حظى بيان الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع أمس، باهتمام عدد كبير من الصحف العالمية. وقالت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، إن البيان أكد بلهجة قوية أن الجيش سيتدخل لمنع انزلاق البلاد لنفق مظلم، معتبرة - فى تقرير مطول- أن المؤسسة العسكرية «القوية» أعطت لأنصار الرئيس محمد مرسى، من الإسلاميين المتشددين، تحذيراً «مستتراً» بأن الجيش سيتدخل إذا ما اعتدوا على حشود المعارضة، التى تعهدت بأن تكون احتجاجاتها سلمية يوم الأحد المقبل. ووصفت الوكالة بياناً للرئاسة، أعقب بيان «السيسى» وأغفل التطرق لتحذيرات وزير الدفاع، واكتفى بالإشارة إلى أن اجتماع «مرسى» و«السيسى» ركز على التطورات الداخلية، وجهود الحكومة لضمان أمن الوطن وسلامة المواطنين، بأنه حاول التأكيد أن مرسى هو القائد الأعلى للجيش ورئيس «السيسى»، حيث جاء فى نص البيان أن الرئيس «القائد الأعلى للقوات المسلحة» أمر «السيسى» باستكمال سريع للترتيبات الأمنية لحماية الوطن والمواطنين. وتابعت: بيان «السيسى» يخاطب -فى ظاهره- المعارضة والموالاة، لكن دعوته لمصالحة وحوار وطنى «جاد» يبدو تأييداً لموقف المعارضة، التى ترى أن دعوات «مرسى» السابقة للحوار الوطنى كانت فارغة وغير جادة. وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، إن البيان يمثل أحد أقوى تحذيرات الجيش منذ تسليمه السلطة للرئيس مرسى قبل عام، إذ أكد أنه «لن يسمح بالاعتداء على إرادة الشعب». وقال موقع «دويتشه فيلا» الألمانى إن بيان السيسى أقوى تحذير للقوى السياسية من الجيش منذ عام، فيما اعتبرت «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أن البيان يذكّر الجميع أن الجيش جاهز للتدخل إذا تدهورت الأمور. ورأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن البيان كسر صمت الجيش الطويل وعزوفه عن التعليق على الأزمة السياسية الحادة فى مصر، وصيغ بطريقة تجنب فيها القائد العام للقوات المسلحة إلقاء اللوم على طرف بعينه، موضحة أن البيان -فى مضمونه- أكد على أن الجيش كتلة واحدة متماسكة، قادرة على تجاوز الخلافات السياسية ولمّ شمل المصريين فى مواجهة «الانقسام السياسى الحاد الذى يهدد كيان الدولة المصرية، خلال العام الماضى، الذى دخل فيه الرئيس محمد مرسى صراعاً علنياً مع القضاة وفشل فى السيطرة على أجهزة الأمن، التى لا يثق كثير من القائمين عليها فى مرسى وتنظيمه، الذى ظل محظوراً لديهم لعقود». لكن الصحيفة وصفت البيان ب«الغامض»، فيما يتعلق بموقفه من الأحداث، ونقلت عن ضياء رشوان، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قوله «البيان يعطى انطباعاً بأن الجيش يعطى تحذيراً أخيراً، لكن من غير الواضح من هى الجهة التى يحذرها الجيش.. من؟»، وتابع «البيان إشارة لمرسى أن يبدأ فى حوار جاد وسريع مع معارضيه».
