توالت الانسحابات من قبل كبار المسؤوليين المحلين المشرفين على مشروع النجف عاصمة للثقافة الاسلامية للعام 2012، الامر الذي يهدد اكتمال المشروع في الوقت المحدد. وعلى الاثر، كلف وزير الثقافة سعدون الدليمي رئيس اللجنة العليا لمشروع النجف عاصمة للثقافة الاسلامية، وكيل الوزارة طاهر ناصر الحمود بتولي مهمة الاشراف على المشروع والتنسيق مع كافة الاطراف ذات العلاقة لانجاز العمل في الوقت المحدد. وذكر بيان للوزارة ان الحمود كلف بمهمة تمثيل وزير الثقافة في رئاسة اللجنة العليا للمشروع والتنسيق مع كافة الاطراف في بغداد والنجف الاشرف لتذليل العقبات وصولا الى تحقيق النجاح المطلوب. وقد انسحب كل من نائب محافظ النجف ورئيس مجلس المحافظة بالإضافة إلى كتلة الاحرار التابعة للتيار الصدري، من المشروع الذي يعد بهدف الاحتفاء بالنجف عاصمة للثقافة الاسلامية في الاول من كانون الثاني/يناير المقبل. ودعت وزارة الثقافة "جميع الاطراف المشاركة في مشروع النجف عاصمة الثقافة الاسلامية الى التكاتف والتآزر لانجاحه متعهدة بكشف اية مخالفات مالية وقانونية في المشروع ان وجدت". وحث وكيل وزارة الثقافة طاهر الحمود في بيان "الاطراف المنسحبة الى العودة للعمل مجددا والمساهمة الفاعلة كي يظهر المهرجان بالشكل الذي يتناسب مع قدسية المدينة واهتمامات العراق الجديد بالثقافة الاسلامية". وشدد الحمود على ضرورة "العمل بروحية الفريق الواحد، معتبرا ان اثارة الشبهات حول المشروع والقيمين عليه في هذا الوقت بالذات لن يكون في صالح المشروع ولن يخدم اي طرف". وقال ان "الوزارة بصدد اتخاذ خطوات جدية لمعالجة الخلل في بعض مفاصل العمل بالمشروع" متعهدا بان "الوزارة لن تتردد في التعامل بحزم مع اية معلومة تتعلق بتجاوزات مالية او قضايا فساد إن وجدت في المشروع. وكان مسؤولون قيمون على تنفيذ المشروع اقروا مطلع العام الجاري ان الوقت غير كافي، كما أن هناك مشاريع لا تزال متاخرة جدا عن الوقت المحدد لانجازها. وقال نائب محافظ النجف رزاق شريف لوكالة فرانس برس "هناك جملة من المشاكل في اليات الصرف والمخصصات التي وضعتها وزارة الثقافة والحكومة العراقية المركزية". واضاف "هناك جهات تعمل على عرقلة انجاز المشروع وهذه من ابرز الاسباب التي دعتني إلى تقديم استقالتي من اللجنة الاعلامية و هي من اهم لجان المشروع". الى ذلك اعلنت الكتلة الصدرية انسحابها من المشروع وذلك لعدم استقرار اللجان والتعقيدات الادارية، حسبما اعلن عضو الكتلة في مجلس محافظة جواد الكرعاوي. وأيضا قدم رئيس مجلس المحافظة الشيخ فائد الشمري الذي ينتمي الى ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، استقالته الاثنين من منصبه كمدير للمشروع من دون ذكر الاسباب. وانسحبت كذلك كتلة المواطن التابعة للمجلس الاعلى قبل اكثر من اربعة اشهر احتجاجا على احتكار الصلاحيات من قبل محافظ النجف ووزارة الثقافة. لكن نائب رئيس اللجنة الامنية العليا لمشروع النجف عاصمة للثقافة الاسلامية لؤي الياسري قال "على الرغم من الانسحابات التي اعلنها الاخوة الا ان المشروع لا يزال يعمل بشكل جيد". واضاف الياسري وهو ينتمي الى كتلة المالكي "حسب المعطيات المتوفرة لدينا فان المشروع سيتم انجازه في وقت محدد" مضيفا "حتى الان لا نعرف الاسباب التي تقف وراء انسحاب بقية الاخوة ولم يعلنوا هم عنها". وقد تم اختيار النجف في تشرين الاول/اكتوبر 2009 من قبل المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) لتكون واحدة من العواصم الثلاث للثقافة الاسلامية عام 2012 مع دكا عاصمة بنغلادش ونيامي عاصمة النيجر. ويأتي مهرجان النجف كواحد من جهود العراق لاعادة البلاد الى خارطة الثقافة بعد الغزو الاميركي في عام 2003، والذي خلف عنفا طائفيا. وخصصت الحكومة العراقية ميزانية للمشروع الثقافي تقدر ب 537 مليار دينار عراقي (455 مليون دولار). لكن مسؤولين محلين نبهوا مطلع العام الجاري ان عددا كبيرا من المشاريع لم يسلم الى المقاولين، ولذلك لن تنجز اعمال كثيرة قبل بداية الحدث. إلى ذلك قرر القائمون على المشروع تحويل 170 مليون دولار خصصت للبرامج الثقافية لتطوير البنى التحتية وبناء الفنادق.