كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن دولة قطر تقترف انتهاكات جسيمة في حق العمالة الأجنبية الوافدة إليها خاصة من دولة "نيبال" في أعمال الاستعدادات لاستضافة نهائيات كأس العالم في 2022. وأوضحت أن عشرات العمال ماتوا خلال الأسابيع الماضية بسبب إجبارهم على القيام بأعمال شاقة، كما يعاني آلاف آخرون من انتهاكات جسيمة. وتزعم الصحيفة أن لديها أدلة كثيرة تثبت استخدام عمالة بالإكراه في مشروعات بنية تحتية في إطار الاستعدادات لاستضافة بطولة كأس العالم. وعلى الجانب الآخر، تقول اللجنة العليا لقطر والمسؤولة عن تنظيم البطولة إن المشروعات الخاصة باستضافة كأس العالم لعام 2022 لم تبدأ بعد. وأعربت اللجنة عن "قلقها العميق بشأن ما أثير بخصوص مقاولين ومتعهدين بالباطن يعملون في مدينة لوسيل، وترى أن هذه القضية يجب التعامل معها بجدية بالغة. وأشارت الصحيفة إلى أن تكلفة مدينة لوسيل، التي ستحتوي على استاد يستوعب 90 ألف متفرج، تصل إلى 45 مليار دولار. ونقلت عن عمال من نيبال قولهم إن بعضهم لم يحصل على رواتبهم منذ أشهر بهدف منعهم من الهروب وترك العمل. كما تحدث البعض عن مصادرة جوازات سفرهم وعدم منحهم بطاقات هوية. وجاء في التحقيق أن أكثر من 90 في المئة من العمالة في قطر مهاجرون، ومن المتوقع أن تستعمل الدوحة ما يصل إلى 1.5 مليون عامل إضافيا في إطار الاستعدادات للبطولة. وكانت منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة حذرت من أن دولة قطر تقوم بممارسات قاسية لإجبار العمالة الأجنبية على العمل في ظروف شاقة بما يتنافى مع معايير العمل الدولية. ومن جانبه قال "أزفار خان"، ممثل منظمة العمل الدولية لدى قطر، للجارديان إن السلطات القطرية لا تشرف على ظروف العمل ولا تطبق قوانين حماية العمال خاصا على العمالة المشاركة في تشييد المشروعات الخاصة باستضافة كأس العالم. واستنكر المسؤول الأممي ما تقوم به السلطات القطرية رغم توقيعها على ميثاق منظمة العمل الدولية عام 2007 والذي يحرم إجبار العمال على العمل. وحذرت المنظمة من أن هناك أربعة آلاف عامل نيبالي ممكن أن يموتوا من ظروف العمل القاسية حتى عام 2022. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن هناك 1.2 مليون عامل يعملون في مجال البناء، ومتوقع أن تستقطب أكثر من 500 ألف آخرين لسرعة إنجاز المشروعات التي تنوي إقامتها قبيل استقبال الحدث العالمي. ومن ناحية أخرى، عبر اتحاد الكرة العالمي عن قلقه البالغ من التقارير التي تلقاها عن المعاملة الوحشية التي يتعرض لها العمال المشاركون في تشييد الاستاد الجديد. ويطالب اتحاد الكرة العالمي ومنظمة العمل الدولية السماح لخبراء دوليين بدخول المشروعات الجاري تنفيذها حالياً للتأكد من آدمية بيئة العمل، وإعطاء توصيات لتطبيق معايير العمل الدولية. نقلا عن صدى البلد