في 4 من ديسمبر عام 1954 أصدرت محكمة الثورة حكما بالإعدام على ستة من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وعلى سبعة آخرين بالسجن المؤبد وذلك بتهمه محاولة اغتيال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فيما عرف باسم حادثة المنشية وقد فتح حكم المحكمة الباب كثير من النقاشات والجدل ربما حتى يومنا هذا بين من يرى فيه حكما عادلا ناجزا وبين من اعتبره محاولة من قبل النظام الحاكم للتخلص من الاخوان.وحادث المنشية تعرض الزعيم الراحل عبد الناصر إلى محاولة اغتيال أثناء القائه خطبة في ميدان المنشية خلال احتفال شعبي بتوقيع اتفاقية الجلاء، حيث أطلق عليه أحد الشباب 8 رصاصات، وتصور الحضور أن عبدالناصر أصيب، وحاول الحرس الخاص إخراجه من موقع الحدث.لكن عبدالناصر، رفض وواصل إلقاء خطابه قائلا: "أيها الرجال فليبق كلٌ في مكانه، حياتي فداء لمصر، دمي فداء لمصر، أيها الرجال، أيها الأحرار، أتكلم إليكم بعون الله بعد أن حاول المغرضون أن يعتدوا عليّ، إن حياة جمال عبدالناصر ملك لكم، عشت لكم وسأعيش حتى أموت عاملا من أجلكم ومكافحا في سبيلكم، سيروا على بركة الله، والله معكم ولن يخذلكم، فلن تكون حياة مصر معلقة بحياة جمال عبدالناصر، إنها معلقة بكم أنتم وبشجاعتكم وكفاحكم، إن مصر اليوم قد حصلت على عزتها وعلى كرامتها وحريتها، سيروا على بركة الله نحو المجد نحو العزة نحو الكرامة".وقد تم القبض على الشاب الذي أطلق الرصاص ليتبين ان اسمه محمود عبداللطيف وكان يعمل سمكري في إمبابة وقالت السلطات إنه ينتمي للإخوان المسلمين.وأوضحت التحقيقات إن المدعو عبداللطيف كان عضوا في جماعة الإخوان، وإن المحرض له المحامي هنداوى دوير، عضو الجماعة، وإن محاولة اغتيال عبد الناصر كانت جزءً من مؤامرة كبرى لاغتيال أعضاء مجلس قيادة الثورة، وحوالي 160 ضابطا من ضباط الجيش.كما تضمنت الاتهامات التي تم توجيهها للجماعة التخطيط للاستيلاء على الحكم، وتخزينهم لكميات كبيرة من الأسلحة والمفرقعات ليستخدمها الجهاز السري، وهي الأسلحة التي قال المرشد في المحاكمة إنها تخص الضباط الأحرار، وأن الإخوان حفظوها لهم أثناء حريق القاهرة في يناير 1952.وأشارت التحقيقات إلى أن المستشار حسن الهضيبي، مرشد الجماعة حينذاك، كان على علم بالخطة ومباركا لها.