بقلم :حشمت عبد الله النوبي الجيش المصري ومنذ ثورة 1952 أصبح له دور سياسي في الحياة المصرية.. بسبب انحيازه الي المواطن البسيط , الذي اعادت له ثورة 52 كثيرا جدل من حقوقه المسلوبة. ومن هنا كان حب الشعب المصري للمؤسسة العسكرية. فما هو التخوف من وجود احد من العسكريين في الحياه السياسية ؟ وهل هذا يتعارض مع مدنية الدولة؟ التخوف هو الخشية من عودة أسلوب القمع وتكميم الافواه وتقويض الديمقراطية واغتيال الحرية . ولكن اذا زالت تلك الخشية وهذه التخوفات . فلا يوجد ما يمنع الرجل العسكري في المشاركة في الحياه السياسية. والحقيقة ان الشعب المصري وصل الي مرحلة من الوعي . لم يصل إليها المواطن في أيا من الدول المتقدمة , وأصبح يعلم جيدا حقوقه وواجباته. . واصبح الحاكم يعمل الف حساب لهذا الشعب العظيم. وإزاء هذا الوعي فإن وجود أيا من العسكريين. في الحياة السياسية هو دعم للديمقراطية ودعم لاستقرار الوطن.ولا يتعارض مع مدنية الدولة.وهذا ما لمسناه في ثورة 25يناير2011. ورغم ان الحاكم كان عسكريا(مبارك) الا ان الجيش وقف بجانب الشعب وانحاز له. وهذا ايضا حدث في ثورة30يونيه 2013 ورغم ان وزير الدفاع معين من قبل رئيس الجمهورية ومن المفترض ان يكون الولاء له. كما ظن البعض.. الا أن وزير الدفاع المشير السيسي انحاز للشعب. وهذا يوضح ان المؤسسة العسكرية والمجلس العسكري يعمل بمبدأ الشورى بين أعضائه. وقراراتهم دائما تنحاز الي الشعب المصري.ومن مميزات المؤسسة العسكرية , الانضباط وحسن التنظيم والوطنية بكل معانيها.. فنجد العسكري لا يقبل أن يفرط في أي شبر من ارض الوطن .. بالإضافة الي انعدام الفساد في المؤسسة العسكرية.واذا استطعنا الفصل بين المؤسسة العسكرية , ومشاركة احد رجالها في الحياه السياسية سينعكس هذا الانضباط علي باقي المؤسسات وخصوصا السلطة التنفيذية التي تعاني مؤسساتها من فساد وصل الي حد المرض. وبناء علي ذلك فإن وجود أحد العسكريين في الحكم هو شيء جيد لو تم وضع بعض الضوابط في الدستور وضمان نزاهة العملية الديمقراطية . وان كان وجود ايا من العسكريين في الانتخابات سيؤثر علي باقي المرشحين الآخرين بالسلب وستكون فرصته في النجاح ضعيفة أمام أيا من العسكريين اذا ما رشح نفسه في الانتخابات.لا ان الشعب بطبعه يحب رجال الجيش ووجود المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية أمر لازم وضروري في هذه الفترة الانتقالية الحرجة علي الاقل.لان الجيش هو جيش الشعب وهو خط الدفاع الاول والأخير للمواطن المصري من تعسف وتغول السلطة الحاكمة ونتمني ان نري الانضباط والتنظيم والوطنية الموجود في المؤسسة العسكرية .. موجودا في باقي المؤسسات وخصوصا السلطة التنفيذية..لذلك نجد كثيرا من اصحاب الرأي يؤمنون ويقتنعون بأنه لا يصلح سوي رجل عسكري لكي يكون رئيسا لمصر , علي الاقل في الوقت الحالي . ويرون ان هذا لا يتعارض ذلك مع مدنية الدولة