تندفع السيارة المفخخة لاقتحام مبنى مديرية أمن جنوبسيناء بمدينة الطور حتى يجد قائدها فى وجهه شاباً ثلاثينياً، يصدمه على الفور ويرديه قتيلاً، لم يكن القتيل سوى فتحى عبدالخالق، أمين الشرطة بمديرية أمن جنوبسيناء، الذى وقف فى مواجهة السيارة رغبة فى إيقافها. يتحدث البابلى زعير عن زميله الشهيد فيقول: إن «فتحى» كان أفضل شرطى فى المديرية، فالجميع داخل المديرية يحبونه، لأنه كان ذا خلق رفيع، وبالفعل أنقذ المديرية بأكملها من حادث بشع كاد أن يودى بحياة كل من فيها. يروى «البابلى» قائلاً إنه كان موجوداً بجوار مبنى المديرية من الداخل، وسمع صوت سيارة تدفع البوابة الرئيسية للمديرية من الخارج، أمام شارع المحافظة، فنظر ناحية الباب، فوجد السيارة تدفع بعسكرى الأمن على الأرض ناحية الجهة اليمنى من البوابة والآخر على الجهة اليسرى. هنا يأتى الدور البطولى ل«فتحى»، كما يصفه زميله، يروى «البابلى» أن «فتحى» أسرع من خلف السيارة ليهتف بقائدها قائلاً «انت رايح فين؟»، ووقف أمام السيارة لمنعها من المرور حتى تصل إلى المبنى الرئيسى للمديرية، فى تلك اللحظة انفجرت السيارة وألقت ب«فتحى» على الأرض. يتذكر «البابلى» وهو يقف فى نفس مكان سقوط زميله، ويشير إلى آثار دمائه على الأرض: «أول ما وقع فتحى، جريت عليه، لقيته سايح فى دمه، قعدت جنبه وفضلت أبكى وأصرخ على صاحبى». يتحدث أمين الشرطة، الذى يبلغ من العمر 33 سنة، عن زميله ويقول: «إن فتحى كان إنسان طيب، وكان يريد أن يستكمل بيته الجديد من أجل أولاده، بعدما أخذ قرض من أحد البنوك.. فتحى كان بيخدم كل واحد فى المديرية، كان أطيب ما فينا ده أبوه لسه ميت ما كملش سنة، ذنبه إيه يحصل فيه كده ويسيب ولاده الصغيرين». لم يكن يتصور «البابلى» أنه لن يرى صديقه «فتحى» مرة أخرى: «ما كنتش مصدق إنه مات، لما جات الإسعاف كنت بقول لهم خدوا بالكم ممكن يكون لسه فيه نفَس وأنا متأكد إنه مات، ما كنتش قادر أصدق إنى مش هشوفه تانى». يقول عم فتحى، الذى أتى إلى مدينة الطور عقب اتصال هاتفى من أحد زملائه أبلغهم فيه أن «فتحى» تعرض إلى حادث: «أتينا إلى المستشفى، ووجدنا فتحى قد فارق الحياة، إيه ذنبه إنه يموت ويسيب أطفاله وأمه وأخواته البنات». المصدر: الوطن