رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن تعيين "عبدالفتاح السيسي" وزيرًا للدفاع من قبل الرئيس المصري "محمد مرسي" دفع الكثيرون للإعتقاد بأن "السيسي" سيدين بالفضل للرئيس وأن القوات المسلحة ستخضع للقيادة الإخوانية ولكن من خلال سلسلة من التلميحات الخفيفة والتصريحات المكنية، أظهر الجيش المصري صاحب النفوذ القوي قدرًا كبيرًا من الإستقلال، فضلًا عن إمتعاضه من سياسات إدارة الرئيس "مرسي". وأشارت الصحيفة إلى أن أخر حلقة من سلسلة تصريحات "الجيش" والتي خرجت أمس الأحد على لسان الفريق أول "عبدالفتاح السيسي" تؤكد أن نوايا القوات المسلحة لم تبتعد كثيرًا عن فكرة التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد وأن أمن وإستقرار الأمة جزء من ولاية الجيش، وبعيدًا كل البعد عن مساع أنصار "مرسي" من جماعة الإخوان بتركيز الجيش كليًا وجزئيًا على حماية البلاد من التهديدات الخارجية وعدم إهتمامه بما يحدث بالداخل. ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش أعطى أمس الأحد الحكام الإسلاميين وخصومهم من المعارضة مهلة أسبوع من أجل التوصل إلى تفاهم قبل إحتجاجات 30 يونيو المخطط لها من قبل المعارضة بهدف إجبار الرئيس "مرسي" على التنحي، في تحذير شديد اللهجة من أن الجيش سيتدخل لوقف البلاد من الدخول في نفق مظلم. كما قدم الجيش تحذيرًا مستترًا لمساندي الرئيس من الإسلاميين المتشددين بأن القوات المسلحة ستحسم الأمر إذا هاجموا المتظاهرين وتحولت الإحتجاجات إلى أعمال عنف- وهو الجانب الأكثر إحتمالًا. وفي محاولة من جانب الرئاسة لتخفيف حدة التوتر بين الرئيس والجيش وإعطاء مشهد سلسل وعادي، قال مكتب الرئيس في بيان متأخر أمس الأحد أن الرئيس "مرسي" اجتمع مع "السيسي" لمناقشة المشهد الحالي وجهود الحكومة في الحفاظ على أمن الوطن وسلامة مواطنيه وأنه لم يكن هناك أي تحذيرات من جانب "السيسي".