المخلوع وقف وراء عدم عرض عمل فني عن الشهيد .. ولولا المجموعة 39 قتال ما كانت حرب أكتوبر نجل عمه: الدولة لم توفه حقه لاستحواذ مبارك على انتصار أكتوبر صائد الدبابات: كان بطلا تاريخيا ..بث فينا عقيدة "الأرض أو الشهادة" الرقيب إبراهيم: كنت اشعر بالفخر عندما يأتي إلى وحدتنا ليشاهد التدريبات مدير مدرسة إبراهيم الرفاعي: ننظم حفلا كل عام للاحتفال بذكرى رحيله الطلاب هم أصحاب فكرة إحياء ذكرى الشهيد
البطل إبراهيم الرفاعي، احد إبطال حرب أكتوبر ومؤسس المجموعة 39 قتال،التحق بالكلية الحربية عام 1951 تخرج فيها عام 1954 والتحق بالمشاة، شارك في بناء أول فرقة للصاعقة، وشارك في الدفاع عن مدينة بور سعيد أيام العدوان الثلاثي، وكانت من أهم مراحل حياته، عمل في سلاحى الصاعقة والمظلات، ثم رئيس عمليات الصاعقة المصرية، واخيرا قائد المجموعة 39 قتال التي قامت بتنفيذ ما يقرب من 81 عملية في الفترة من 1967 حتى 1973.
انتقل "صدى البلد" للالتقاء بأقاربه وأهالي قرية "خلاله" التابعة لمركز "بلقاس" بالدقهلية لإحياء ذكرى استشهاده الأربعين، فحينما تذهب الى قريته تجد أهالي القرية متاثيرن كثيرا بالرفاعي، فالعديد من المنازل تعلق صوره، وله مكانه عالية بين الشباب والشيوخ والنساء والرجال.
والتقى "صدى البلد" بعميد الشرطة عبد الله الرفاعي ابن عم الشهيد إبراهيم الرفاعي وتحدث عن الشهيد قائلا: الشهيد إبراهيم الرفاعي كان احد أفراد الصاعقة بالقوات المسلحة وقائد المجموعة 39 قتال التي يتحدث عن بسالتها في الحرب كل مراكز القوى العسكرية في العالم، ووصفتها إسرائيل بالأشباح.
واضاف بالرغم من كل هذه البطولات لم توفيه الدولة حقه ولا المجموعة 39 قتال بالكامل ولا حق إبطال أكتوبر كلهم، وذلك بسبب استحواذ مبارك على انتصار أكتوبر بالكامل، وكانت الحرب دائما تسير في اتجاه تكريم بطل الضربة الجوية وما عداه لم يحارب، فهو سار بمبدأ هو من حارب وهو من عبر، وهو من انتصر، لذلك لم يحصل غيره على حقه في هذه الحرب.
وأشار ابن عم الرفاعي، إلى انه لولا المجموعة 39 قتال ما كانت حرب أكتوبر وهذا باعترافات كل من شارك في حرب أكتوبر، وكل الخبراء العسكريين في العالم، لأنها رفعت معنويات العسكريين خلال حرب الاستنزاف وعلمتهم معنى الحرب، بعد أن فقدوا الثقة في 67.
وقال لم يغادر مخيلتي منظر رايته في 67 عندما رأيت احد الجنود يرتدي "شوال في قدمه ممتلئ بالقطن لوقف نزيف الدم، واتي ماشيا على قدميه من سيناء وملابسه مليئة بالعرق، وعندما راني سقط مغشيا عليه، فالجندي المصري خرج من الحرب في أسوأ حالاته ، ولكن المجموعة 39 قتال وما فعلته بعد النكسة، أعادت للجندي المصري الثقة بنفسه من جديد.
وكشف عن احد الأفلام التي تم الإعداد لها عن حياة إبراهيم الرفاعي والمجموعة 39 قتال منذ 20 عاما، وكان مبارك وراء عدم خروج هذا العمل الى النور بسبب رغبته في نسب انتصار أكتوبر الى نفسه، وعدم إبراز انجازات هذه المجموعة 39 قتال.
وأشار الى تهافت أفراد المجموعة 39 قتال على المشاركة في العمليات التي يتم الإعداد لها، وكان من لم يشارك في تنفيذ احدى العمليات كان يشعر بحزن شديد لعدم اختياره ضمن أفراد العملية، مؤكدا على مشاركة الرفاعي في كل عمليات المجموعة، موضحا انه كان دائما يضع نفسه في تنفيذ كل عملية بجانب عدد اخر من الأفراد حسب ما تقتقضية العملية.
واكد الرفاعي على قيمة العمليات التي نفذتها المجموعة 39 قتال، ومدى خطورتها واصفا ايها "المشارك في عملياتها مفقود والناجي منها مولود" موضحا شدة خطورة العمليات التي نفذتها 39 قتال قبل وأثناء وبعد حرب أكتوبر.
وعن حياته الشخصية أكد عبد الله على أن الشهيد كان ودود وحنون للغاية مع أفراد قريته لدرجة أنني كنت أقول له "يا ابني حسسني انك ضابط جيش" فكان انسانا بمعنى الكلمة، وكان صيادا ماهرا، لا يحب الواسطة ولا المحسوبية، لدرجة ان ابن عمه تغيب يوماً عن الوحدة، فقال له الشهيد وقتها: "لو غبت تاني ساعة ها كون ضربك بالنار"، وكان لا يبوح بأسرار عمله على الإطلاق لدرجة أنني لم اسمع عن انه قائد المجموعة 39 قتال إلا بعد وفاته.
وعن صوره الموجودة على مدخل القرية ومحلاتها، ومنازلها ومدارسها، أكد ابن عمه على ان "إبراهيم الرفاعي في قلب وعيون كل أهل الخلالة"، مشيرا الى ارتباط أهل القرية به وبشخصيته وبطولاته بشكل كبير، وتابع باكيا بشدة: أحب اقول للرفاعي في الذكرى الأربعين لرحيله.."انت وحشتني".
والتقى صدى البلد بالرقيب إبراهيم السيد عبد العال، احد أبطال حرب أكتوبر بالدقهلية، وصائد الدبابات أثناء حرب أكتوبر، حيث اسقط 18 دبابة اسرئيلية بصواريخ ضعيفة الإمكانيات.
وقال عبد العال، إن الشهيد إبراهيم الرفاعي كان يأتي الى الكتيبة 35 فهد، تحت قيادة المقدم عبد الجابر احمد على، ليتعرف على قدرة هذه الصواريخ التي كانت وقتها احدث الصواريخ التي يستخدمها افراد القوات المسلحة.
وقال رأيته يتدرب معنا بيده على توجيه واستخدام الصواريخ، وكان دائما ما يبث فينا روح الشجاعة وكان دائم القول: ما حدش هايحرر البلد دي غير الجنود المصريين، لأننا أصحاب مبدأ وعقيدة وحق.
وأضاف "على انه لولا العمل تحت قيادات حكيمة من أمثال "الرفاعي"، وغيرهم من القادة آن ذاك، لما عبرنا وحققنا نصر أكتوبر، فكانوا دائما يبثون روح القتال فينا، واستطاع الجندي المصري عبور مانع قناة السويس ويصعب على اي قوات مسلحة في العالم عبوره.
وبكى "عبد العال" عندما تذكر شهداء حرب أكتوبر الذين راحوا ضحية للحرب وفداء الوطن قائلا: "كنا كلنا على قلب رجل واحد، المسلم والمسيحي والقائد والجندي، كنا نموت ونحن في خندق واحد".
وذهب صدى البلد الى مدرسة ابراهيم الرفاعي بقرية خلاله والتقى ب"محمد الستمونى" مدير المدرسة وقال ان المدرسة تحتفل كل عام بذكرى رحيل الشهيد وتقيم حفلا يتسابق فيه الطلاب في الحصول على افضل بحث عن حياة الشهيد ابراهيم الرفاعي، مشيرا الى ان الحفل يقام كل عام على المستوى المحلى ويحضره اسرة الشهيد الرفاعى حيث نكرم فى الحفل الطلاب الاوائل وتقديم الجوائز لاحسن الابحاث التي تم عملها من قبل الطلاب عن حياة الشهيد ابراهيم الرفاعى وحرب اكتوبر.
واضاف ان احتفال هذا العام بالشهيد جاء مختلفا لان بعض الطلاب تواصلوا مع اعضاء مجموعة 39 قال التي كان قائدها الرفاعى من خلال الفيسبوك وقاموا بدعوتهم لحضور الحفل، مؤكدا الى ان اطفال لقرية من الطلاب هم اصحاب فكرة اقامة الاحتفال بذكرى رحيل الشهيد كل عام.
وذكر " الستمونى" ان بعض اعضاء مجموعة 39 جلس فى ساحة المدرسة وقاموا باخذ بعض الرمال من ارض الساحة لتذكرتهم بروح الشهيد.
واختتم قائلا ان الارض التي بنيت عليها هذه المدرسة كانت مملوكة للشهيد ابراهيم الرفاعى وتبرعت بها اسرته وقام الرئيس الراحل انور السادات بالموافقة على عمليت البناء وان القوات المسلحة هى التي قامت بالبناء.