أجرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية حوارًا مع الإعلامي الساخر باسم يوسف، وصفته بأنه «الناقد الأشرس للتيار الإسلامي»، وقال «يوسف» في الحوار إن «ما لدينا هو واجهة، مظهر زائف لما يكون عليه الإسلام، فالإسلام ليس فقط بتغطية شعرك، بل بكيفية معاملتك الآخرين، وإذا غطيت الشعر أو ربيت لحيتك، وعاملت الناس بشكل سيئ، فهذا ليس الإسلام»، لافتا إلى أن الدين في مصر يستخدم ك«أداة للطغيان».وقالت المجلة الأمريكية إنه من المستحيل تجاهل وصف «جون ستيوارت مصر»، الذي يطلق على باسم يوسف، لكن الساخرين يتشاركان فيما هو أكثر من الأسلوب المتشابه، فكما ظهر جون ستيوارت خلال سنوات حكم جورج بوش الابن باعتباره بين الليبراليين الذين عزلهم النظام القائم، يتحدث برنامج باسم يوسف للعلمانيين المصريين، الذين يهمشهم الإسلاميون الحاكمون.ولفتت إلى أن أي حلقة من برنامج «البرنامج» لباسم يوسف تحظى بما يقرب من 30 مليون مشاهد، طبقًا لإحصائيات قناة «سي بي سي»، وقالت إنه بالنسبة لشريحة كبيرة من المصريين فإن برنامج يوسف «ليس مجرد برنامج كوميدي، وإنما هو حدث سياسي».وأضافت «فورين بوليسي» أن يوسف يعلم جيدًا كم يدين بشعبيته لإدارة الرئيس مرسي، وللحكومة العسكرية التي سبقتها، قائلا «السخرية موجودة في العالم كله، ودائما هي ضد اليمين وضد السلطة، وهذا هو معنى السخرية السياسية، وبالتالي يعتبر وجود اليمين المصري في السلطة مثل وجود جورج دبليو بوش في السلطة، منجم ذهب لأي شخص».وأوضحت المجلة أن سخرية «يوسف» السياسية المعتمدة على الكوميديا لها هدف، وضربت مثالا بالحلقة، التي أذاعت بعضا من الإهانات الموجهة له من التيار الإسلامي، فقد عرض يوسف بعض مقاطع الفيديو، ثم ترك الكوميديا، وبدأ في رد الإهانة، قال «عندما ينظرون إلينا لا يرون مسيحيين ومسلمين، يرون كفارا، منافقين، أعداء الدين والله»، ثم وجه الكلام إلى منتقديه مشددًا «المعادلة بسيطة، كما تعتبروننا غير مسلمين، نحن لا نعتبركم شيوخًا أو علماء».وقال «يوسف» ل«فورين بوليسي» إن «الأمر يتعلق بكيفية الحفاظ على الدين واستخدامه في القيادة الروحية بدلا من كونه أداة للطغيان»، مضيفًا أن «تلك هي مشكلتنا الأكبر، لا يمكنك ببساطة أن تقول لشخص اعط صوتك لأحد أو اتبعه، لأن هذا هو الطريق إلى الله، عندما تقوم بذلك، لا يهم حقًا إذا كنت مسلمًا أم بوذيًا، هذه استبدادية».وتصف المجلة باسم يوسف بأنه لا يدافع فقط عن أصدقائه، وإنما يدافع عن أسلوب حياة ليبرالي في دولة تتجه إلى المحافظة، وقالت إنه خلال اللقاء قلل من أهمية ليبراليته الاجتماعية، فهو يريد أن يركز على النقاش والحجة، التي تقول إن الإسلاميين يستخدمون الدين لإرهاب المصريين على الساحة السياسية.وأوضح «يوسف» أن مصر بالفعل دولة محافظة، لذلك «يحظى المحافظون بفرصة أكبر»، مضيفًا أن ما لدينا الآن لا يتعلق بالدين، لكنه يتعلق بضيقي الأفق والمتطرفين».وحول الجدل الذي دار بشأن استضافة «البرنامج» مغني فرقة «مشروع ليلى» اللبنانية المعروف عنه مثليته، قال «يوسف» مجددًا إنه «لم يكن يعرف أن المغني مثلي، فهذا شأن لا يتم طرحه خلال البرنامج، وقد حصل أفراد الفرقة بالفعل على فيزا تخولهم الدخول إلى مصر»، وعندما حاول المحاور، ديفيد كينر، معرفة موقف «يوسف» من المثلية الجنسية، قال يوسف «هذا الموضوع ليس في عقلي حتى، لدينا قضايا أكبر بشأن الحريات السياسية والاجتماعية، والأمر أنهم يريدون فقط أن يجروك لمواضيع فرعية، ويعلمون بالطبع أنك إذا كنت في موقف مدافع عن المثلية أو ما شابه، فسوف ينال منك ذلك، الأمر يشبه اعتبارك ضد الإله تمامًا».وقد اختتم المحاور الأمريكي الحوار مع باسم يوسف بالقول إنه رغم كل شيء يبدو أنه مازال في مصر مواضيع لا يجرؤ حتى رموز الكوميديا على السخرية منها. المصري اليوم
