفد وتوزيع شهادات إنجاز دورة الإعلام السياحي العربي الثانية والتي عقدت في مدينة الجليل التاريخية، وأطلع الوفد من الدكتور علي القواسمي رئيس لجنة اعمار الخليل على الجهود التي تقوم بها اللجنة من أجل ترميم المباني القديمة في البلدة القديمة في مدينة الخليل، وجهودها للتصدي للإجراءات التي تقوم بها قوات الاحلال والمستوطنين لتهويد محيط الحرم الابراهيمي. كما أطلع الوفد على جهود ترميم المباني القديمة في مدينة الظاهرية، وكان في أستقبال الوفد رئيس الغرفة التجارية لجنوب الخليل جلال المخارزه ونائب رئيس بلدية الظاهرية عايد الهوارين، ونظم حفل شعبي ترحيب بالوفد الإعلامي الزائر في قاعة بلدية الظاهرية حضره عدد من المواطنين. وقال الدكتور جلال المخارزه " إن مجرد زيارة الوفد للظاهرية هو شيء هام جداً ، ولعل تعرف الوفد على آثار الظاهرية نقطة بداية مهمة للتعريف بمدينة الظاهرية سياحياً وأعتقد أنه سيكون لهذه الزيارة إنعكاسات إيجابية في المستقبل". ثم تجول الوفد في البلدة القديمة في الظاهرية وتفقد الأماكن الاثرية فيها ، وأعرب أعضاء الوفد عن إعجابهم ودهشتهم بالآثار التي تعود إلى أكثر من ألفي عام. كما زار الوفد محافظة نابلس وألتقى باللواء جبرين البكري، محافظ المدينة الذي تحدث عن نضال أبناء الشعب الفلسطيني ووقوفهم في وجه الأحتلال وتحدث المحافظ عن جهود ترسيخ سيادة القانون والحريات والديمقراطية وتشجيع السياحة الداخلية والخارجية وتنشيط الاستثمار في جميع المجالات وتنفيذ المشاريع والبرامج التنموية من خلال الخطة الاستراتيجية الخمسية لمحافظة نابلس وتذليل كافة العقبات التي تقف أمام المستثمرين والممولين وذلك من خلال بناء جسور التواصل مع كل الدول والمنظمات الحكومية وغير الحكومية الإقليمية والدولية. كما تفقد الوفد مخيم عايده والذي يقع بالقرب من مدينة بيت لحم والذي تم تأسيسه عام 1950 بواسطة اللاجئين الذين قدموا من مناطق القدس والخليل، وأستمع الوفد إلى شرح من منذر عميرة الناشط الحقوقي ورئيس مركز شباب عايده الاجتماعي عن معاناة سكان المخيم من اللاجئين الفلسطينيين تم تهجيرهم من قراهم ومنازلهم لبناء مزيد من المستوطنات اليهودية، الذين يصل تعدادهم اليوم إلى خمسة آلاف نسمة، كما أطلع الوفد على معاناة الأطفال الذين يذهبون ضحايا في المواجهات المستمرة مع قوات الاحتلال، وأطلع الوفد على جدار العزل العنصري الذي يطوق جميع مناطق السلطة الفلسطينية مخترقاً المدن والبلدات. يذكر أن وفد جمعية الصحفيين الإماراتية المشارك فى المؤتمر تكون من : سعيد البادى وعبد الكريم السنانى عضوا مجلس إدارة جمعية الصحفيين وإبراهيم الذهلى رئيس تحرير مجلة أسفار وحصة سيف الصحفية بجريدة الخليج وخميس الحفيتى المصور الصحفى .