قال الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إن الإسلام هو آخر الأديان السماوية وخاتمها, وهو المنْهج الربَّاني الذي أنزله الله تعالى لهداية البشرية الضالَّة الحائرة، وغايته تحقيق العُبوديَّة الكاملة لله. وأضاف المرشد خلال رسالته الأسبوعية :"الإسلام دين الفطرة؛ لأنه ما ترك بابًا يصل بالإنسانية إلى كمالها وسعادتها إلا دلَّ عليه، وأمر به، ووعد عليه الثواب الجزيل، في نفس الوقت لم يَدَع بابًا يُهْلِك الإنسانية، وينزل بها الشرَّ والدمار إلا حذَّر منه ونهى عنه، وتوعَّد بالعقوبة الرادعة الزاجرة وأنه دين الفطرة؛ لأنه موافق لسُنَن الله تعالى في الخلقة الإنسانية؛ حيث إنه يعطي القوى الجسدية حقوقها والقوى الروحانية حقوقها، ويسير مع هذه القوى على طريق الاعتدال حتى تبلغ كمالها ، الإسلام دين الفطرة؛ لأنه يحترم العقل ويُقدِّر العلم والعلماء ويرفع من شأنهم، الإسلام دين الفطرة؛ لأنه يُرسِي دعائم الرحمة، وما كانت الرسالة المحمدية إلا رحمة للعالمين ،الإسلام دين الفطرة؛ لأنه يُحقِّق العدل الكامل والذي يشمل الإنسانية جمعاء حتى مع الأعداء، الإسلام دين الفطرة؛ لأنه يُقِرُّ مبدأ المساواة بين البشر، ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى،الإسلام دين الفطرة؛ لأنه يُقَدِّس الحرية، حتى إنه ليجعل له مطلق الحرية في أن يعتنق ما يشاء من دين". وتابع بديع :"الإسلام دين الفطرة؛ لأنه جاء بمكارم الأخلاق التي ترفع شأن الإنسان وتُعْلي من قدره، بل جعل الأخلاق غاية الرسالة الخاتمة: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ» ،الإسلام دين الفطرة؛ لأنه يتَّسِم بالشمول حتى يحتوي على قواعد وأسس تنظم كل جوانب الحياة، الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية، والسياسية وغيرها، فلم يترك شيئًا إلا ونظمه، قال تعالى: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) (الأنعام: 38)، وقال تعالى: (وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا) (الإسراء: 12) ، إنّ الإسلامَ دينُ الفطرةِ؛ لأنه دين التوازن يهدفُ إلى إصلاحِ الدنيا، وإصلاحِ الآخرةِ، ويحرصُ في تعاليمهِ على صحّةِ الجسدِ، وطُهرِ النفسِ، ويوازنُ بينَ المادةِ والروحِ، والحاجاتِ والقيمِ". وأوضح المرشد أنه إذا كان التَّدين فطرة في الإنسان، فإن ما يحيط به من مؤثرات هو الذي يجعله ينحرف عن جادة الفطرة السوية، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يُهوِّدانه أو ينصرانه أو يمجسانه" فالفطرة تنحرف بوسوسة شياطين الجنِّ، فقد أخذ الشيطان على نفسه العهد بإضلال بني آدم وبما يغرسه الآباء في نفوس أبنائهم وبما يُلقِّنه بعض مُدَّعي العلم والبحث، والمُعلِّمون والباحثون في أفكار الناشئة وبالجهل والتقليد الأعمى وبما يحيط بالإنسان من أصدقاء السُّوء الذين يُزيِّنون له الانخلاع من هدي الفطرة الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأشار إلي أن المتأمل للواقع يرى من المظاهر ما يؤكد الخروج على الفطرة ويتجلى ذلك في الخروج على منظومة الأخلاق الإنسانية، حيث ينعدم الحياء، وينتشر الكذب، وتكثر الخيانة، ويزداد الفجر في الخصومة ويكثر الظلم والبغي والعدوان، ونرى دعاة الفساد والإفساد في الأرض، ويصل بهم المدى إلى الدعوة إلى إهلاك الحرث والنَّسل وتخريب العامر، وتدمير المنشآت والمؤسسات، وإحراق ما تصل إليه أيديهم، وإنهم ليستبيحون الأموال والدماء والأعراض وإن تَعْجَب فإن عجبك يزداد حين ترى من يرى المنكر معروفًا والمعروف منكرًا، بل ترى من يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف. وأختتم مرشد الإخوان رسالته الأسبوعية بقوله :"إن العلاج الناجع والدواء الشافي في دين الفطرة الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين ففيه الشفاء من كل داء والنجاة من كل مُلمة، إذا أقمناه في قلوبنا وواقعنا ونفذنا تعاليمه وقمنا بحقوقه على الوجه الأكمل الذي يرضي ربنا و ننال به خيري الدنيا والآخرة ويقول الإمام البنَّا رحمه الله: "إن الله تعالى قد أرسل رسوله رحمة للعالمين إلى يوم القيامة، وبعث معه كتابه الحق نورًا وهدى إلى يوم القيامة، وإن زعامة الرسول صلى الله عليه وسلم باقية بسنته، وإن سلطان القرآن قوي بحجته، وإن الإنسانية صائرة إليهما لا محالة، بعزِّ عزيزٍ، أو بذلِّ ذليل، من قريب أو من بعيد، حتى يتحقق قول الله: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) (الفتح: 28) فكونوا أول من يتقدم باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقارورة الدَّواء من طبِّ القرآن؛ لاستنقاذ العالم المُعذَّب المريض.".